سجلت المواطنة مرزوقة نويزل الوابصي البلوي في تبوك موقفًا شجاعًا مليئًا بالإيمان برفضها للملايين والعمائر وإعتقاها رقبة قاتل ابنها لوجه الله تعالى، قبل حكم القصاص على خلفية جريمة قتل وقعت قبل حوالي العامين بين شابين من نفس القبيلة. ومن المواقف المؤثرة في الواقعة، أنه بعد صدور الحكم الأربعاء قبل الماضي، طلبت والدة المجني عليه مقابلة الشاب القاتل «بندر» في المحكمة وحين رأته قالت «أعتقته لوجه الله تعالى دون قيد أو شرط».. تلا ذلك توثيق التنازل لدى القاضي، وقال لها الشاب «أتمنى أن تقبليني كابن لك وسأخدمك ما حييت». «المدينة» التقت كذلك بوالدة المجني عليه مرزوقة الوابصي التي قالت:إنها لن تنسى تلك الليلة التي قتل فيها ابنها سهل مطير سليم الوابصي والذي يبلغ من العمر حينها 19 سنة حينما كانت تريد زيارة أحد أقاربها. وكانت قد نسقت مع ابنها «سهل» بأن يقوم بتوصيلها بعد صلاة العشاء، وقد انتظرته طويلا وكانت تتصل على هاتفه ولايرد، وحينها قدمت إليها جارتها وطلبت منها الذهاب للمستشفى وحينما وصلوا أبلغوها بوفاته. وأكدت مرزوقة بأن هذا الأمر هو إبتلاء وامتحان من الله لعبده وهذا هو يومه وقدره ولاعتراض على أمر الله. وأضافت الوابصي:إن طيلة هذه السنتين كان يتردد علينا والد الجاني وكان يعرض علينا مبالغ مالية وكذلك عمارته السكنية وكنت أرفض هذه العروض، وأتانا أناس من أهل الخير يسعون وكنت أردد على مسامعهم خيرًا إن شاء الله. وعن وضعهم المعيشي قالت: إنهم يسكنون منذ سنين بإسكان الأمير سلطان الخيري هي وبناتها الأيتام (سارة- تغريد- فاطمة) والتي تعاني من إعاقة كونها مصابة بشلل كلي منذ ولادتها وشقيقهن (مطير)، ووالدي نويزل الوابصي الذي يبلغ من العمر 80 سنة، وهو كذلك رجل مقعد ومصاب بشلل جزئي ويستلمون من راتب زوجها المتوفى 2000 ريال ومن الضمان ألف ريال. وأختتمت حديثها بقولوها: إنها تتمنى من أولياء الدم العفو وأبتغاء الأجر من عند الله، وأن يحتذوا بكلام الأمير فهد بن سلطان في العفو عند المقدرة وابتغاء الأجر من عند الله وحده. وقال والد الجاني عايد فالح القويعاني البلوي: قمنا بعدة محاولات وعرضنا مبلغ مليوني ريال على والداة المجني عليه ولكنها رفضت، وقمت بعرض عمارتي عليها مقابل التنازل ولكنها رفضت.. وأقدم لها جزيل الشكر ولجد ولأعمام المتوفى ولأشقائه.. وأناشد الجهات المعنية بالاكتفاء بما قضاه ابنه في السجن وإطلاق سراحه لكي يلتئم شمل العائلة من جديد.