في الوقت الذي حرص فيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على توطيد العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية بين المملكة والبلدين اللذين زارهما «مصر، والمملكة المتحدة» وتشكيل منظومة متكاملة من الإنجازات التي من شأنها رفعة هذا البلد وتنميته والنهوض بإمكاناته ومكتسباته، وتأسيس فجر جديد من الإصلاحات الاقتصادية والتنمية المستمرة التي تضمن نمو الاقتصاد السعودي وتقدمه، إضافة إلى الإصلاحات الاجتماعية والترفيهية والثقافية والفنية؛ فقد اهتم سموه بتكريس رسائل كبيرة من التسامح والسلام قدمها للعالم أجمع، واضعًا بذلك مفاهيم أساسية للتعايش مع الآخر واحترامه مهما كان ومهما كانت ديانته، وتقبل الحضارات والثقافات، والتقاء وحوار الأديان لنشر الفكر الديني المعتدل الذي يعبر بالعلاقات السعودية إلى المكانة المرموقة الحقيقية لها، وتأسيس لأيديولوجيا جديدة تقود شخصية الدولة السعودية على قاعدة الإسلام المعتدل وتجفف منابع الإرهاب الفكرية. الأمير محمد بن سلمان يؤسس لفجر جديد من الإصلاحات الاقتصادية والتنمية المستمرة التسامح وتعد زيارة سمو ولي العهد ل البابا تواضروس الثاني، وبابا الإسكندرية في مقره بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، أول زيارة من نوعها لمسؤول من المملكة. وقال ولي العهد نقلًا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية: «الأقباط غالين على كل مسلمي العالم». وأضاف سموه: «المسلمون يجب أن يعرفوا ذلك الدور الوطني الذي تحملته الكنيسة من أذى، نعزيكم في شهدائكم الغاليين علينا وعلى مصر والعرب والعالم». ونقلت الوكالة عن البابا تواضروس قوله لولي العهد: «نرحب بهذه الزيارة الغالية علينا.. زيارة سموك سعادة لكل المصريين». وأضاف البابا: «كانت جلسة طيبة وزيارة طيبة.. تحدث الأمير محمد بن سلمان كثيراً عن محبته للأقباط». وذكر أن ولي العهد دعاه إلى زيارة المملكة. توطيد العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية بين المملكة ومصر وبريطانيا الإسلام المعتدل وقد حرص ولي العهد على القيام بزيارة لمشيخة الأزهر الشريف، ولقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب، وافتتاح ترميم وتوسعة مباني الأزهر، تأكيدًا لاحترام ذلك الصرح الإسلامي الكبير ودعوة منه لنشر صورة الإسلام المعتدل. وجاءت زيارة ولي العهد لرئيس الأساقفة جاستن ويلبي، ول البابا تواضروس الثاني فاتحة عهد جديد للتواصل والمحبة وانفتاح على جميع الأديان؛ للعمل على تعزيز الحوار بين الأديان وكدليل على أصالة الإسلام ومحبة المسلمين لإخوانهم المسيحيين، لأن الحياة بدأت مشتركة بين المسلمين وهي الآن تعود لجذور التعايش الحقيقي القائم على المحبة والمودة في خطوة تؤكد للعالم أن الإسلام صاحب رسالة إنسانية وصاحب رسالة سلام. وقد عبر عدد من المسؤولين المسيحيين في الشرق الأوسط في تصريح سابق ل»الرياض» عن بالغ سعادتهم بالزيارة التاريخية للكاتدرائية المرقسية أثناء زيارته لمصر قبل أيام، مقدمين شكرهم وتقديرهم على هذه الزيارة التي تؤكد بزوغ عهد جديد من التواصل والمحبة التي تدعو للتآزر والانفتاح بين الأديان، ومؤكدين أنه لقاء يعد تاريخيًا للحوار والانفتاح بين الأديان وتعزيزاً للعلاقات التاريخية بين المملكة والأقطاب كافة. وتأتي هذه الزيارات تأكيدًا لما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه للكاتب الأميركي توماس فريدمان ، حين تناول عدة أمور، أبرزها الحملة التي تقودها المملكة ضد الفكر المتطرف وإعادة الإسلام المعتدل، وما قاله حينها الأمير محمد بن سلمان: «لا نقول إننا نعمل على «إعادة تفسير» الإسلام - بل نحن نعمل على «إعادة» الإسلام لأصوله، وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أهم أدواتنا، فضلاً عن (الحياة اليومية) في المملكة قبل العام 1979». رؤية حقيقية من جهته قال الباحث والكاتب في الشؤون السياسية والأمنية والخبير بمكافحة الإرهاب والتطرف عبدالله البراق: لم تكن زيارتا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر وبريطانيا مقتصرة على مباحثات القوة واستطلاعات الاقتصاد، بل قدمت وأظهرت الرؤية الحقيقية للمملكة العربية السعودية الشابة والمنفتحة على جميع أرجاء