الفرص لا تأتي للإنسان إلا قليلا، بل قد لا تأتي إلا مرة واحدة فقط، ولا تتكرر أبدًا، لذلك هناك من يغتنم ويستغل أول فرصة تأتيه ويستفيد منها، وهناك نوعية من البشر على العكس من ذلك، كسالى خاملين، تأتيهم الفرص إلى عندهم، فلا يلقون لها بالا ولا يهتمون بها ولا يستغلونها ويستفيدوا منها، فتضيع من بين أيديهم، وبعد مرور سنوات عليها، يتذكرونها بحسرة شديدة، ويندمون على ضياعها، يوم لا ينفع الندم، ويتمنون لو تعود بهم الأيام إلى الوراء، وتعاد عليهم تلك الفرصة. لا أريد أن أتكلم عن مشروع نيوم، (المستقبل الجديد) الذي أعلن عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد تحدثت عنه وسائل الإعلام كثيرًا، ولكن ما أود قوله هنا، هو أن بلادنا بثقلها الاقتصادي والديني والتاريخي والجغرافي، بما حباها الله من موقع متميز، ومساحة صحراوية شاسعة، ومتنوعة التضاريس، وشواطئ بحرية طويلة، ورائعة جدًا، والكثير من الجزر البحرية على امتداد ساحل البحر الأحمر، كل هذه العوامل تضع أمامها الكثير من الفرص الاستثمارية، وتفتح لها الأبواب لجذب واستقطاب كبرى الشركات المحلية والعالمية، لو استغلت تلك العوامل الاستغلال الصحيح والأمثل. وهذا ما ذكره وركز عليه سمو ولي العهد في حديثه أثناء انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار التي استضافها صندوق الاستثمارات السعودية العامة في الرياض خلال الفترة خلال الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر 2017م هو حرص وإصرار سموه الكريم على استغلال الفرص قبل ضياعها. ومشروع نيوم هو واحد من هذه الفرص الاستثمارية الكبيرة والخيالية للاستفادة من عوامل الجذب قبل فوات الأوان ففي عالمنا هذا لا مكان للنائمين.
