قال الضَمِير المُتَكَلّم: (صورة مِرْوَحَة أرضية صغيرة)؛ نشرتها صحيفة عكاظ السبت الماضي ؛ طبعاً هي ليست من مقتنيات (متحفٍ ما ) ، ولا هي مِن معروضات ( مهرجان الجنادرية التراثي ) ؛ أبداً فهي تعمل بحثاً عن التبريد في وزارة الصحة ، تلك المروحة في ( مستشفى الملك خالد في تبوك ) ؛ ولكنها ليست في مكتب مدير المستشفى أو أحد نوابه !! كلا هي في ( قسم تنويم باطنية النساء ) ؛ وتلك المروحة لم توفرها إدارة المستشفى ؛ ولكن من اشتراها إحدى المريضات المسكينات اللائي يُقَاسِيْن مع آلام المرض لهيب الحَرّ ؛ لأن التكييف في ذلك القسم خارج الخدمة ، والعذر كما قال المسئول : مجرد زيادة أحمال !! صورة تلك المروحة الصغير أعادت للذاكرة مشهداً عشته قبل سنوات ؛ فقد كنت في رحلة عمل لدولة نيجيريا الفقيرة ، وتحديداً لإحدى الولايات الأفقر « برنو « ؛ كانت الأجواء حارة ، يزيد من لهيبها انقطاع التيار الكهربائي الحكومي ؛ والسكان هناك يعانون ، ولكنهم للفقر يسكتون ؛ ولكن الفنادق والمشافي الكبيرة هناك كانت تعوض ذلك بالمولدات الخاصة فعلى الأقل ( المرضى في نيجيريا لا يعانون ) !! الحقيقة أن انقطاعات الكهرباء في مناطق مختلفة من بلادنا التي لم يسلم منها حتى المرضى في المستشفيات الذين ربما ذهب بعضهم ضحية لتعطل بعض الأجهزة الطبية التي يعيشون عليها!! انقطاعات الكهرباء تفتح باب التساؤلات عن مشروعات البنية التحتية للخدمات الضرورية التي أصبحت من ضروريات الحياة ؛ فالواضح أنها رغم الخطط الخمسية المتوالية مازالت مفقودة أو لِنَقل قاصرة ؛ والدليل ( انقطاع الكهرباء والماء ) ؛ فمن المسئول ؟! وأين الخَلَل ؟! الواقع يتعجب من التناقضات التي نعيشها ؛ ففي الوقت الذي تتكرر مشاهد انقطاعات الكهرباء والماء في العديد من المناطق والمحافظات ؛ تُنْفَق المليارات بحثاً عن ( تقنيات النّانو ) !! يا جماعة المواطن ما يبغى (نانو ) ، المواطن يطلب فقط ( لقمة عَيش ، ودواء ، وهواء ، وشربة ماء، ولا تنسوا صَرف مروحة صغيرة لكل مواطن ) !! وأخيراً ..خبيثة تلك الأحمال في مستشفى تبوك تترك مكاتب المسئولين وتغزو غرف المرضى المساكين !! هَمْسَة : بمناسبة شهر رمضان شهر الخير والبركات ؛ دعاء للجميع بالصحة والخيرات. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain