نجح نادي رؤية للإعاقة البصرية، التابع لمؤسسة الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، في تطوير إمكانات منتسبيه، والارتقاء بقدراتهم الشخصية والمهارية، من خلال أكثر من 450 دورة مختلفة، أقامها منذ عام 1431 وحتى اليوم، محققاً من ورائها الكثير من المكاسب والفوائد، لفئة المعوقين بصريا. ورغم ما تحقق من إنجازات، إلا أن النادي يؤكد على الدوام أنه يسعى دائما للأفضل، من خلال المزيد من البرامج والفعاليات التي تستهدف الصالح العام، ومساعدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة كفيفي البصر. وافتتح نادي رؤية عام 2010م، وكانت البداية بنادي رؤية للكفيفات، وبعد مرور ثلاث سنوات على تأسيس النادي، افتتح نادي كفيفي البصر والذي يخدم فئة الشبان، وذلك في مارس 2013م ليصبح اسم النادي: "نادي رؤية للإعاقة البصرية"، الذي يخدم كلا الجنسين. ويستقبل النادي كفيفي وكفيفات البصر ابتداءً من 6 سنوات وما فوق. تعزيز الخدمات قال د. عيسى الأنصاري المشرف العام على برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، إن "نادي رؤية للإعاقة البصرية حريص على تطوير إمكانات منتسبيه بشكل نموذجي، والنهوض بها، منطلقا من أولوياته وأهدافه العامة، التي تحرص في المقام الأول على تأسيس جيل من المتعلمين والمثقفين، الذين بإمكانهم أن يتجاوزا ظلام الإعاقة، ويخروجوا إلى نور الأمل والتفاؤل، ومن ثم إثبات الذات في الكثير من المجالات والتخصصات"، مشيراً إلى أن "النادي نجح في تحقيق الاستفادة من الدورات التي يقيمها لأكثر من 100 مستفيدة"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "النادي يسعى ويخطط للتوسع في المستقبل القريب، وتعزيز الخدمات التي يقوم بها، بما يلبي حاجة فئة معاقي البصر في المنطقة الشرقية". وأوضح د.الأنصاري أن النادي أقام من العام 1432 وحتى 1438ه، 465 دورة ونشاطا وجلسة قراءة، استهدفت ما يزيد على 100 مستفيدة، من بينها ورش عمل تأهيلية، في تخصصات ومهارات متعدة، من بينها التدريب على طريقة بريل، والإسعافات الأولية، وتزيين الحلويات، وعمل فواصل الكتب، وكيفية التعامل مع الكفيفات، وعمل الاكسسوارات بالمطاط، وعمل العنكبوت، وآداب الطعام، وكيفية التعامل مع الحيوانات، وتعلم اللغة الإنجليزية إلى جانب جلسات قراءة للأطفال، مبيناً أن النادي استقطب نخبة من أشهر المدربات المتخصصات للإشراف على الدورات التدريبية". مواطن فاعل وأضاف الأنصاري "رؤية للإعاقة البصرية هو ناد غير ربحي تعليمي ثقافي ترفيهي، يضم كفيفي البصر من كلا الجنسين"، مشيراً إلى أن "النادي ينظر للكفيف على أنه مواطن فاعل ومساهم في المجتمع بقدراته العالية، وإنسان مدرك لواجباته وحقوقه، وذا دافعية للعلم والعمل". وأضاف: "ندرك في النادي أن كفيفي البصر هم أبناء هذا المجتمع، منحهم الله ميزة خاصة بإختلافهم، فرسالتنا هي دعم تواجدهم في المجتمع ومشاركتهم في خدمة الوطن بفاعلية وبما منحهم الله من تفرد نافع." تزيين الحلويات وتقول علياء العبدالله إحدى المستفيدات من الدورات إنها التحقت بالنادي بدورات تجميل وتزيين الحلويات. وتضيف: "كنت خائفة في البداية، وأشعر أن الفشل سيلازمني حتما، ولكن مع بدء نشاط الدورة، وبعد التعرف على آلية معينة، من قبل المدربة، استطعت اتقان كافة المعلومات والنصائح التي تساعدني على تجميل وتزيين الحلويات بشكل جيد وجذاب"، مضيفة أن "أربع فتيات شاركن في الدورة نفسها، وتعلمن مهارات تزيين الحلويات بشكل جيد جدا، وجربن ما تعلمنه بصنع الحلويات لأسرهن". الإسعافات الأولية وتعلمت خلود محمد (كفيفة) الكثير من المهارات في دورة الإسعافات الأولية، وقالت: "عندما أعلن النادي عن انطلاق هذه الدورة، قررت أن أشارك فيها، وكان معي خمس فتيات أخريات، تعلمن فيها كيفية تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، وتوفير خدمة علاجية سريعة وجيدة، لحين وصول سيارات الإسعاف"، مشيرة إلى أن "الفتيات تعرفن أيضا على عدة مهارات إسعافية من شأنها إنقاذ المصابين في وقت قياسي". الأفعال المنتشرة وأشادت سعاد عبدالرحمن بما اكتسبته من دورة اللغة الإنجليزية، مشيرة إلى أنها كانت تواقة لتعلم لغة أخرى بجانب لغتها الأولى، العربية، وقالت: "تعلمنا في الدورة بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، وكان التركيز على الكلمات التي نستخدمها بشكل يومي، كما تعلمنا أسماء الحيوانات وبعض الأفعال المنتشرة، والكلمات المتداولة، الأمر الذي حببني في تعلم اللغة بشكل أكبر من ذي قبل، وآمل أن أجد في النادي دورات متقدمة في اللغة الانجليزية"، مؤكدة أن "هناك عددا كبيرا من الفتيات من فئة الكفيفات يرغبن في تعلم اللغات الأجنبية، باعتبارها مهمة في التوظيف". أهداف النادي تطلعاته ويضيف الأنصاري أن "النادي منذ بداية انطلاقته، يحدد جملة من الأهداف التي يعمل على تحقيقها على أرض الواقع، من بينها تحقيق دمج هذه فئة كفيفي البصر مع المجتمع بشكل فعال ومثمر، من خلال برامج تنمية الذات، وبرامج الدعم السلوكي والنفسي، ودورات مهارية متعددة متخصصة، تهدف إلى رفع المستوى الثقافي عن طريق برنامج دائم بدعم عدد من المتطوعين والمتطوعات للقراءة، مع تنفيذ برامج دورية، تهدف إلى إبراز مواهب ومهارات كفيفي البصر ودعم الهوايات الشخصية لهم، وتدريب متخصص في فن التوجه والحركة والعصا البيضاء، وإقامة دورات في اللياقة البدنية والدفاع عن النفس، لتقوية العضلات الضامرة، ودورات مهارية حياتية، للتعايش مع كف البصر، وتنظيم برامج تأهيليه مهنية، ونشر ثقافة العمل التطوعي بشكلها الإيجابي، واستمراريتها، وإقامة ورش عمل أكاديمية متخصصة للمتطوعين والمتطوعات، ودمج فئة كفيفي البصر مع المجتمع في شتى المجالات. دورات تدريبية وينظم النادي دورات تدريبية، من بينها دورات تعزز مهارات التوجه وتقنيات الحركة لذوي الإعاقات البصرية، ودورات تقدير الذات، والحاسب الآلي باستخدام قارئ الشاشة، ودورات الإتيكيت، ودورات مهارات الاتصال، وأخلاقيات المهنة، والمهارات الحياتية للكفيفات، والتدريب على الأجهزة اللوحية والهاتف الذكية، والمكياج، وتعليم طريقة برايل، وصنع الحلويات للكفيفات، وتدريب مدربين الحاسب الآلي الخاص بقارئ الشاشة، والإسعافات الأولية، وصناعة الإكسسورات، واللياقة البدنية والدفاع عن النفس، والأعمال الفنية للأطفال، وبرنامج بورد للكفيفات، وعمل استرتيجبات صناعة العطور. أنشطة ومشاركات ويقيم النادي أياما مفتوحة ترفيهية ثقافية للكفيفات، وليالي السندباد، التي تشمل فقرات ثقافية، تعرفهم على حضارة وثقافة الدول، مثل مصر، ومشاركة الكفيفات ببيع منتجاتهن من أطواق بمعرض دعم الأعمال المنزلية، واحتفالات اليوم الوطني، واحتفالات يوم التطوع العالمي، والاحتفال بيوم العصا البيضاء، والاحتفال السنوي على تأسيس النادي. ومن أبرز انجازات النادي، اكساب كفيفي البصر الثقة وتقدير الذات ومهارات التعايش مع كف البصر، وزرع حب القراءة والإطلاع على كل ماهو جديد، ونشر ثقافة التطوع وخدمة المجتمع، وتثقيف أهالي كفيفي البصر وزيادة وعيهم في التعامل مع أبنائهم. واكتشاف مواهب عدة بالعضوات الكفيفات منها التمثيل والإنشاد والقدرة على الإلقاء وكتابة الشعر، والتعامل مع تقنيات كفيفي البصر، وإقامة دورات متعددة بمدربين ومدربات كفيفي البصر من أعضاء النادي. د. عيسى الأنصاري تدريب المكفوفين على أجهزة الصراف الآلي ورش عمل تأهيلية في تخصصات ومهارات متعددة المكفوفون الأطفال بالنادي تعزيز الخدمات لتلبي حاجة فئة معوقي البصر الأمير تركي بن محمد
