أجرى الاستطلاع : سليمان محمد العيسى تسللت عدسة الجزيرة هذا الأسبوع إلى داخل مبنى دار الرعاية الاجتماعية بالرياض لتحكي قصة العناية والرعاية التي وفرتها الدولة لأناس أشرقت البسمة على ثغورهم بعد ان كانت حزينة يائسة، العلاج والعناية الصحية يتوفران بشكل متزايد .. ومهاجع النوم تبدو أنيقة تبعث على الراحة والهدوء، والغذاء يقدم بشكل منتظم ومتكامل، كل هذه المزايا جديرة بالإعجاب والتحية. وخلال جولتي داخل الدار كنت أنظر إلى الوجوه بفضول صحفي عجيب .. فازدادت الثقة في نفسي من خلال الاطمئنان والارتياح الذي لمسته لدى كل نزلاء الدار وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء لحكومة الفيصل .. وحنانه الوارف. وفي أحد المكاتب دار حديث بيني وبين شاب مهذب تبدو عليه علامات الطموح والعزيمة والإخلاص ذلكم هو الأستاذ ابراهيم العبدالعزيز الغصن مدير دار الرعاية الاجتماعية بالرياض وقد أعطاني اجابات صريحة واضحة المعالم لأكثر من سؤال طاف في ذهني.. وقد رغبت عزيزي القارئ ان أقدم لك هذا الحديث المفصل عن دار الرعاية كمثال واقعي من اهتمام دولتنا المباركة. قلت للأستاذ الغصن: هل بالإمكان إعطائنا فكرة عن بداية إنشاء دار الرعاية الاجتماعية، ولماذا أنشئت؟. بعد ان تم توحيد الجزيرة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز قام ببناء هذه البلاد وعمل على رفع مستواها من جميع النواحي ومنها التفكير في إنشاء دار الرعاية الاجتماعية ولقد تم إنشاؤها عام 1373ه، أما لماذا أنشئت فهو إيمانه بخدمة شعبه والرفع من مستواهم الصحي والعناية بمن لا يستطيع ان يخدم نفسه بنفسه فكانت لفتته الكريمة من الأعمال الخيرية الناجحة، التي تقوم باستقبال كل فرد ذكر أو أنثى بلغ سن الستين أو أكثر وأعجزته الشيخوخة عن العمل أو القيام بشؤون نفسه بحيث يحتاج إلى الرعاية داخل إحدى دور الرعاية. ومن ثم جاء عصر الازدهار وعصر التطور في عهد رائدنا العظيم المفدى فيصل فأخذت هذه الدور تزداد تطورا أكثر فأكثر مع تطور الزمن حتى ظهرت هذه الدار بالمظهر اللائق بها ولم يكن الهدف من إنشائها مجرد تأمين المأوى والطعام لهم فقط بل كان الهدف من إنشائها أيضا تأمين الشيخوخة السعيدة والاستقرار النفسي من دفع الشعور بالوحدة والملل والخوف من الحياة والمستقبل المجهول المظلم ليحل محلها شعور بالإيمان والبهجة واستعادة الثقة بالنفس والإنسانية والعناية لهذه الفئة من الناس التي دفعتها ظروف مادية أو أسرية لدخول الدار. * كم عدد نزلاء الدار وكيف يتم قبولهم؟. يوجد في الدار 29 نزيلا بدون المتسولين. أما المتسولون فعددهم اثني عشر أمسكوا وهم يزاولون مهنة التسول. أما كيف يتم قبول النزيل: فيشترط لقبول العاجز في دار الرعاية الاجتماعية ما يلي: 1 كل فرد ذكر أو أنثى بلغ سن الستين أو أكثر وأعجزته الشيخوخة عن العمل أو القيام بشؤون نفسه بحيث يحتاج إلى الرعاية داخل إحدى دور الرعاية. 2 كل فرد ذكر أو أثنى بلغ سن العشرين أو أكثر وعجز عن العمل أو رعاية نفسه بسبب إصابته بعاهة أعاقته عن ذلك كالشلل أو فقد الأطراف عدى المكفوفين والصم والبكم. 3 ان يثبت كل من البحث الاجتماعي والفحص الطبي ان ظروف العاجز تستلزم رعايته في الدار. 4 ان يثبت الفحص الطبي خلوه من الأمراض المعدية. 