أنكر الشيخ سعد بن عبدالله السبر -إمام وخطيب جامع الجار الله بالرياض- على من ينكرون حقيقة السحر ووجوده، رغم أن هناك حقائق ثابتة بأدلتها الشرعية الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة واللغة وكلام العلماء. وقال الشيخ السبر ل(المواطن): أنصح من ينكرون حقيقة السحر أن يعودوا لرشدهم ويتوبوا لربهم، مؤكداً أن السحر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع والعقل والحس. واستشهدا السبر بالقرآن الكريم بقول الله عز وجل: {قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين * قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم}، وقال أيضا في كتابه العزيز {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} وقال {ومن شر النفاثات فى العقد}. ويقول {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فهذه أدلة من كتاب الله على ثبوت السحر وأنه ليس خيالاً، بل هو حقيقة، والآيات التي أنزلت في السحر عديدة. وأضاف: أما الدليل من سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طُبّ، حتى إنه ليخيل إليه أنه صنع شيئاً وما صنعه؛ وأنه دعا ربه. ثم قال ((أشعرت أن الله قد أفتاني في ما استفتيته فيه؟)) فقالت عائشه “وما ذاك يا رسول الله؟” قال: ((جاءني رجلان، فجلس أحدهم عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال الآخر: مطبوب، قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في ماذا؟ قال: في مشط ومشاطة؛ وجف طلع ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان؛ بئر في بني زريق)). قالت عائشة -رضي الله عنها-: “فأتاها -رسول صلى الله عليه وسلم- ثم رجع إلى عائشة فقال: ((والله لكأن ماءها نقاعة الحناء؛ ولكأن نخلها رؤوس الشياطين)). قالت: “فقلت له يا رسول الله.. هلا أخرجته؟ قال: ((أما أنا فقد شفاني الله؛ وكرهت أن أثير على الناس شرّاً؛ فأمر بها؛ فدفنت)) (متفق عليه). وعن جُنْدب مرفوعاً: “حدُّ السَّاحِرِ ضَرْبةٌ بالسيفِ” (رواه الترمذي) وقال: الصحيح أنه موقوف. وفي صحيح البخاري عن بَجَالَةَ بن عَبْدَةَ، قال: كَتَبَ عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنه- أن اقتلُوا كلَّ ساحرٍ وساحرةٍ، قال: فقتلنا ثلاثَ سواحرَ” (رواه البخاري). وصحَّ عن حَفْصةَ -رضي الله عنها- “أنها أَمَرَتْ بقتل جارية لها سَحَرَتْها فَقُتِلَتْ” (رواه مالك في الموطأ). ويقول ابن خلدون في مقدمته: ورأينا بالعين من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه، وأحواله موجودة بالمسحور، وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق، ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى، ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه، بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء، ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك، استشعاراً للعزيمة بالعزم، ولتلك البينة والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ، متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث، فتنزل عنها أرواح خبيثة، ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر. وختم بالقول: قال المازري: جمهور العلماء على إثبات السحر وأن له حقيقة. ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة.