فصل الصيف له مميزاته وحلاوته وطعم يخصه وحده يتكرر ويتجدد ويعود مع عودته من كل عام, وأهم شيء يوصف به هو الاجازة السنوية والصيفية والتى ينتظرها الآباء والأبناء والعائلات منذ عدة أشهر ليرتاح الجميع من عناء ومجهود الطلبة والطالبات، ليفرحوا وذووهم بعد أداء الامتحانات وبنجاحهم. ومن حقهم ومكافاتهم التمتع بقضاء اجازة سعيدة داخل ربوع بلادهم العزيزة والغالية ومن أهم المصائف المعروفة ومنذ سالف العصور والأزمان مصايف الطائف تلك المدينة المشهورة بمرتفعاتها الباردة خلال الصيف والتى تستهوى المواطنين وتشجعهم على قضاء أجمل أيام الصيف فيها واتكلم عن مصيف الطائف قبل أكثر من ثلاثين عاما مضت عندما كانت موارد الاسر محدودة ولكنها سارة ومقنعة فيها البركة والرضى وكافية ليتمتع الجميع بالخير, كانت الطائف هى معشوقتهم ومكان لقائهم وتجمعهم الصيفى يتسامرون ويقيمون الأعراس ويخرجون للرحلات فى البساتين اليانعة والخضراء والمتواجدة داخل الطائف والقريبة والتى يسهل الوصول إليها ومن أشهرها بساتين السداد والوهط والمثناة والشريعة ووادى ليه وغدير البنات والمتوافرة فيه المياه السطحية بغزارة كما كان يسمى به فى تلك الآونة، وغيرها من البساتين العديدة ومنها التى كانت مخصصة للأسر يتلاقون فيها ويدعون أطفالهم يلهون ويلعبون فى جو تفوح فيه رائحة الخضرة والفواكه اليانعة منها (الرمان والحماط والتفاح الأخضر والسفرجل والمشمش والعناب والخوخ والعنب والبرشومى وأهمها فاكهة الصيف حبيبة كل الناس البطيخ المحلى (الحبحب) وغيرها من الأطايب والنعم المسخرة والمتوفرة بفضل الخالق جل جلاله ومنتزهات الردف الخلويه وصخورها الجميلة وذات التكوين الهندسى والمظللة بطبيعتها الالهية وأشجارها المتناثرة, بالاضافة الى مرتفعات الشفا ووادى محرم والهدى الساحره ومناظرها الخلابة ولياليها العذاب, اه كم للماضى من حنين وشوق ولأهله من مكانة وتقدير. افل ذلك الزمن الذى تغنى به الاحبة وووريت أيامه ومعها ذكرياته المختصة له فالمدنية والتطور الحضارى وتكاثر البشرية حلت عوضا عن المنتزهات وجعلتها قصوراً وفللاً ومساكن اضف الى ندرة وقلة المياه والأمطارالتى أدت لتصحر الأراضى ، لا ألوم نفسى وأمثالى ان أظهرنا تعلقنا بالحنين لذلك الماضى وبحلاوة صيفه فأناسه البسطاء والطيبون هم الذين علمونا حبه واطعمونا حلاوته . وعدت أتذكر أشياء منه ولاسيما الصيفية واذا بصوت وكلام لم أستمع اليه منذ كنت شابا لبائع جائل من أهل هذا البلد والوطن المعطاء بخيراته وجوده وكرمه ينادى بصوت أجش ومرتفع ويقول (حلوه وحمره وعلى الشرط , وحلوه وحمره وعلى السكين حمانا الله والمسلمين اذاها وأضرارها) حبحب يازباين شيره وعسل (عثرى وهو ما سقى على مياه المطر قرب ودوق) شعرت واحسست وقتها بصيفنا القديم واهله وكلامهم المنمق لترويج الحبحب او البطيخ وتحديد مواصفاته وطعمه وعلى شرط ولا تشترى إلا بعد شوفتك حلاوته وحمرته بأم عينك, فتاكلها وتتلذذ بطعمها وتبرد بها على قلبك مثل ما قالوا ناس قبل الجدود والجدات رحمهم الله , نعم ستجد الحلاوه عند ما تستطعمها ولون حمرتها الصارخ وصدق القول والتجربة ان ذبحتها.