لعل من نعم الله علينا، ومصدر فخرنا أن جعل الله محمد عبده بين ظهرانينا، الحمد لله كثيراً أن جعله يمر من جيلنا.. أشعر بالفخر حين يشار له بالبنان كرمز حقيقي استحق المحبة والتقدير. الحمد لله فقد كان (وما زال) فنان العرب اختياراً (فاخراً) لكثير من آذاننا ومحطة هامة من محطاتنا المضيئة التي نفخر ونفاخر بها، نحن أمام حالة استثنائية قد لا تتكرر بعد مئات السنين، وربما لن تتكرر، وحين تكتب عن محمد عبده فأنت أمام خيار صعب، والغريب من هذين الخيارين هو انتقاده ب (شدة) من أشخاص كان يغني وهم لم يولدوا بعد. لا يجب أن نتقاتل على فنان العرب لنؤكد خبراً عنه أو ننفيه، وليس صحيحاً أن نحاول تصفية الحسابات معه أو مع أحد على حساب هذا الرجل، ومن غير اللائق أن يلبس البعض منا أقنعة بالية ثم يكشفها اليوم، خاصة البعض ممن لا يهشون ولا ينشون، أُسميهم الصحفيون (المنهكون). المراهقة ليست مرتبطة بحالة عمرية محددة بل هي اليوم اتسعت لتشمل أعماراً كبيرة، وهذا ما يحدث عند البعض بخاصة ماسكي (الطبلة) ومرتادي الصالونات، والمنتفخة أوداجهم من حساب الآخرين، الذين ظنوا خطأ أن الساحة تنصاع لهم لمجرد معرفتهم بمنتديات المراهقين الذين لا يفرقون بين مدرجات الملعب ومجالس الرجال. ما زلنا في حاجة إلى سنوات عديدة جداً حتى نفهم جيداً كيف نحترم من هم أكبر منا (قدراً)، والعجيب أن صغاراً جاؤوا ليزيدوا حجم الفجوة بينهم وبين الأدب، وتجاوزوا ذلك إلى ما هو أدهى وأمر. تحية للمكان والزمان الذي جعلني اقترب من فنان العرب ومن محبيه، وتحية إجلال وتقدير لهذا الرجل الذي وقف له الرجال احتراماً ومحبة، وتحية لخمسين عاماً احتارت أي منها يتأخر عن الثاني فتزاحمت في الصفوف الأولى. لست أنا وحدي من يلقي على فنان العرب محبته وتحياته، لكنني أرى وطناً بأكمله يهديه السلام، وأشاهد موطناً عربياً يقول له «عوفيت»، وملايين تدعو له بحبور شديد، أن يلبسه الله ثوب الصحة والعافية. أين نحن اليوم، سؤال يمور وراءه إحباط كهذا الذي أشاهده اليوم من انتهازية مفرطة غير آبهين بغدٍ، منشغلين بتأكيد خبرهم (الشائعة) ومتجاهلين أن للحقيقة عيوناً وآذاناً وحراساً في الوقت الذي فضل بعضهم ترك مهمة التفكير والتخطيط لغيره.. إنه الإمعة بكل تفاصيله. [email protected] twitter: @mohadqahtani