يعد أشهر رئيس لرابطة مشجعي نادي الهلال طوال تاريخه.. عاصر بدايات بطولات (وصيف أندية العالم) في عصره الذهبي الثاني الذي بدأ بدخول الزعيم التاريخ الكروي المحلي من أوسع أبوابه عندما أحرز أول لقب للدوري في أول موسم للمسابقة عام 1397ه - 1977م. ذلكم هو "مشقاص الهلال" الاسم الخالد في مسيرة رابطة مشجعي نادي الهلال المولود في مكةالمكرمة عام 1364ه - 1944م المدينة التي عشق بعض أبنائها الهلال وخدموه بإخلاص في مراحل من مسيرته الحافلة في الثمانينات الهجرية من الإداريين واللاعبين، يأتي في مقدمتهم شاعر النشيد الوطني الكبير إبراهيم خفاجي –رحمه الله–، وعميد المعلقين محمد عبدالرحمن رمضان –شفاه الله–، بجانب كبار نجوم الأمس سليمان مطر (الكبش) وحامد عباس ومحمود زرد وكريم المسفر وفرج المبروك –رحمهم الله–. تنقل (مشقاص الهلال) واسمه الكامل إبراهيم بن عبدالمقتدر عبدالقادر إسكندر، وكان لقبه (الزهري) أب لثلاثة أولاد: بدر – براء – بندر، وثلاث بنات: أميرة – أشواق – أحلام، بشخصيته القيادية وصوته الجهوري بلهجة حجازية وروحه الوثابة بين مدرجات ملاعب الصايغ والملز في بداية ارتباطه بتشجيع الهلال، ومنها امتدت إلى بقية ملاعب مناطق المملكة مؤازرا وداعما معنويا بكل ما أوتي من قوة وقدرة على تحريك المدرجات بأهازيجه الحماسية وأغانيه الرياضية وعباراته التحفيزية الرنانة عبر المايكروفون الذي لا يفارق يده أثناء المباريات، وكانت تلك الأهازيج تبث الروح الوثابة وتشعل جذور الحماس بين اللاعبين إلى جانب تفاعل الجماهير الهلالية الغفيرة معه التي كانت تتجاوب بتناغم بديع مع أهازيجه المميزة وترددها بصورة خلابة ولا يزال يتذكرها جيداً جيل مشجعي الهلال قبل نصف قرن. أهازيجي كانت تحرك المدرجات الزرقاء وتثير حماس اللاعبين لقد كان مشقاص (80 عاماً) وجهاً مضيئاً من الماضي الهلالي الجميل ورجاله المخلصين يأتي على دراجته النارية (دباب) للملعب مبكراً، ويتنقل بين صالات الألعاب المختلفه لمؤازرة فرق العاب النادي الأخرى بجانب أعضاء الرابطة الزرقاء منذ أن كان مقر النادي في شارع العصارات وحتى انتقاله إلى العريجاء. له في كل ملعب وصالة ذكريات هلالية لا تنسى كشف لنا بعضاً منها في هذا الحديث الخاص ل»الرياض» بعد انقطاعه الطويل عن الوسط الهلالي خاصة والرياضي عامة. بحثت عنه حتى وجدته عبر تويتر عن طريق تواصلنا مع ابنه بدر، فكان هذا الحوار: (مشقاص) في حلة الأحرار يقول العم مشقاص في مستهل حديثه: «جئت لمدينة الرياض لأول مرة عام 1378ه وعمري 14 سنة، وسكنت مع أهلي في حلة الأحرار، وبدأت رحلة عملي الحكومي عام 1382ه كجندي بوزارة الدفاع ثم انتقلت إلى وزارة الداخلية عام 1388ه وتقاعدت برتبة رئيس رقباء عام 1416ه. أما تسميتي ب(مشقاص) فقد كان وراءها جارنا الأخ عبدالعزيز الجدوع، وكان هلالياً وأحد أخوته كان لاعباً في الهلال، وذات يوم لمحني جالساً عند البقالة وكنت أصلع الرأس ووضعت غترتي على كتفي فبادرني بسؤال: هل أنت مشقاص؟ يقصد الممثل القديم حسن دردير الذي اشتهر تلفزيونياً بشخصية مشقاص، وأجبته: بنعم، فطلب مني أن أغني أغنية مشقاص الشهيرة آنذاك (يا تاكسي يا طاير يالوري يا طاير هدي السرعه دي دي ميه) وغنيتها له وكان في غاية السعادة حين أسرع منادياً بقيه إخوانه لمشاهدتي معتقدين أنني الممثل مشقاص ومن يومها استمر يناديني بهذا اللقب. عبدالله بن سعد اختارني رئيساً في إحدى المرات ذهبت لنادي الهلال وكنا نشجع مباراة في لعبة مختلفة ولمحني الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- وكان يرأس رابطة مشجعي النادي عام 1396ه، وأعجب بأهازيجي وحركاتي الراقصة في المدرج، وقال لي من اليوم أنت رئيس رابطة مشجعي الهلال، ولم أتردد بالموافقة، واستمررت في هذه المهمة بدعم سموه ومؤازرته لي، رحمه الله. شجعت النصر قبل الهلال وبالمناسبة سأكشف لك سرا أعلنه لأول مرة وهو أنني شجعت نادي النصر قبل الهلال، وحدث ذلك بعد انتقال النجمين محمد سعد العبدلي وحسن أبو عيد -رحمهما الله- للنصر قادمين إلى الطائف، وكانت لي معرفة سابقة بهما، إذ عشنا سوية أثناء إقامتي بالطائف في دورة عسكرية. وحضرت مشجعاً لهما مع النصر أمام أهلي الرياض في ملعب الصائغ، وكانت معي حقيبة صغيرة وضعت بداخلها نقودي ومفتاح بيتي وفقدتها في المدرج النصراوي، وأخبرت محمد سعد بذلك بعد المباراة فوعدني خيراً بالتعويض طالباً مني الذهاب معه لرئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- لدعمي بمساعدة مادية، وكان مقر النادي بجانب مستوصف في شارع الخزان، وشرح له ظروفي الصعبة بعد فقداني لفلوسي، طالباً أن يساعدني النادي، فرد عليه أبو خالد إن مشجعي النصر هم من يقدمون المساعدة المادية لناديهم وليس العكس. وحقيقة لم أتوقع هذه الإجابة التي صدمتني وجعلتني أتخذ قراري بعدم تشجيع هذا النادي، وأبلغت محمد سعد بذلك. جلطة دماغية أقعدتني على كرسي متحرك.. وأتمنى لمسة وفائية هلالية وبعدها بفترة طويلة رافقت الصديق الجدوع لنادي الهلال في شارع العصارات، وكان هناك مباراة له أمام أهلي الرياض في الكرة الطائرة أيام صالح السعيد ورفعت طاشكندي، وشجعت الهلال بالأهازيج وكان الجدوع يناديني بمشقاص، وردد الجمهور ذلك، وعرفت من يومها في المدرجات بهذا اللقب. ذهبت للدمام على «دبابي» ومن ذكرياتي الهلالية الجميلة ذهابي على «دبابي» إلى الدمام لمؤازرة الهلال في مباراة ودية أمام النهضة وكان مدربه الإنجليزي جورج سميث وخسرنا (2 /8)، وبعد المباراة رفض الأمير عبدالله بن سعد عودتي للرياض على الدباب وأصر على عودتي مع اللاعبين في الباص، وشحن «دبابي» في سيارة مستلزمات الفريق، وتذكر أن حارس الهلال في تلك المباراة كان محمد النقير -شفاه الله-، وكان المدرب سميث يداعبه طوال الطريق قائلاً بلغة عربية مكسرة: (نقير.. أمحق حارس). ومن الذكريات أيضاً كنا نحضر لملعب الصائغ في وقت مبكر ونتناول طعام الغداء مع اللاعبين في الملعب. نسهر على راحه اللاعبين في الناصرية وإلى جانب تشجيعنا للهلال في المدرجات كنا نقوم بأدوار أخرى مثل السهر على راحة اللاعبين بجلوسنا على زولية أمام بوابة النادي عندما يعسكر الفريق داخل المقر، ونبقى طوال الليل حتى يطلع النور أنا ومعي سلطان الفهد والد اللاعب سمير وأبو مرزوق سعيد لاعب الهلال وعلي اليماني. وفي الصباح نذهب للنوم ببيوتنا ونعود عند الظهيرة لتناول الغداء والذهاب مبكراً للملعب. أسقطوني من «دبابي» في الشارع من الذكريات بعد إحدى مبارياتنا مع النصر موسم 91- 1392ه كنا خارجين من الملعب مهزومين (1/2)، وأنا على «دبابي» عند الإشارة توقفت بجانبي سيارة بداخلها مجموعة من اللاعبين بينهم محمد سعد العبدلي الذي داعبني قائلاً (هيا غطوا وجوهكم بالشيلة) ورديت عليه: (ما عليه.. كسبتونا بالدور الأول وسنهزمكم في الدور الثاني)، ولم يعجب البقية كلامي فضايقوني بعدما فتحت الإشارة وسقطت من على الدباب في الشارع وسلمني الله. أهازيج مشقاص الهلالية بالزمن الجميل وعن الأهازيج التي كان يرددها مشقاص في المدرجات الهلالية، أجاب: (أوه يا هلال.. العب بالساحة يا هلال . أوه يا الأزرق.. العب بالساحة يا هلال) وأيضا: (هذا الهلالي ما عرفتوه.. في لعب الكورة ون تو.. هذا الهلالي في لعب الكورة لا تقربوه). أهازيج كثيرة كنت أضعها ويرددها الجمهور، وكنا نعطي كل نجم صفة مثل الكابتن مبارك عبدالكريم كنا نناديه ب(القذافة الرومانية) لقذائفه الصاروخية على مرمى الخصوم. أتمنى لمسة وفائية من إدارة الهلال وفي ختام حديثه ناشد العم مشقاص الهلاليين أن لا ينسوه بدعوته لإحدى مناسباتهم، وقال: «أنا اليوم في عامي ال80، ولدي متاعب صحية ومشكلات مرضية، إذ أصبت بجلطة في المخ قبل خمس سنوات أقعدتني على كرسي متحرك، وأتمنى أن أحظى بلمسة وفائية وتكريمية من رجال الزعيم». الأمير عبدالله بن سعد وعبدالرحمن بن سعيد -رحمهما الله- أبرز الداعمين لمشقاص مشقاص في الدائرة الزرقاء يقود جماهير الهلال 1404ه شهادة شكر وتقدير لمشقاص من رئيس الهلال الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- 1406ه مشقاص مع ابنه بدر في إحدى بطولات منتخب الشباب 1407ه درع نادي الهلال التكريمي لمشقاص بعد تحقيق أول بطولة خارجية 1406ه رئيس رابطة مشجعي الهلال مع رئيس رابطة الاتحاد عبدالله الشعيب -رحمه الله- 1407ه يقدم مصحفاً هدية لكابتن النصر خالد التركي في مهرجان اعتزاله 1398ه وفي الصورة الحكيم فهد الدهمش -رحمه الله- ومحمد المرزوق إبراهيم إسكندر (مشقاص الهلال) يتمنى أن يحظى بتكريم من الهلاليين