مذكرات مدرسية لطفلة عقدتها "فتكات"! كان وياما (انطس في نظره)، كان زمان ملكًا لها وحتى الآن! فتكات، وما أدراك ما فتكات؟ لم يفسر معنى (فتك) في القواميس قبل أن تدرسني! ذاكرتي تشعر بنوع من المغص لكي تسترجعها! يقترب موعد لقائها مع تنفس كل صباح، فكنت حين تشرق الشمس أغني (طلعت يا ما اقسى نورها، شمس المنحوسة)! وبعد أقل من القليل أجدني بين أنياب (شبكات) أستغفر الله، (فتكات)! الحصة الأولى: يسوقني إليها القدر، أدخل، أمر بجانبها، كأني (صفر)، وكأنها برج التجارة العالمي (قبل سقوطه على رأس اللي خلفوه)! أتمتم رغمًا، أحاول التكتم عبثًا، أزم شفاهي، تنطلق رغمًا عنّي، فأبدو كالسمكة لحظة اصطيادها "سحقًا لك ولمَن صبكِ على رؤوسنا كالعذاب"! تلتفت إليَّ، وينطلق الشرر من عينيها، فيسقط فكي السفلي، ألتقطه بسرعة، أحاول إعادته إلى مكانه! أبتسم لها -نفاقًا- فتزفر وتدفعني، أسقط أرضًا فأبكي، أبالغ، أغطي وجهي بيدي، وأخلخل أصابعي لأراقبها، وأتوقع أنني بعد موشح البكاء أنها ستجري لتحتضني وتسترضيني (تختشي، طب تخاف)، فلا أرى إلاّ تنينًا يزفر، والنيران تكاد تحرق الصف، فأحمد الله أنها (جت على كذا)، وأنفض الغبار العالق في (مريولي) وأتّجه لمقعدي! الحصة الثانية: جلست في أمان الله، فإذا بعواصف هوجاء تهتز لها جنبات المبنى المدرسي المستأجر، وإذا بضربات متتابعة بانتظام يسقط مع كل ضربة شيء ما في كل مرة، باب، شباك، سبورة، تلميذات الصف الرابع .......، نظارة والدي، بينما كان يمشي في الشارع المجاور! وعندما سقط الصندوق الأسود عرفنا السر: كانت تمشي باتجاه صفنا! اختبأنا -عبثًا- (كل شيء كنا نسويه عبثًا)! (على مين؟! على بابا يا ماما؟!) صادتنا (نفر.. نفر) سألت سؤالاً هامسًا.. سقطت أذني على الأرض، سارعت لالتقاطها، ظنتني ألعب، قالت: أنتِ؟! - أوأو - ما هو الحيوان الذي يحب الدجاجة؟! وقفت، وحمدت الله على هذا السؤال السهل، الذي سيصلح ما فسد، أغمضت عيني وشرعت في الإجابة الواثقة: الديييييييييييييييييك. وابتسمت أنتظر التعزيز، صرخت بي: ديك ينقر رأسك!! @511_QaharYazeed [email protected]