لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال السماح بإدخال فنان العرب محمد عبده في مقارنات «سلبية» مع الفنان الراحل طلال مداح، ولا أظن بأن عاقلاً يود سماع مثل تلك المزايدات بين هذا وذاك لأغراض تجاوزت اليوم حدودها. محمد عبده لا يمكن أن يكون طلال مداح والبون بينهما شاسع، رغم اتفاقهما على الريادة كل فيما يخصه وكل فيما كان يراه مناسباً لجمهوره، وليس من اللائق أبداً أن نأخذ من هذا ونعطي ذاك بطريقة «صبيانية» لا تحتمل. منذ مدة ليست قصيرة ورسائل تصلنا من «الأحبة» جمهور الفنان طلال مداح تعليقاً على الأخبار والمقالات التي يكون فنان العرب طرفاً فيها، وللأسف فإن أغلبها يأتي «مقصياً» محمد عبده إلى خارج الملعب ثم يأتي الزملاء ليبلغوني بما يكتب في موقع الراحل من إساءات لفنان العرب تصل أحياناً إلى الشتم الشخصي له بعيداً عن تناوله الفني. أكرر أن لكل من هاتين القامتين دورهما الريادي في معركة تصدير الأغنية السعودية داخلياً وخارجياً، وفي كل حكاية يسترجعها فنان العرب عن رفيقه الراحل وأكون حاضراً فيها أجد ذاك الحب الذي يحاول البعض إلغاءه لأسباب سطحية واهية. ليس من الصواب إعادة هذه المعارك، ولكل حقه في إعطاء من يحب أرتالاً من المديح بعيداً عن الانتقاص من الآخرين، وللأسف فإن المديح لا يستقيم عند البعض إلا ب»الدعس» على الآخر حتى تكتمل فكرته «العفنة». نحب طلال مداح ونحب محمد عبده، ونحب الجميع من الذين حاولوا إضاءة شمعة دروبنا ولهما ندين بالفضل أن جعلا من الأغنية السعودية جواز سفر آخر نقدمه للعرب في حلّنا وترحالنا. [email protected] twitter: @mohadqahtani