توقع باحثون في مجال اقتصاديون تعزيز الاقتصاد السعودي من خلال مبادرة السعودية خضراء التي تعتمد على الاقتصاد النظيف، وأن تتمكن من المملكة من بلوغ الحد الأعلى من التخفيض بحلول 2030، ما يمكن من تخفيض نحو 500 مليون طن من الانبعاثات الكربونية التي تضر بكوكب الأرض، الأمر الذي سيرفع من النمو الاقتصادي، وصولاً لذروة النمو من الاقتصاد الأخضر في 2060 حيث تصفير الانبعاثات الكربونية في المملكة، ما يعد إنجازاً اقتصادياً وبيئياً غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط. وشددوا على أن مبادرة السعودية الخضراء ستمكن الاقتصاد السعودي من التقدم النوعي على مستوى الاقتصاد العالمي، وستفتح آفاقاً وظيفية نوعية لطالبي العمل الذين يشكلون من قوة العمل حالياً نحو 70 % من الشباب والشابات، وتعزز مجال البحوث في الاقتصاد الأخضر الذي يبلغ الاستثمار فيه بقيمة 700 مليار ريال المعلن عنها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء. ولفت د. محمد دليم القحطاني -الخبير الاقتصادي، أستاذ الإدارة الدولية والموارد البشرية والمشاريع بجامعة الملك فيصل- إلى أن المملكة تدرك مكامن تنمية الاقتصاد الأخضر ومفاتيح ذلك بذكاء اقتصادي بالغ، مؤكداً ل"الرياض" أن تحديد تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً يعني أن المملكة تمكنت من تحديد أسباب الانبعاثات الكربونية، متوقعاً في الوقت نفسه أن تنجح المملكة في تصفير الانبعاثات الكربونية خلال 39 عاماً، وقال: "ذلك ليس بالشأن السهل مطلقاً، بيد أن التخطيط السليم والنمو الاقتصادي في مجال الاقتصاد الأخضر والإقبال الاستثماري الدولي في هذا الجانب المنطوي تحت الاقتصاد النظيف سيكوّن عوامل نجاح قل أن تتوفر في الدول الأخرى، وسيعزز اقتصاد المملكة في اقتصادات العالم الكبرى". ورأى أن الاقتصاد الأخضر يسهم في تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة، وفي الوقت نفسه يمكن من بلوغ الحد الأعلى من تخفيض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، ما يعني أننا سنشهد انخفاضا سريعا بعد ذلك العام، متسائلا ماذا يعني ذلك؟، إذ قال: "سنتمكن في عام 2030 من بلوغ تخفيض هائل يبلغ نحو 500 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، ثم تتهاوى الأعداد حتى 2060 بيحث نصل للصفر"، مضيفا "يعني ذلك استحداث وظائف جديدة عبر 70 % من الطاقة الشبابية عبر الأبحاث والابتكارات وذلك يحمل انعكاسات على قطاعات النقل والصادرات وحتى على قطاع النفط داخليا". وتابع "إن استثمار 700 مليار ريال سيفتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية فالدول الاقتصادية متحمسة للمحافظة على بيئة كوكب الارض وفي الوقت نفسه صنع طاقة نظيفة، وهذا هو الذكاء السعودي الحريص على جلب خبراء الطاقة النظيفة في العالم للمملكة عبر هذه المبادرات التي فيها النمو الاقتصادي للمملكة والخير لبيئتها وبيئة كوكب الأرض في الوقت نفسه، كما يسهم ذلك في الحد من استهلاك النفط داخليا، واتخاذ بدائل نظيفة مثل الطاقة الشمسية"، مشيرا إلى أن المملكة شاسعة المساحة وهو ما يمكن استغلاله في صنع اقتصاد أخضر. وذكر أن الاقتصاد الأخضر يعني كل ما يساهم في الحفاظ على البيئة ومكوناتها من ناحية اقتصادية بحيث يهتم الاقتصاد بالبيئة ويحافظ عليها ويعزز في الوقت نفسه تعزيز الناتج المحلي من خلال الاقتصاد الأخضر، وقال: "ذلك يكون واضحا في مشاريع عملاقة مثل الطاقة الشمسية التي تكون اقتصادية، فتقدم خدمة صديقة للبيئة، وتوقف على البيئة التلوث عبر التخلي عن مكائن التلوث بالديزل التي تبث الكربون من خلال منظومة الاقتصاد التقليدي، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأخضر سيحقق خلال 10 سنوات اقتصادا صديقا للبيئة. وشدد على أن الاقتصاد الأخضر بالغ الأهمية وسيحسن من المناخ عبر بداية التشجير، وقال: "إن غرس 450 مليون شجرة في المملكة مهم وسنشعر بالفرق حين نبلغ الصيف المقبل، وذلك يحد من الحرارة، ما يعني في حقيقة الأمر ازدهار الزراعة وصنع تغيير مناخي مهم ليكون حاضنا لبيئة زراعية اقتصادية منتجة"، مضيفا "ذلك سيفتح وظائف في قطاعات عدة منها النقل، الصادرات، وتعزيز قيمة الأبحاث في الجانب الزراعي". إلى ذلك شدد حسن عبدالوهاب المعلم -الخبير الاقتصادي- على أن المملكة تعيش عصر التحولات الاقتصادية الكبرى التي لم تشهدها من قبل، وذلك يحسب للقيادة الرشيدة بقيادة ولي العهد الأمين -حفظه الله-، وقال: "حين تطلق مبادرة استراتيجية لاستدامة الرياض في خمس قطاعات وتتضمن 68 مبادرة لاستدامة 5 قطاعات تختص بالتغير المناخي، وجودة الهواء، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والتنوع الحيوي، والمناطق الطبيعية، وخفض الكربون بنسبة 50 %، وضخ 346 مليار ريال في مشروعات خاصة بالاستدامة فذلك يعني أن اقتصادنا الوطني سيزدهر، إذ إن هذه المشاريع تعزز من الاقتصاد الأخضر، فتجعل المملكة في نمو اقتصادي منافس عالميا"، مضيفا "إن التركيز على الاقتصاد الأخضر بلا شك يجعل المملكة دولة اقتصادية أكثر اقتدارا وصداقة للبيئة". وشدد محمد عبدالله المسكين -الناشط الاجتماعي- على أن الشباب السعودي يتأملون الخير وهم يشاهدون لغة الأرقام تتحدث، وهم يشاهدون بأنفسهم النمو الاقتصادي وهو ينمو من خلال المبادرات النوعية التي أطلقها ولي العهد الأمين -حفظه الله-، وقال: "إن بلوغ المملكة مستقبلا تصفير انبعاث الكربون بحلول 2060 يعد أمرا تاريخيا وطموحا ضخما، وذلك ليس بغريب على قيادتنا الرشيدة التي أثبتت قدرتها الاقتصادية فكانت النتائج أن المملكة من أكبر اقتصادات العالم ضمن دول ال20".