شارك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الملتقى الدولي للتجارب والممارسات الإدارية الناجحة لعام 2022، الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالتعاون مع معهد المخطوطات العربية في الفترة من 7 إلى 8 يونيو الجاري بالقاهرة. وخلال الملتقى الذي أقيم هذا العام تحت عنوان "إدارة المؤسسات التراثية"، استعرض مركز الملك فيصل تجربته في حماية ونشر التراث المخطوط، انطلاقاً من دوره الرائد في المحافظة على التراث العربي والإسلامي، وتأكيداً لما عرف به الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- من شغفه الكبير بالعلم والمعرفة، وقناعته الراسخة بأن رفعة الأمم وتقدمها لا يتحقق إلا بالعلم، وأن المحافظة على التراث العربي والإسلامي الغني بالمعارف هو السبيل إلى استكمال الرحلة التي بدأها الأولون، وبنوا من خلالها حضارة عربية وإسلامية عظيمة امتدت إلى كل أرجاء العالم. وقدم الدكتور هباس بن رجاء الحربي مدير دار الفيصل الثقافية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تجربة المركز التي تركزت حول خمسة محاور رئيسة هي "اهتمام المركز بالتراث العربي والإسلامي"، و"قواعد تخزين المخطوطات وتصنيفها"، و"ترميم وتعقيم المخطوطات والوثائق"، بالإضافة إلى "أبرز المعارض المحلية والدولية"، و"رقمنة المخطوطات وإتاحتها للباحثين". وتطرق الدكتور الحربي، إلى جهود المملكة في مجالات البحث العلمي والتنمية المعرفية، ووضع ذلك ضمن أولويات خططها التنموية إيماناً من قادتها بأن المعرفة هي الطريق الأمثل لأن تصبح المملكة كما تمنى لها الملك فيصل بن عبدالعزيز (مصدر إشعاع للإنسانية والسلام)، حيث كرست المملكة جهودها في الاهتمام بتطوير برامج التعليم، وإنشاء الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية، وترسيخ قيم التعاون والتسامح في المجتمع السعودي، تماشياً مع مسيرة النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. وأشار الدكتور الحربي إلى دور المركز في امتلاك المقتنيات النادرة التي يبلغ عددها 178,500 مخطوطة أصلية ومصورة تتميّز بالندرة والتفرد على مستوى العالم، إلى جانب جهود المركز في اقتناء المخطوطات الأصلية، حيث بلغ عدد عناوين المخطوطات حتى الآن 28,506 عناوين تغطي 50 موضوعاً؛ وكذلك دوره في جمع المخطوطات المصورة من مختلف مكتبات العالم، موضحاً أن عددها الآن بلغ أكثر من 150,000 مخطوطة مصورة، فضلاً عن جهود المركز في إصدار طبعات فاخرة ضمن "سلسلة تحقيق التراث" التي صدر منها حتى الآن 46 كتاباً، ولم يكتف المركز بجمع وتخزين المخطوطات الأصلية والمصورة، بل عزز ذلك بتأسيس قاعدة بيانات متخصصة يتم تغذيتها بجميع ما يحتاجه الباحثون من بيانات المخطوطات، حيث تم تجهيز قاعدة خزانة التراث على شكل برنامج محفوظ على قرص صلب في إصدارين احتوى الإصدار الثاني والأخير على أكثر من 100,000 تسجيل، ووصل عدد ما يقتنيه المركز حتى الآن من الوثائق المحلية والعربية المهمة نحو 40,000 وثيقة مختلفة الموضوعات. كما تضمنت تجربة المركز رصداً لأبرز المعارض المتخصصة التي نظمها، وشارك فيها، وأبرز من خلالها الدور الحضاري للأمة العربية والإسلامية في جميع المجالات العلمية والفنية؛ وكذلك رقمنة المخطوطات وإتاحتها للباحثين من مختلف دول العالم بصيغة رقمية ذات جودة عالية، بالإضافة إلى تطوير رقمنة الوثائق، والكتب، والمجلات، والصور، والقطع الأثرية، والتراثية. يذكر أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، يُعدُّ منصة بحثٍ رائدة تجمع بين الباحثين والمؤسسات البحثية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا لإنتاج بحوث أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه. ويهدف المركز إلى مواصلة الرسالة السامية للملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- لنقل المعرفة بين المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم.