صدر عن مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة البحريَّة في المحيطات أطلسٌ جديدٌ يمثِّل عملاً قام به الباحثون والمختصون عن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر من خلال دراسات وأبحاث قام بها هؤلاء خلال أربع سنوات من الاكتشافات على السواحل المرجانية في المملكة المطلة على البحر الأحمر، بالتعاون مع عدَّة جهات حكومية وأهلية ومعاهد أبحاث داخل المملكة وخارجها، تعنى بالبحر وما تمثِّله من طبيعة خلابة، حيث احتوى الأطلس على أكثر من 692 صورة للشعاب المرجانية والخرائط والمواقع والأجهزة التي استخدمت في الاكتشافات لهذه الأماكن. كلمة الأمير خالد بن سلطان وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان رئيس مجلس إدارة المؤسسة ورئيس المؤسسة في تقديمه لهذا الأطلس: لقد أنعم الله على المملكة بالبحر الأحمر الرائع وموارده الوفيرة من الشعاب المرجانية والأسماك والثدييات البحريَّة والشواطئ الخلابة وسواحل تمتد بطول 1.800 كم على الساحل الغربي للمملكة، وبالنظر إلى صلتنا التاريخية بالبحر نجد أن الكثير مما يكمن تحت السطح لغزٌ حتَّى الآن. وخلال القرن الماضي اكتشف عدد من علماء البحار أجزاء من البحر الأحمر، حيث كشفت هذه الدراسات أن النظام البيئي للبحر الأحمر أكثر تعقيدًا بكثير مما يتصور البعض.. ومن هنا بدأ العلماء نهجًا جديدًا لإيضاح هذه التعقيدات البيئية تحت الماء. وأكَّد سموه أنّه استجابة لهذه الحاجة الملحة للحصول على مثل هذه المعلومات فقد أنجزت المؤسسة الكثير وعلى مدى سنوات من الدراسات والبحوث على مجتمعات الشعاب المرجانية البعيدة، حيث اعتمد علماؤنا التقنيات الحديثة والنهج الواسع للنظام البيئي لدراسة المناطق مثل رأس القصبة والوجه والحاجز المرجاني بينبع وضفة فرسان والشعاب المرجانية المحيطة بجزر فرسان. وأوضح سموه أن هذه الدراسات وهذا الأطلس يمثِّل جهدًا قام به هؤلاء العلماء والباحثون من داخل المملكة وخارجها، حيث تَمَّ رسم خرائط ممتدة من خليج العقبة في شمال البحر الأحمر إلى حدود السعوديَّة الجنوبية. وأشار سموه إلى أن الشعاب المرجانية في المملكة تمثِّل قيمة كبيرة لاقتصادنا الوطني. من هنا قامت المؤسسة بعمل جبار لحماية النظم البيئية البحريَّة من أجل الأجيال المقبلة. مؤكدًا سموه أن هذا الزخم من المعلومات في هذا الأطلس وهذه الدراسات والأبحاث العلميَّة خطوة عملاقة لإدارة الشعب المرجانية في المملكة. كبير العلماء والباحثين من جانبه تحدث كبير العلماء في مؤسسة خالد بن سلطان د.آندرو بروكز في كلمة له تصدرت الأطلس، قال فيها: إن ما تقوم به هذه المؤسسة من عمل علمي رائع سوف ينعكس على تطوير هذه السواحل المرجانية ويحافظ عليها واستعرض في كلمته مراحل المشروع. ويُعدُّ هذا الأطلس نتيجة لتعاون بحثي وجهد مستمر بين كل من مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة البحريَّة في المحيطات، والهيئة السعوديَّة للحياة الفطرية SWA، والبيئة الإقليميَّة للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (PERSGA)، وقسم المصايد البحريَّة بوزارة الزراعة بالمملكة العربيَّة السعوديَّة (MFD)، والمعهد الوطني للشعاب المرجانية (NCRI) بجامعة جنوب شرق نوفا، والاتحاد الدولي لصون الطّبيعة (IUCN) ووحدة كامبريد لبحوث المناطق الساحلية، جامعة كامبردج. وأوضح أنّه لم يكن ممكنًا بأية حال من الأحوال إعداد هذا الأطلس من دون الدعم السخي من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، إن الأمير خالد بن سلطان لديه شغفٌ حقيقيٌّ من أجل المحافظة على صحة وحيويَّة المحيطات ويتجلَّى التزامه باستمرار من خلال دعم البحث العلمي، الذي هو أساس لتنفيذ أعمال المحافظة على تلك البيئات، وعلى مدى الأربع سنوات وهي مدة مشروع دراسة البحر الأحمر، والأمير خالد يدعم جهود المؤسسة في المملكة العربيَّة السعوديَّة لاستكمال توصيف ورسم خرائط للموائل البحريَّة وتقييم أهم مكونات النظم البيئية للشعاب المرجانية الضحلة على طول الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر، لقد قدم سمو الأمير خالد للفريق البحثي كل الدعم من خلال توفير السفينة جولدن شادو لاستخدمها كمنصة بحثية للبعثات الأربع، مع دعم إضافي للمسوحات الطيفية الفائقة من الجو وذلك من خلال الطائرة البرمائية جولدن آي وهي من طراز سيسنا 208 بالإضافة إلى الدعم اللوجستي المهني الذي قدمته سلطات المملكة العربيَّة السعوديَّة، ممثلة في وزارة الدفاع والطيران وحرس الحدود، سواء كان على متن السفينة أو على الشاطئ، بالإضافة إلى العمل الميداني والدعم القوي والمشاركة المباشرة للهيئة السعوديَّة للحياة الفطرية (SWA) والإدارة البحريَّة في الهيئة للإعداد الجيد والدعم أثناء التطبيقات البحثية في جميع الرحلات البحريَّة وقادة وأفراد طاقم السفينة جولدن شادو وطياري الطائرة جولدن آي لتيسير الحصول على البيانات. وأكَّد أنّه تَمَّ الحصول على صور مُتعدِّدة فائقة الدقة (كويك بيرد الطيفية) من شركة ديجيتال غلوب وشركة لونجماونت، كولورادو، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتَمَّ تشغيل جهاز كاسي للصور الفائقة الطيفية (CASI) خلال أبحاث جزر فرسان 2006م من خلال الشركة الدوليَّة للبيانات الطيفية كندا (HDI) في حين في عام 2008م وفي أبحاث منطقة الوجه تَمَّ استخدام جهاز أيسا الطيفي (AISA) من قبل شركة Spectir، وتَمَّ استعراض ومراجعة الخرائط والمعلومات الواردة في الأطلس بواسطة كل من عبد العزيز أبو زنادة، فيصل محمد، جيريمي كير، مكمانوس جون، عمر خشيم، ماكلولين شون وثلاثة مراجعين آخرين. ويمثِّل هذا الأطلس واحدًا من المنتجات الرئيسة نتيجة جهد سنوات من البحث على امتداد ساحل المملكة العربيَّة السعوديَّة المطل على البحر الأحمر من قبل مؤسسة خالد بن سلطان جنبًا إلى جنب مع شركاء حكوميين وأكاديميين، وكانت الأهداف الرئيسة لهذا المشروع رسم خرائط لأشكال وتوزيع وحالة الموائل البحريَّة قبالة الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر، وتوفير المعلومات والأدوات اللازمة للهيئات الحكوميَّة ذات الصلة في المملكة العربيَّة السعوديَّة كأساس للإدارة في المستقبل والحفاظ على البيئة ولقد تَمَّ التركيز من خلال المسوحات والتحقيقات الحقلية والجهود البحثية على جزر فرسان 2006م، رأس القصبة 2007 ومناطق ينبع والوجه 2008م، وضفة فرسان 2009م، وقد تَمَّ اختيار هذه المناطق لأنّها تمثِّل البيئات البحريَّة الأكثر تعقيدًا في المنطقة، إلى جانب البيئات الضحلة وحتى امتداد 3- 100 كم من الشاطئ في حين لم يتم في هذا الأطلس تضمين مناطق أخرى أقل تعقيدًا، لأنّها في المقام الأول تسود فيها الشعاب الحيدية القريبة من الشاطئ المنحدر نحو المياه العميقة، كما يعتمد هذا الأطلس على دراسة سابقة 1998 - 1999م، وتعاون من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) والهيئة السعوديَّة للحياة الفطرية (SWA)، ولقد نتج عن هذه الدراسة خرائط موائل للساحل السعودي الشمالي المطل على البحر الأحمر بمقياس رسم 1: 10.000، الذي أعد من خلال تحليل الصُّور الجويَّة والتحققات الحقلية، وسبق هذا العمل في وقت مبكر، العديد من المسوحات البحريَّة والرحلات الاستكشافية في البحر الأحمر، منها على سبيل المثال: الرحلة الاستكشافية فيليكس بالسعوديَّة (الدانمرك) 1761- 1767) تلتها رحلات أخرى عديدة منها؛ فيتياز (الاتحاد السوفيتي) 1886 - 1889، فالديفيا (ألمانيا) 1898 - 1899، بولا (النمسا) 1895 - 1898، مجناغي (إيطاليا) عام 1923 وعام 1924، سنيلياس (ألمانيا) 1929 - 1930، 1933 - 1934 ومباحث 1934 - 1935، الباطروس (السويد) عام 1948، مانيهيني 1949 وعام 1952م، كاليبسو (اليونان) عام 1955، اتلانتيس وفيما (الولاياتالمتحدة) 1958، زاريفا (النمسا) عام 1961، تشالنجر (الولاياتالمتحدة) 1971، فالديفيا (ألمانيا) عام 1971 وعام 1972، برنامج سوني (ألمانيا) 1997 النيزك (ألمانيا) 1961، 1999، 2002، أورانيا (إيطاليا) 2005م، أوشيناس (جامعة الملك عبدالله) 2008، ايجايو (جامعة المك عبدالله) 2010، بوسيدون 2011 (السعوديَّة وألمانيا) وإيجايو (جامعة الملك عبدالله) من 2011 وما زالت مستمرة. كان الهدف الأساسي من هذه الرحلات الاستكشافية جمع العينات البيولوجية لمتحف التاريخ الطّبيعي، وعلى الجانب الآخر فإنَّ عمل مؤسسة خالد بن سلطان هو مختلف تمامًا وأكثر تطورًا، حيث تجمع المؤسسة في عملها بين كل من صور الأقمار الصناعيَّة وصور طيفية فائقة الدقة من الطائرة وصور قاعية من جهاز رصد الأعماق بالإضافة إلى المسح والتقييم عن طريق فن الغوص. وقد ساعدت المعدات المتاحة في مجال البحوث والموجودة على السفينة جولدن شادو، بما في ذلك المختبر والطائرة البرمائية جولدن آي ذات القدرة الهائلة في المسوحات الجويَّة الطيفية فائقة الدقة للنظم البيئية للشعاب المرجانية وغيرها من الدراسات الاستقصائية، لذلك فإنَّ هذا الأطلس وما يحتويه من خرائط وصور يعتمد بالأساس على نظام الاستشعار عن بعد. كما تَمَّ الحصول على البيانات التي تركز على أعماق المياه والقياسات الضوئية، ومواقع الموائل المختلفة بدقة، ومن خلال استخدام النظام العالمي للمواقع الجغرافية (GPS) تَمَّ تحديد جميع المواقع كوسيلة لربط قواعد البيانات عن بعد مع المعلومات التي تَمَّ جمعها على أرض الواقع. وأن تساعد المعلومات الواردة في هذا الأطلس في خطط إدارة النظام البيئي للشعب المرجانية في المملكة العربيَّة السعوديَّة، وتوفر الخرائط الواردة في هذا الاطلس لصانعي القرار تصورًا واضحًا للمناظر الطبيعيَّة وتنوع الموائل ومواقع أخرى محتملة للإدارة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هذه الخرائط تشكّل أساسًا يمكن من خلالها تقييم التغيّرات المستقبلية لهذه الموائل الناجمة عن التنمية الساحلية وإعادة تأهيلها والآثار الناجمة عن تغيّر المناخ، ومن الضروري التعامل مع تلك الخرائط على أنها وثائق فعّالة. الكابتن فيليب من جانبه أكَّد الكابتن فيليب رينو المدير التنفيذي لمؤسسة خالد بن سلطان أن هذا الأطلس هو جهد سنوات من العمل الميداني في المياه الساحلية النائية للمملكة العربيَّة السعوديَّة وأن هذه الخرائط التي تَمَّ الحصول عليها وإنتاجها تعتبر عالية الدقة لاستخدامها في إدارة المناطق الساحلية ورصد الموارد بعيدة المنال، مشيدًا بالدور الذي تقوم به مؤسسة خالد بن سلطان من جهد لإخراج هذا العمل العلمي إلى واقع من أجل ازدهار واستغلال الموارد الطبيعيَّة في هذه الشعب المرجانية. كما أشاد بالدور الذي يقوم به سمو الأمير خالد بن سلطان واهتمامه بهذه الأبحاث من أجل الحفاظ على البيئة البحريَّة في المملكة. واختتم تقرير الأطلس شكره وتقديره لكل من ساهم في إخراج هذا الأطلس إلى الوجود، داعيًا لهم بالتوفيق والنجاح بما يخدم البشرية. هذا وقد تَضمَّن الأطلس الجديد صورًا وخرائط لمجموعة من الشعاب الضحلة والشعاب المرجانية على أعماق مختلفة على هذه الشواطئ والشعب المرجانية، بالإضافة إلى تحديد أعماقها وما تحتويه من كنوز بيئية مختلفة في أعماق البحار.