5 ان يكون العاجز سعودي الجنسية. * هل بالإمكان ان تحددوا المسؤوليات التي تضطلع بها الدار وما مدى ارتياح النزلاء بها؟. أ تخصص الدار قسما للرجال وآخر للنساء ويكون القسمان منعزلين انعزالا تاما على أن يكون لكل فئة من الفئتين جناح خاص داخل كل قسم من القسمين. ب يحدد لكل عاجز سرير للنوم مجهز بالمفروشات والأغطية المقررة. د يكون لكل عاجز مخصصات معينة من الملابس والأدوات وغيرها توضحها اللائحة الداخلية للدار كما توضح أوقات صرفها. ه توضع علامات خاصة على مخصصات كل عاجز حتى يمكن تمييزها عن غيرها ولا يسمح للعاجز استعمال غير مخصصاته. و مخصص لكل عشرين عاجزاً خادم أو خادمة حسب النوع للقيام بالخدمات التمريضية مثل النظافة الشخصية والتغذية ويكون ذلك تحت إشراف طبي وفني. ز مزودة الدار بصيدلية تحتوي على الأدوية والأدوات الطبية الضرورية. ج يوجد بالدار أخصائي اجتماعي وأخصائية اجتماعية لقسم الإناث لبحث حالات العاجز ومحاولة تكيف العاجز لجو الدار ومحاولة علاج مشكلاته. والشق الثاني من السؤال: يمكن انك لاحظت مدى ارتياح النزلاء في الدار وان وجودهم في الدار أنساهم ما هم عليه من شيخوخة أو مركب نقص. * ما هي الصعوبات التي تواجهكم أثناء العمل وما هي في نظرك الحلول لهذه الصعوبات؟. هناك بعض الصعوبات التي نواجهها أثناء العمل وهي قلة الموظفين بالدار على الرغم أن الذين على ملاكها عدد يفي بالغرض المنشود لو عملوا داخل الدار. ومشكلة المياه من المشاكل التي تشغل تفكيري حيث ان كميتها منخفضة وأحيانا قد ينقطع الماء بتاتاً وهذا مما يحدث تأخير وقت الإعاشة وفي فصل الصيف يزداد الإقبال على الماء للتنظيف وللشرب والاستحمام والإعاشة. أما الحلول فأرى تزويد الدار بالموظفين أو زيادة عدد الخدم لأن الدار تتوقف على النظافة والخدم الموجودين لا يفون بالغرض المنشود. * هل تعتقد ان الجهاز وما هي مقترحاتك؟. سبق أن تحدثت لك في الحديث السابق عن الموظفين وقلت لك يجب ان تزود الدار بالموظفين لأن عددهم حاليا لا يكفي. أما المقترحات فسبق أو زودنا الوزارة ببعض المقترحات وأعتقد جازما انها في طريق التنفيذ ولا يسع المجال لسردها ولكن أعطيك بعض النقاط الهامة وهي: تزويد الدار بالموظفين إقامة عنابر داخل الدار لبعض النزلاء وكذا العامل من الموظفين الحالي يكفي لمتطلبات عمل الدار. المتسولون لحفظهم رفع مستوى الدار تزويد الدار بالمكيفات الهوائية لبعض الأقسام ، أما البعض الآخر فقد تم تزويده بمراوح علاقية من الشكل الممتاز تزويد الدار بمزارع بعد ان يتم تزويدها بالماء الكافي، وتزويد الدار بالبنايات الضرورية، وسبق أن كتبنا للوزارة عن ذلك، وسنعمل على تحقيقها في القريب العاجل بإذن الله. * دار الرعاية الاجتماعية كمشروع خيري من الدولة .. ما مدى الفائدة التي حققتها هذه الدور من خلال معاصرتكم للعمل كمدير لدار الرعاية؟. مما لا شك فيه أن دار الرعاية والاسم المشتق من الفعل انها دار رعاية والرعاية من الأعمال الخيرية التي أسدتها حكومتنا الرشيدة لأبناء شعبها العاجزين. وان هذا المشروع لمفخرة من مفاخر فيصلنا العظيم الساهر لراحة شعبه وأمته، وهذا المشروع فائدته ملموسة ومحسوسة وشيء شاهدته انت بعينك عند زيارتك هذه. وتجد هؤلاء النزلاء يعيشون عيشة هنيئة، وقد أنستهم هذه العناية ما هم عليه، سواء العاجز أو المعتوه ولا يفوتني ان أقول لك أن نفس دار الرعاية تقوم بمكافحة ضعفاء النفوس الذين يمارسون مهنة التسول على الرغم من ان لهم مخصصات ولهم مرتبات تصرف لهم شهرياً من مصلحة الضمان. زد على ذلك بعض الأجانب الذين يحاولون تشويه سمعة بلادنا. ونحمد الله اننا نعيش عيشة سعادة ورخاء تحت ظل عاهلنا ومليكنا فيصل الحبيب الذي هيأ كل أسباب الراحة لأبناء هذه المملكة السعيدة. * في حالة شكوى أحد النزلاء من الناحية النفسية أو الاجتماعية، ما هي الإجراءات التي تتخذها الدار لعلاج هذه المشكلة إن وجدت؟. نحمد الله لا توجد مشاكل في الدار «وإن وجدت» يقوم الأخصائي الاجتماعي ببحث حالته، وإعداد الجو الملائم لحالته النفسية، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة له حتى يكون في وضع ملائم، وينتهي من كل العقد والتخيلات التي في فكره. وبعد عزيزي القارئ .. لعلك استمتعت معنا في هذه الجولة التي تحمل طابعاً إنسانياً كريماً.