حمل لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبابا الاقباط الارثوذكس تواضروس الثاني في مقر اقامة العاهل السعودي في فندقه المطل على نيل القاهرة الجمعة، الكثير من الدلالات التاريخية. وهو أول لقاء من نوعه بين ملك سعودي وبابا لأقباط مصر. وافادت الباحثة في الشؤون العربية سالي رشد ل"اليوم" ان "لقاء الملك مع شيخ الازهر وبابا الاقباط ذو دلالات تاريخية كبيرة". وقالت رشدي ان "زيارة الملك للأزهر تعطي اشارة للمنطقة والعالم ان السعودية تدعم الإسلام المعتدل"، اما بخصوص لقاء الملك التاريخي مع بابا الاقباط في مصر، فتقول الباحثة رشدي انها تأتي "كتأكيد من السعودية على ان آفاق التعاون القادمة بين البلدين تخاطب عنصري الأمة المصريين وتشجع على وصول ثمار التنمية في مصر للجميع وليس لطرف معين على حساب طرف آخر". واضافت "وعلى المستوى الاقليمي فهي رسالة بان السعودية لا تشجع الانتهاكات ضد الأقليات الدينية أو ضد المدنيين على يد داعش مثلا.. وتأكيد على ان المسيحيين جزء من النسيج العربي يجب التعامل معهم بمبدأ المواطنة". أما وكيل الأزهر عباس شومان فقال هذا اللقاء التاريخي "دليل قوي وواضح ودرس للجميع على انه يمكننا ان نختلف في المذاهب والتوجهات السياسية وحتى الخلاف على المعتقد الديني انما يمكننا ان نجلس ونتحاور ونلتقي ويكون هناك ود وتسامح فيما بيننا". بدوره، قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تصريحات ل"اليوم" ان "اللقاء يحمل رسالة قوية يرغب العاهل السعودي في توصيلها، والتي تتمثل في الوحدة الوطنية والتكاتف لمحاربة الجماعات الإرهابية التي تسعى لهدم الأديان وتفتيت العلاقات السعودية المصرية، وان هذه الخطوة تؤكد على مدى بعد نظر سلمان في تعامله مع العلاقات الخارجية للسعودية، وسوف تعمل على تغيير الصورة الذهنية التي يعتقد فيها البعض عن السعودية". واشار حليم الى ان "تواضروس اعرب عن تقديره لرعاية سلطات المملكة للمصريين العاملين بالسعودية فى كافة المجالات ما يعكس أخوة الشعبين، كما أكد على أن البابا قدم شكره للملك سلمان لدعم السعودية للدولة المصرية، مؤكدا عمق وصلابة العلاقات المصرية السعودية عبر التاريخ".
