قال الضَمِير المُتَكَلّم : أصدر قبل سنوات كتاباً، وما أن نظرت في تفاصيله أعْينُ المثقفين حتى أدركت التشابه الكبير بينه وبين ( كتاب فقه السنة للعَالِم الكبير السيّد سابق رحمه الله ) ، ويومها تمّ سحب ذلك الإصدار من الأسواق، وبعد زَمَن أعيد إصداره ولكن بمسمى جديد ، وبمقدمة تَنُص على الإفادة فيه من كتاب ( السيد سابق ، وكتاب آخَر ) ، مع أن المتابعين وجدوا أن التشابه بين مفردات الكتابين كبيرٌ جداً ، ولكن قالوا : لعل ذلك توارد خواطر ، وتأثر بالأسلوب أو لكونه موجها للعامة ؛ (فالمؤلف من المؤكد أنه لا يَسْرِق) وقبل أيام أصدر خمسة كتب دفعة واحدة تضاف للعشرات قبلها ( اللهم لا حَسَد ) ، ولكن في حقّ أحدها زعمت إحدى الباحثات أنه منقول في كثير من أبوابه وفصوله وبنسبة ( 90% ) من كتابها الذي صدر عام 2007م ، وأعدته من واقع معاناتها في رعاية ومتابعة ابنها المريض بالتّوَحِد ؛ مشيرة إلى أنّ وجه الشبه بين الكتابين كان في ( 85 موضوعاً من أصل 97 موضوعاً )!! فإذا ثبتت هذه المزاعِم ؛ فإن الواقع يؤكد أيضاً للجميع وللعزيزة المؤلفة تحديداً بأن (المؤلف لا يَسْرق)؛ ولكن لابد أن يظهر اليقين بين أفراد المجتمع أن علماء عصورنا السالفة الذين يشتهرون بكثرة المؤلفات التي قد تصل للمئات في مختلف الفنون ( كابن تيمية وجلال الدين السيوطي ) قد ولّى ورحَل ؛ لأن أولئك كانوا في زمن الصفاء والنقاء ولا عمل لهم إلا البحث ونشر العلم !! أما اليوم فلا تصدقوا أن بعض الدعاة الذين يطاردون القنوات والبرامج التلفزيونية صباح مساء ، ويتنقلون بين الفنادق الفاخرة لإلقاء المحاضرات ، ومتابعة المؤتمرات يستطيعون جمع وتأليف الكتب الكثيرة !! فمَا يحدث أيها السادة غالباً أن البعض منهم لديه فريق عمل من المتعاونين يصنعون ويجمعون له صفحات الكتاب ، وربما لَطَشه أحدهم من هنا أو هناك ، ليقدمه هدية للداعية طمعاً في كرمه ، الذي بدوره يكتفي بإلقاء نظرة عَجْلَى ، ثم يختار الغلاف والصورة !! وبالتالي فلا شَكّ ولا ريب أنّ (الداعية لم يَسْرق)، والسارق الحقيقي هو ذلك المتعاون – هداه الله - ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .