الشاعر محمد حلوان الشراري.. من شعراء الذين تميزوا بالإبداع والتألق، فقد أثرى الساحة الأدبية بإصداراته الشِّعرية المتنوعة المليئة بالحكمة والجزالة، والتي تحمل ملامح الأصالة البدوية، والبوح العذب، والتغنّي في أمجاد الوطن. فوق هام السحب يا دار السلام اصعدي للمجد ارقي له سنود رفرفي بالعز من فوق الغمام لا يهمك لا حقود ولا حسود اليوم تحدث ضيف الفضاءات شاعرنا الشراري عن عشقه للشِّعر والتأليف، وأهمية مواقع التوصل الاجتماعي للشعراء، وما يحتاجون إليه من توجيه ونقد بناء للمضي قدماً نحو الإبداع والتميز. * حدثنا عن جوانب بدايتك مع الشِّعر؟ o نشأت في بيئة مثقفه وشاعرية فوالدي رحمه الله شاعر ووالدتي وكذلك أشقائي، وتعلمت منهم وبدأت بمحاولات خجولة تطوّرت فيما بعد لتصبح قصائد. o أن تكون شاعرًا.. أو لا تكون.. متى شعرت بهذا التحدي؟ o اجتاحني هذا الشعور مرتين وقد كان تحديا بيني وبين نفسي.. الأولى أثناء إلقائي قصيدة أمام والدي، والثانية عندما طلب مني الكاتب ناصر فريوان إحدى قصائدي من أجل نشرها في الجريدة والحمد لله نجحت فيهما الاثنتين. o الوطن لهُ عشق أزلي في قلوب أبنائه.. صف لنا مشاعرك عندما تتغنّى به؟ o الوطن هو القصيدة التي تتجدد في وجداني كل يوم، وأجد فيه روح الكتاب والتغنّي بل إن حب الوطن ملهماً لي للكتابة، وقد تشرفت بأن حصلت على المركز الثاني في مسابقة وزارة الثقافة والإعلام عن اليوم الوطني وهذا وسام فخر اعتز به دوماً. o ماذا يستهويك في كتابة القصيدة؟ وما تطمح إليه كشاعر؟ o تستهويني الفكرة والابتكار، أما الطموح فهو مثل الفكر في كل عام يتجدد فطموح الشاعر الآن ليس كطموحه قبل عام وطموحه في المستقبل ليس كطموحه الآن. o كيف ترى حضور الشعراء في مواقع التواصل؟ o مواقع التواصل أبرزت شعراء مغمورين وشعراء شباب، ومنحت الشعراء فرصة الاحتكاك مع بعضهم والتعارف من خلالها. ولكنها قتلت النفس الطويل في القصيدة. o ما أصعب شيء واجهك في الشِّعر؟ o لحظات كتابة القصيدة. o هل استفدت من الإعلام الجديد «السوشال ميديا» للظهور من خلاله؟ o نوعاً ما على الرغم من أني في «السوشال ميديا» مقصر كثيراً وليس لي تواجد إلا في «تويتر» ولكنه تواجد حسبما تقتضيه الحاجة. o ما أجمل الأبيات التي ترددها باستمرار؟ o كثيرة الأبيات التي أرددها فكل بيت من الشِّعر مرتبط بالوقت الذي يناسب ترديده سواء كان فرح أم حزن ولكن دائماً ما يمر في بالي القصيدة: أيامنا والليال اتفوت تمضي والأقدار مكتوبه والعمر في ساعته موقوت تمشي بنا أيامنا صوبه عملك في دنيتك مثبوت بس انت تسأل عن ذنوبه * من مُلهمك في كتابة القصيدة؟ * الحدث، والحالة النفسية التي تحدد مسار القصيدة. * بصفتك شاعر تشارك في المناسبات كيف تتعامل مع النقد البناء.. وعكسه؟ * النقد البناء هو على اسمه بناء ويطوّر من الشاعر، ويبين له عيوب القصيدة، ودائما أرحب بالنقد البناء، ولكن ألا يكون على الملأ، كما قال الشافعي: تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه * من وجهة نظرك ما أهم مقومات القصيدة الشِّعرية؟ * الفكرة والابتكار. * ماذا يقتل طموح الشاعر؟ * الخوف أو القلق من ردة فعل الناس قبل أن يطرح قصيدته وتأثير ذلك عليه. * بما أنك شاعر متعدد المواهب أين تجد نفسك في الشِّعر أم التأليف؟ * كنت قبل عشر سنوات أجد نفسي شاعرا وحريصا على المشاركة في الأمسيات، أما الآن فإني أميل للتأليف أكثر من الشِّعر لأن التأليف يعطيك فرصة للتعمق في حضارات الشعوب، ويمنحك فضاء أوسع في الحرية للتعبير والكتابة. * ما أقرب قصيدة لنفسك؟ * القصائد كما قال الشعراء من قبلي مثل الأولاد لا تفضل قصيدة على أخرى وجميعها قريبة من النفس، ولكل قصيدة موقف عالق في الذاكرة.. ولكن قد تكون هذه القصيدة إحدى تلك القصائد: يا فكر لامن غصت ببحورك السبع ما لي هدف إلا الجواهر والالماس نظم الشعر لو ما انطبع بالفكر طبع ما عاد ينفع لو طبعته بقرطاس الحر يفرق بالمزايا عن التبع ومن فاز بالأول كسب كل نوماس ولا كل رجل لا اعتزيته كما السبع بعض الرجال أفعالهم تكسر الباس * نجد في أشعارك أسلوب السهل الممتنع.. لماذا اخترت هذا النهج؟ * لم أختره، هو الذي اختارني. * ما حصيلتك الشِّعرية من الإصدارات الأدبية؟ * صدر لي ديوانان مقروءان هما: «شاشة أحزاني» صدر عام 1432ه، و»تراتيل القصيد» عام 1439ه، وألبومان إلقاء وشيلات هما: «أمجاد الأبيات» و»فراق أحباب». * ما سبب اختيارك عنوان: «شاشة أحزاني» لديوانك المطبوع الأول؟ * شاشة أحزاني هي أول قصيدة كتبتها، وأول قصيدة تنشر لي في الصحافة، علاوة على أن تلك الشاشة كانت الوسيط بيني وبين الماضي استعرضه دوماً عليها: على الذكرى خذاني الشوق وسافر بي لأعز إنسان شريطٍ يعرضه فكري على شاشة من أحزاني عرض لي صورة الماضي وكن اللي جرى ما كان على حبٍ طواه الياس.. والماضي.. وحرماني. * كيف ترى مستقبل الشِّعر في عصر الإنترنت؟ * أصبح أكثر انتشاراً من السابق، وأعتقد مستقبله سيكون مذهلاً. * هل تفكر حالياً في طرح ديوان شِعري، أو أي أعمال أخرى؟ * إن توفر لديّ القصائد التي تستحق أن تكون ديواناً لن أتردد في طرحها في ديوان، فالديوان يحفظها ويوثقها من الضياع والسرقات، كما أن لديّ العديد من المسودات الجاهزة للطبع منها الأدبي ومنها التاريخي ومنها ما يهتم في السير الذاتية وسوف أطرحها تباعاً إن شاء الله في الوقت المناسب. * كلمة أخيرة.. * كل الشكر والتقدير لصحيفة «الرياض» الغراء، وجميع القائمين على إعداد صفحة ال»خزامى» وأشكرهم جميعاً على هذه اللفتة، وهذا اللقاء يعد الأول بالنسبة لمسيرتي الشِّعرية. شاشة أحزاني الديوان الصوتي «فراق أحباب»