الشاعر فهيد العنزي.. يمتاز شِعره بالسلاسة، وجمال الأسلوب، والقدرة على التصوير، فهو من الشعراء الذين أجادوا كتابة الحرف الجميل، لذا سيبقى أسمه في ذاكرتنا، وصوتاً في ساحة الأدب. أجاهد الحاضر بمرّه .. وحاليه وعوج السنين وعدلها ومعتدلها ضيف الفضاءات لهذا الأسبوع العنزي الذي تحدث ل»الرياض» عن مشواره الطويل مع الشِّعر، وحضور الشاعر في مواقع التواصل، ووضعه من خلال المواجهة المباشرة مع المتلقي. حدثنا عن بدايتك مع الشِّعر، وكيف تراه اليوم؟ * بدايتي مع الشِّعر متقدمة جداً من العمر وبدافع عاطفي كأقراني في سن المراهقة، وبأبيات متواضعة جداً، ولكنها متأخرة عن الظهور لظروفي الخاصة، أما عن رؤيتي للشِّعر اليوم فهو مخاض إيجابي سيفرزه الوقت وسيواكب العصر ببصمة يستحقها الجيل كما فعلت الأجيال الماضية. ما أسلوب فهيد العنزي في كتابة القصيدة؟ * لا اعتمد أسلوب معيّن، ودائماً اترك تحديد الطريقة للحظة والحدث، وأحياناً أحفظ الفكرة بمطلع القصيدة بيت أو بيتين عندما لا يكون لديّ وقت لكتابتها. الوطن لهُ عشق أزلي في قلوب أبنائه.. فما مشاعرك عندما تتغنّى به؟ * أصعب ما أواجهه عندما أكتب عن الوطن.. فالوطن هو القصيدة العظيمة والجميلة التي لا توازيها جميع قصائد العالم. لذلك دائماً أرى قصائدي أقل بكثير مما يستحقه الوطن. كيف ترى حضور الشعراء في مواقع التواصل؟ * مواقع التواصل الاجتماعي أربكت كبار الشعراء، ووضعهم في مواجهة مباشرة مع الجديد والتجديد، ومنافسة المغمورين، وما أفرزته «السوشال ميديا». ما الذي يشدّك في كتابة القصيدة.. الفكرة أو الموضوع؟ * من وجهة نظري أن الفكرة هي التي تنقل الصورة وتشعل الخيال وتضع بنان الشِّعر على مفاصله. متى تكتب الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبك؟ * أكتبه عندما يستدعيني حدث أو موضوع، ويكتبني عندما تحلّق الفكرة مع الخيال وتقترن بالصورة، في حينها يكون الشِّعر هو الآمر الناهي. هل استفدت من الإعلام الجديد «السوشال ميديا» للظهور من خلاله؟ * نوعاً ما لعدم وجود وسيط بيني وبين الناس. من وجهة نظرك ما أهم مقومات الشاعر الناجح؟ * مقومات الشاعر الناجح: الثقة بالنفس، واقتناص الفكرة، والابتعاد عن التقليد، والتميز بالطرح، والحضور المشرف، والاتصاف بالأخلاق العالية. ما القصيدة أو الأبيات الشِّعرية القريبة لقلبك؟ ما كل غصن يوالفه يا علي طير بعض الغصون يفر منها ورقها ولا كل صدر اتسد جيبه ازارير بعض الصدور وساع ربي خلقها ماذا يقتل طموح الشاعر؟ * الغرور والتعالي والأنانية والجرأة على المنطق السلبي. بصفتك شاعر متمكن كيف تتعامل مع النقد البناء.. وعكسه؟ * النقد البناء حالة صحية عندما يتناوله ناقد حقيقي لذلك اقبله برحابة صدر وأسعد به، أمّا العكس لا يهم ولا التفت إليه. ما الذي يضايقك في الشِّعر الآن؟ * كثرة المستشعرين، وقلّت القراء الحقيقيين، وتجميل الرديء منه بالشيلات. من الذي تجده ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ * بصراحة الألم. ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * هاجسي في ذائقة المتلقي واحترامي له. أجمل بيت من الشِّعر تردده باستمرار؟ إليا صفالك زمانك عل ياضامي اشرب قبل لايحوس الطين صافيها للأمير والشاعر / خالد الفيصل حفظه الله. ما القصيدة التي لا تزال في ذاكرة فهيد العنزي؟ * قصيدة ولدت أثناء أحد سفراتي من الرياض إلى مدينة حفر الباطن بالسيارة عبر طريق الصمّان: على وقع السفر والدرب واتعابه اسولف للخطوط البيض عن جرحي تقاسمني مشاويره على حسابه وتكاتبني صحايف خطه الممحي وعلى حد الرصيف واصفر خضابه يجيبه من خيال حظوظي السرحي وكلامي والنحيب ومن تغنابه هماليل الدموع وطرحها البرحي وهذاك اللي تمسمربه على بابه حداه النبض هرج وما سمع شرحي تناهبني طواحين الهوى نهابه على شفاه الجروح مذرذره ملحي ما سبب اختيارك عنوان: « عندما ينضج الغيم» لديوانك المطبوع الأول؟ * الاسم مستوحى من نضج الغيوم وهطول المطر موازاةٍ بالقريحة ونضجها شعراً. آخر نص كتبه الشاعر فهيد العنزي؟ آخر نص هو التالي : مرّيت بوجيه وتمسكت بوجيه ووجيه اخذت آمال والفال منها جربت مير الوقت ماعاد يمديه ارقب مناوي النفس واصد عنها ابحث عن اللي مايصير ومهو فيه وفاتورةٍ لازلت اكيّش ثمنها اجاهد الحاضر بمره وحاليه وعوج السنين وعدلها ومعتدلها في النهاية كيف ترى مستقبل الشِّعر بصفتك أحد الشعراء المتميزين؟ * مستقبل الشِّعر بإذن الله سيكون مشرق بأبناء الجيل، وحسب متطلبات عصرهم وأفق ثقافتهم ورسائلهم التي تواكب جيلهم. كلمة أخيرة * شكراً مليء الرياض وشعابها وأوديتها لجريدة «الرياض» ولجميع القائمين على صفحة «الخزامى»، وآمل احتواء المغمورين من الشعراء فهناك من ينتظر صفحات مطبوعاتكم، ودمتم بخير. الأمير خالد الفيصل