المعمورة، وقدمت أعظم رسالة إنسانية تحمل في طياتها الحب والسلام والتعايش مع العالم وقبوله بجميع مكوناته، وعكست صورة حقيقية لسماحة الإسلام واحترامه للأديان وهو الثوب الذي تكتسيه المملكة العربية السعودية الشابة والطموحة، بعيداً عن التجسيد السياسي للأديان بين تياراتها الدينية. وأردف: أبهرت هاتان الزيارتان العالم بصداها غير المسبوق وتأثيرها المجتمعي حيث إنها مازجت ثقافات الشعوب ولامست مشاعرهم وملكت أحاسيسهم مما جعل الإعلام العربي والإعلام الغربي في استنفار وتغطية من جهة والاحتفالات من جهة أخرى، وقد ثبتت أطر الثقة والتعاون والتعايش والتسامح بزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للكنيسة القبطية ودعوته للأساقفة الأقباط وتعبيره لمشاعره الصادقة تجاههم بالحب والاحترام، ممتثلاً بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم» استوصوا بالأقباط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً». وكان البابا تواضروس يصف المشهد بقوله: مصر كلها فرحانة فيك. وأضاف البراق: وما زلنا نرى الفرحة تعم مصر بجميع مكوناتها الدينية والثقافية والاقتصادية أيضاً والتي تخدم التعايش بين المجتمعات بتبادل المصالح والمنافع حتى الآن رغم مغادرة سمو ولي العهد وسفره بعد ذلك لبريطانيا التي استقبلته استقبالاً تاريخياً لائقاً، وكان لزيارته لبريطانيا أثر كبير في جميع مجتمعات أوروبا وليس بريطانيا فقط، وخاصة لقاء سمو ولي العهد كبير أساقفة الكنيسة في بريطانيا وتأكيده بإشاعة نهج الاعتدال والتسامح الديني ونبذ التطرف والفكر المتشدد، وإن هذا التأثير المواكب للزيارتين له إيجابياته المستقبلية التي تخدم التعايش وتوثق الروابط الاجتماعية بين الشعوب، وسيعطي مكاناً مرموقاً لائقاً للمملكة العربية السعودية بين الدول، ومكاناً خاصاً في قلوب الشعوب. نبذ العنف والتطرف وقال الكاتب والمحلل السياسي فهد ديباجي: الإسلام هو دين التسامح والسلام، وهو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر، وهو دين الحقوق للرجل والأنثى هو دين متكامل ارتضاه الله لنا، ينبذ العنف والتطرف، إننا فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وجميع التقاليد والشعوب، وما زيارة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلا تجسيد لهذا التحول الكبير في رؤية الدولة السعودية لسؤال الدين، وهو التحول الذي لم يأخذ حقه في نقاش التحولات التي يقودها الأمير محمد بن سلمان. مشيرًا إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان بالإضافة لأهدافها السياسية والاقتصادية هي عبور بالعلاقات السعودية - المصرية إلى مرحلة ما بعد الأيديولوجيا، فزيارة الكنيسة هي تأسيس لأيديولوجيا جديدة تقود شخصية الدولة السعودية على قاعدة الإسلام المعتدل، بعد ذلك قيامه بزيارة مشيخة الأزهر، وموقعها في تأصيل الإسلام المعتدل، ورعاية إنتاج نخبة ومثقفين تجمع بين الأزهر ومكة المكرمة، أي تمهيد لمشروع ديني ثقافي سياسي إعلامي، لتجفيف منابع الإرهاب الفكرية، وتنقية الإسلام من القراءات والنصوص المؤسسة لفقه الإرهاب والجريمة، كما هي لمعالجة أسباب الشقاق الطائفي. وأكد الكاتب السياسي يحيى التليدي أن جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة والتي شملت كل من جمهورية مصر والمملكة المتحدة تميزت بحدث تاريخي غير مسبوق وهو لقاء الأمير محمد بن سلمان مع بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني، وكذلك رئيس أساقفة كانتربري في المملكة المتحدة في رسالة واضحة للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية تنشر الفكر الديني المعتدل المتسامح وتشجع على الحوار مع الأديان والمذاهب ونبذ ومحاربة الفكر المتشدد المتطرف. ولي العهد أكد تبني المملكة الإسلام المعتدل المتسامح ولي العهد والرئيس المصري لدى زيارتهم الأزهر الأمير محمد بن سلمان التقى شيخ الأزهر الأمير محمد بن سلمان أكد سماحة الإسلام ولي العهد يلتقي رئيس الأساقفة في لندن الأمير محمد بن سلمان أكّد في لقائه مع رئيس الأساقفة أهمية تعزيز قيم التسامح ولي العهد تسلم المخطوطة خلال لقائه رئيس الأساقفة جاستن ويلبي الأمير محمد بن سلمان يطلع على المخطوطة Your browser does not support the video tag.
