سجّلت عازفة البيانو الشابة إيمان قستي اسمها بأحرف الجرأة في دفتر السبق، لتكون أول عازفة سعودية تصعد على خشبة المسرح لتقدم وصلات موسيقية أمام الجمهور في مدينتي جدةوالرياض إبان مشاركتها في الحفلات التي نظمتها هيئة الثقافة مؤخرًا.. حضورها كان لافتًا وهي تداعب بأناملها الغضة أصابع البيانو، بدت واثقة ومتألقة وبارعة، مستعيدة من ذاكرة الإبداع مقطوعات موسيقية لأسماء بارزة على المستوى العالمي، فكانت إجادتها مع صغر سنها مثار إعجاب ودهشة لجمهور الحاضرين.. «المدينة» نالت السبق باستنطاق «إيمان» في أول ظهور إعلامي لها، مستجلية بداياتها مع الموسيقى والعزف، ودور الأسرة في ذلك، ومشاركتها الأولى جماهيريًا، وأحلامها المستقبلية.. وفكان هذا البوح من «قستي» ل»المدينة».. طفولة بين أورج وبيانو ما الذي قادك إلى عالم الموسيقى ومتى كان ذلك؟ الجو في أسرتي مفعم بروح الموسيقى، فوالدتي تعزف على آلة الأورج، لهذا فقد نما عشقي للموسيقى في سن مبكرة، وبالتحديد عندما كنت في السادسة من عمري، حيث تلقيت آلة أورج هدية من والدتي، وكانت تعلمني طريق العزف عليها، كما كانت تدرب أذني على الحس الموسيقي السليم. ولم يقف الأمر عند تشجيع أمي لي، فقد وجدت التشجيع والدعم من الأهل جميعًا وأنا في تلك السن الصغيرة، وأذكر أنني وبعد نجاحي في المرحلة المتوسطة، وانتقالي للمرحلة الثانوية أهداني والدي آلة بيانو بمناسبة تفوقي، وكان عمري وقتها في حدود ال(14) عامًا تقريبًا، كل هذا الدعم لموهبتي كان له الأثر الكبير في حبي للموسيقى، وأنا بشكل عام أشكر عائلتي كثيرًا، فقد ظلوا أول الداعمين لي، وشكر خاص للوالد والوالدة ولإخواني، وللعلم فإخواني أيضًا يمتلكون الموهبة الفنية. نوتات خاصة هل اكتفيت بالموهبة أم قمت بتنميتها لاحقًا؟ لا شك أن الموهبة أمر مهم في كل فن إبداعي، لكنها بالضرورة لا تكفي لمن يسعى للتطوير ويطلبه، هذه حقيقة كنت أدركها جيدًا، ولهذا فقد طوّرت موهبتي ونمّيتها من خلال القراءة والاطلاع، كما اخترعت لنفسي نوتات موسيقية؛ لأنه لا يوجد لدينا معاهد موسيقية أو معاهد فنية متخصّصة، فقمت بنفسي بتأليف نوتات بطريقتي الخاصة، أقوم فيها بتدوين الأنغام لكي أقرأ منها وأعزف. ثم اتجهت لجمعية الثقافة والفنون في الرياض ووجدت التشجيع منهم، وبالذات من رئيس القسم الموسيقي الفنان سمير مبروك وأحمد مشرف، وتعلمت النوتات الموسيقية، وكان ذلك مع بداية العام الجاري 2018. والآن أصبحت أقرأ النوتة، وسأواصل تعليمي الموسيقي خلال الفترة المقبلة. انحياز للبيانو ولماذا انحيازك للبيانو تحديدًا؟ عشقت البيانو وأحببت العزف عليه من خلال سماعي للفنانين الذين يجيدون العزف عليه، وبالذات الفنانين العالميين أمثال بيتهوفن وموزارات، فكان يعجبني عزفهم، وأحببت أن أقدم موسيقاي مثلهم ولكن بطريقتي وأسلوبي. وأيضًا أحب عزف الموسيقى العربية، ومن الفنانين العرب الرواد أحب أعزف أغنيات الراحل فريد الأطرش، ومن الجيل الحالي فضل شاكر والمقطوعات الموسيقية للفنان عمر خيرت وغيرهم.. فالموسيقى العربية مليئة وزاخرة بالأنغام الجميلة. وقد قمت أيضًا بتجربة التأليف الموسيقي، ولكني حتى الآن لم أقدم مقطوعات من تأليفي في الحفلات التي شاركت بها، وإن شاء الله سوف أقدمها مستقبلاً. جمهور ذواق كيف تصفين مشاركتك الأخير في حفلات هيئة الثقافة؟ أعتبر مشاركتي في الحفلتين الموسيقيتين، بالرياضوجدة، من أهم المحطات في مشواري، لعدة أسباب من أهمها وأبرزها أنهما مثلتا لي أول حضور على مستوى المسرح وأمام هذا الجمهور الذواق، ومما زاد من فرحتي روعة الاستقبال والقبول الذي حظيت به، والتشجيع الذي لمسته أثناء أدائي للمقطوعات وبعدها، كل ذلك وغيره زاد من ثقتي في نفسي، وزاد من مسؤوليتي في تقديم المزيد من الإبداع لهذا الجمهور الذي أعتز به كثيرًا، وأحترم ذوقه العالي، ورقيه في الاستمتاع بالموسيقى.. ولا أملك إلا أن أزجي الشكر لهيئة الثقافة على اختياري، ودعمها لي كموهبة سعودية شابة، وأعدهم جميعًا بتقديم الجديد قريبًا بإذن الله. حلم مشروع إلى أي الآفاق تسعين بمشاريعك وحلم الموسيقى؟ الأفق رحب وواسع، والأمنيات كثيرة، ولكن يتصدرها جميعًا حلم افتتاح معهد للموسيقي هنا في المملكة لتعليم المواهب الشابة جميع الآلات الموسيقية والنوتات، وبالذات الفتيات اللاتي يتمنين تعلم العزف على الآلات الموسيقية، كما لدي نية لدراسة الموسيقى في الخارج بشكل علمي متخصّص، وتبقى طموحاتي كبيرة، وكانت من أهم أمنياتي أن أتعلم العزف على البيانو، وحاليًا أتمنى وأسعى بأن أمثل بلادي الغالية المملكة العربية السعودية في المحافل والمهرجانات خارج المملكة.. أما على المستوى الأكاديمي فأنا الآن طالبة في الجامعة العربية المفتوحة، قسم الأدب الإنجليزي، ولدي رغبة حاليًا للانتقال لقسم آخر، وسواء بقيت في هذا القسم أو غادرته لغيره سيظل الفن موجودًا في حياتي كهواية، يرافق الدراسة والوقت للعائلة، فكلها أضع لها الترتيب اللازم.
