الهلال «المنقوص» يقصى الاتحاد ويحجز مقعداً في نهائي «أغلى الكؤوس»    سمو محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة سمو أمير المنطقة    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير شرطة المنطقة ويتسلم التقرير السنوي لعام 2023    الأمان في دار سلمان    المملكة ترشد 8 ملايين م3 من المياه    مشروع سياحي استثنائي ب"جبل خيرة"    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    الهلال يتفوق على الاتحاد ويتأهل لنهائي كأس الملك    الدراسة عن بُعد بالرياض والقصيم بسبب الأمطار    الوسط الثقافي والعلمي يُفجع برحيل د. عبدالله المعطاني    من أحلام «السنافر».. مانجا تعزز دورها في صناعة الألعاب    خبير قانون دولي ل«عكاظ»: أدلة قوية لإدانة نتنياهو أمام «الجنايات الدولية»    مدرب بلجيكا يؤكد غياب تيبو كورتوا عن يورو 2024    أمريكا تطلب وقف إمداد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة    نمر يثير الذعر بمطار هندي    تطوير العمل الإسعافي ب4 مناطق    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية المكسيك يناقشان آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها    موسم الرياض يطرح تذاكر نزال الملاكمة العالمي five-versus-five    مهتمون يشيدون ببرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو    41 مليون عملية إلكترونية لخدمة مستفيدي الجوازات    محافظ الريث يستقبل مفوض الإفتاء الشيخ محمد شامي شيبة    عسيري: مناهضو اللقاحات لن يتوقفوا.. و«أسترازينيكا» غير مخيف    «جامعة نايف العربية» تفتتح ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب.. في الرياض    أغلى 6 لاعبين في الكلاسيكو    دوريات «المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    ميتروفيتش ومالكوم يقودان تشكيلة الهلال ضد الاتحاد بنصف نهائي كأس الملك    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لجودة الحياه    مساعد وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية في إسبانيا    نائب أمير مكة يطلع على الاستعدادات المبكرة لحج 1445    وزير الصناعة والثروة المعدنية يرعى أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024    اجتماع الرياض: إنهاء حرب غزة.. والتأكيد على حل الدولتين    مفوض الإفتاء بالمدينة: التعصب القبلي من أسباب اختلال الأمن    مجلس الوزراء يجدد حرص المملكة على نشر الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم    3000 ساعة تطوعية بجمعية الصم وضعاف السمع    الحقيل يجتمع برئيس رابطة المقاولين الدولية الصينية    شؤون الأسرة ونبراس يوقعان مذكرة تفاهم    مدير هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة نجران يزور فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة    فهد بن سلطان يطلع على الاستراتيجية الوطنية للشباب    وزير الطاقة: لا للتضحية بأمن الطاقة لصالح المناخ    الصحة: تعافي معظم مصابي التسمم الغذائي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في منظمة سيجما الدولية    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الفرص مهيأة للأمطار    الذهب يتراجع 4.6 % من قمته التاريخية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    وهَم التفرُّد    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    لوحة فنية بصرية    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك عبدالله يتمتع برؤية تتسم بالحكمة فهو من أطلق فكرة الحوار بين الأديان
سفير نيوزلندا لدى المملكة في لقاء مع الجزيرة:
نشر في الجزيرة يوم 17 - 08 - 2011

رغم البعد الجغرافي الكبير بين المملكة العربية السعودية ودولة نيوزلندا إلا أن هناك كثيراً من السمات والصفات المشتركة التي تجمع البلدين الصديقين مما خلق حباً وألفة بين المواطنين في كلا البلدين ظل راسخا طوال السنوات الماضية ورغم جميع الأحداث التي مر بها العالم, بهذه العبارات وصف سعادة سفير دولة نيوزلندا لدى المملكة السيد رودني هاريس مدى قوة وتميز العلاقات التي تربط نيوزلندا بالمملكة في شتى الجوانب الحيوية والعلمية مبدياً إعجابه بالتطور الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سواء على الصعيد المحلي أو المجتمع الدولي.. جاء ذلك في لقاء صحيفة الجزيرة مع سعادته.
في البداية سعادة السفير رودني هاريس نود أن نرحب بسعادتكم في صحيفة الجزيرة شاكرين لكم استجابة الدعوة آملين أن يضفي هذا اللقاء العديد من المعلومات الهامة للقراء حول دولة نيوزيلندا الصديقة؟
- أشكر صحيفة الجزيرة على إتاحة الفرصة لإجراء هذا اللقاء وأرحّب بكم وبحرارة في سفارة نيوزيلندا مقدّرين اهتمامكم لإجراء هذا اللقاء.
سيد هاريس هل لك أن تعرّف القراء بمسيرتك المهنية والعلمية؟
- بكل سرور. بالنسبة لخلفيتي المهنية، فأنا محام دولي وقد عملت في أماكن عديدة ذات علاقة بالقانون الدولي خاصة مع وزارة الخارجية والتجارة. وقبل ذلك عملت في أمانة الكومنولث في لندن وهي المنظمة الدولية التي تعمل للبلدان ال 54 الأعضاء في الكومنولث. وبالنسبة للخلفية التعليمية، فقد درست في نيوزيلندا وبريطانيا والسويد حيث درست اللغة السويدية، وأحمل درجة علمية في كل من القانون وأدب اللغة الألمانية. وسبق أن عملت دبلوماسياً في كوريا الجنوبية، كما قمت بزيارة كوريا الشمالية، ولدى عودتي إلى ولينغتون شاركت في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع عدة دول بما فيها دول الخليج. وأبرمنا اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي في نهاية عام 2009، ونحن الآن بانتظار التوقيع والتصديق عليها. ومنذ شهر أغسطس 2010، عُيّنت سفيراً لدى المملكة العربية السعودية، وإنه يشرفني أن أقوم بهذا الدور القائم على توطيد العلاقات والصلة بين البلدين الصديقين المملكة العربية السعودية ونيوزيلندا. كما أنني سفير غير مقيم في كل من البحرين، قطر، عمان والكويت مكلفاً بالعلاقات الدبلوماسية معها أيضاً. وفي الحقيقة إن الجزء الأكبر من مهامي في المملكة حيث أعمل على تعميق العلاقات الشاملة. فوجود التمثيل الدبلوماسي لنيوزيلندا في المملكة، وهو التمثيل الدبلوماسي الأكبر في الشرق الأوسط، فهو يعكس أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في المجتمع الدولي. وأنا أعيش هنا مع زوجتي العزيزة كاثرين وهي محامية أيضاً كما أنها تحمل رخصة طيار، فهي امرأة قوية. ولدينا طفلان رائعان هما بين وكارولاين ويدرسان في إحدى مدارس الرياض.
ما هي نظرة سعادتكم تجاه ثقافة وشعب المملكة العربية السعودية؟
- بناء على تجربتي المباشرة، أرى أن السعوديين من بين أكثر الشعوب سخاء وكرما في العالم. فقد عملت في جميع أنحاء العالم وبإمكاني أن أقارن. وأنا متأثر جداً بما حظيت به من كرم الضيافة والمعاملة الطيبة في المملكة العربية السعودية وهي وإحدى أفضل الأشياء التي لمستها في السعوديين. في الحديث عن العادات والتقاليد، فأنا أتأقلم تدريجياً معها. المسألة تحتاج بعض الوقت. كما إنني احترم وبعمق الثقافة الإسلامية والتقاليد التي تأسست عليها المملكة. وأرى أنني يجب أن أبذل قصارى جهدي لفهم الدين الإسلامي والثقافة السعودية، فمن الأهمية بالنسبة لي الإحاطة بجميع هذه الأمور. فالعادات والتقاليد تختلف في نواح كثيرة عن العادات لدينا في نيوزيلندا. وهذا أمر طبيعي بين الدول المختلفة. ودوري كدبلوماسي هو محاولة فهم هذه الاختلافات. فلقد مضى على وجودي هنا سنة واحدة وتبقى لي سنتان. درست اللغة العربية الأولية في القاهرة قبل مجيئي إلى هنا ولكني أعترف بأن لغتي العربية ليست جيدة بعد، وأنا مستمر بالتعلم.
منذ عام 1977 تأسست العلاقات السعودية النيوزيلندية فكيف ترى تطور هذه العلاقات بين البلدين؟
- نعم تأسست العلاقات الدبلوماسية عام 1977، وبعدها بفترة قصيرة افتتحت السفارة النيوزيلندية في المملكة، وهي تعد أكبر سفارة نيوزيلندية في الشرق الأوسط سواء بعدد موظفيها أو المصادر. وهذا يعطي صورة واضحة عن أهمية المملكة لدى نيوزيلندا وأهمية الخليج كذلك. العلاقات عام 1977 كانت جديدة ونسبياً صغيرة. ومنذ ذلك الحين، نمت التجارة الثنائية بين البلدين بشكل كبير، وما زالت مستمرة بالنمو. نتيجة للجهود المتضافرة من البلدين، وقد وصل مقدار التبادل التجاري الثنائي حوالي المليار دولار، وأكثر من ذلك بكثير إذا شملنا التجارة في الخدمات مثل التعليم والسياحة. وقد نما ذلك من الأسس التي وضعت بين البلدين على مدى سنوات عديدة وهو في ازدياد مستمر سنوياً. وفوق ذلك، لدينا أطر العلاقات العلمية والأكاديمية التي نمت بشكل مذهل بما يتفق مع العلاقات السياسية الجيدة مع المملكة العربية السعودية ومع الحوار الجاري المتناغم والمتبادل بين الجانبين. تواجه المملكة العربية السعودية ونيوزيلندا تحديات مشتركة للسياسة الخارجية التي لها تاريخ طويل مثلها مثل معظم البلدان. نحن نواجه مشاكل مشتركة. ونعيش في مجتمع عالمي، وكما ذكرت، فنحن نعتبر المملكة ذات مكانة مسؤولة ومعتدلة في هذا المجتمع العالمي خاصة تجاه سياستها الدولية وتجاوبها مع التحديات التي تواجهها. السؤال هو كيف تستطيع نيوزيلندا أن تكون دولة شريكة للمملكة ومعينة لها في تخطي مثل هذه التحديات. إذا نظرنا إلى المشاكل في الشرق الأوسط، فسوف نجد دور المملكة العربية السعودية واضحاً ومهماً في محاولة إحلال السلام، كما يحدث الآن في اليمن وغيرها من دول الجوار، حيث تحاول نيوزيلندا أيضاً المساعدة في بعض الحالات. كما إننا مهتمون بشدة لتعزيز قضية السلام في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بالعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. فمثلاً، هناك قوة عسكرية نيوزيلندية صغيرة تشارك مع القوة المتعددة الجنسيات ضمن المراقبين، وهي حالياً بقيادة جنرال نيوزيلندي كان له دور في حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء منذ حرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل.
ما هي أهم أوجه التبادل والتعاون بين البلدين الصديقين؟
- من حيث العلاقة الاقتصادية والاجتماعية، هناك نوعان رئيسيان من التبادل. النوع الأول هو التجارة. التبادل قوي رغم إنني أعتقد أن هناك مجالاً للنمو. دعني أشرح لك الأمر بطريقة مبسطة إلى حد ما: نحن نصدّر إلى المملكة، في المقام الأول، المنتجات الزراعية وهو ما تحتاجه المملكة، ونستورد منها البترول والمنتجات البتروكيميائية. نيوزيلندا هي واحدة من أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية ذات الجودة العالية خاصة أنها تنشأ في بيئة نظيفة. بالإضافة إلى كل ذلك، بدأنا نرى الآن التنوع في التبادل بين البلدين خاصة في مجال الصناعات عالية التقنية والعلمية، وهذه علامة على نجاح برنامج حكومة المملكة العربية السعودية في تنويع الاقتصاد السعودي. كما بدأنا في تصدير عدد من المنتجات الإلكترونية والهندسية والإنشائية عالية الجودة. ولكن قيمة التجارة في الخدمات تفوق قيمتها في البضائع. وهذا دليل آخر على تنوع التبادل التجاري بين البلدين. والتبادل التجاري الخدمي أقصد به في المقام الأول السياحة والتعليم. ولكن فيما يتعلق بالتعليم، فإن المنافع بالنسبة للمملكة العربية السعودية ونيوزيلندا تتجاوز المنافع الاقتصادية. يوجد الآن في نيوزيلندا زهاء السبعة آلاف طالب سعودي يقوم الكثير منهم بدراسة دورات قصيرة لا تحتاج إلى تأشيرة. سياسة نيوزيلندا للإعفاء من التأشيرات للمملكة العربية السعودية متبعة منذ عام 1999 ولم تتغير بعد أحداث 11 سبتمبر في نيويورك عام 2001. وهذا يدل على الثقة المتناهية القائمة بين البلدين، وكما أسلفت، فالطلاب الدارسين للدورات القصيرة ليسوا بحاجة لفيزا ولكن أولئك الدارسين لمدة طويلة يحتاجون إلى فيزا وعددهم يفوق الخمسة آلاف سعودي. أضف إلى ذلك ازدهار السياحة في نيوزيلندا بسبب زيارة عائلات هؤلاء الطلبة لهم وهم في العادة ليسوا بحاجة إلى تأشيرة دخول لقصر فترة بقائهم. هناك العديد من السعوديين الذين يدرسون في الجامعات النيوزيلندية، وهم يزوّدون النيوزيلنديين بالرؤية الحقيقة للثقافة السعودية فضلاً عن تكوين الصداقات مع النيوزيلنديين. كما تتمتع المرأة السعودية في نيوزيلندا بكامل الحرية والأمان في ارتداء لباسها التقليدي والإسلامي بدون التعرض لأي مضايقات - وإذا حدث شيء من ذلك، فسوف تحصل على الحماية القانونية. المجتمع النيوزيلندي بطبيعته مسالم ويرحّب بالثقافات الأخرى. الجميع له حرية مزاولة المعتقدات والنشاطات التي يؤن بها في نيوزيلندا. كما أن هناك العديد من الشركات النيوزيلندية المختصة في التعليم والتي تعمل على تطوير النظام التعليمي في المملكة. الحكومة النيوزيلندية لديها انطباع جيد عن الطلبة السعوديين الذين يدرسون في نيوزيلندا سواء المبتعثين من الحكومة السعودية أو الذين يدرسون على حسابهم الخاص.
تعتبر نيوزيلندا من الدول المتقدمة خاصة في مجالي التعليم والتدريب فكيف بالإمكان نقل هذه الخبرات والمهارات إلى المملكة؟
- هذا السؤال مهم جداً. في الواقع يوجد العديد من الشركات النيوزيلندية التي تعمل أو المهتمة في العمل على إنجاز المشاريع التعليمية في المملكة خاصة مع الجامعات ومعاهد التدريب المهني والتقني، والنظام التعليمي. نحن نتطلع إلى توسيع مساحة نشاطات هذه الشركات. لدينا نظام تعليمي جيد للغاية يستند إلى مبادئ سليمة وسياسة وخبرة طويلة في مجال حل المشاكل خاصة المشاكل التي تتعلق بضمان الجودة العالية في التعليم. هناك تنظيم قوي لجودة التعليم في نيوزيلندا لضمان المعايير الأكاديمية العالية والإنجازات. هذا بالإضافة إلى طرق التعليم والتدريب المتقدم والمصمّمة لتخريج طلبة أكفاء للمستقبل. نحن، كحكومة نيوزيلندا، مبهورون بالعناية الكبيرة والموارد الهائلة التي خصصتها المملكة للتعليم. ونحن نتطلع إلى تعميق شراكة تعليمية إستراتيجية مع المملكة العربية السعودية.
هل هناك مواطنون نيوزيلنديون مقيمون في المملكة وكم يبلغ عددهم؟
- في الواقع إن عدد النيوزيلنديين قليل نسبياً. وهم يشكلون قرابة ال 1500 شخص، وهم نشطون جداً في الرياض وفي مدن أخرى. أغلبهم يعمل في المجال التعليمي أو الطبي بينما البقية يعملون في المجال المهني أو التنفيذي مثل المحاسبين، المحامين أو المهندسين. إن مجلس المشاريع والتجارة النيوزيلندي، وهو وكالة الحكومة النيوزيلندية للترويج التجاري، لديه مكتب كبير في دبي، وهو يوجّه موارده بشكل متزايد باتجاه تنمية التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية ونيوزيلندا.
قامت المملكة العربية السعودية بفتح قنصلية لها في أوكلاند كأول دولة خليجية فما مدى أثر هذه الخطوة على تحسين العلاقات بين البلدين؟
- نعم فقد قامت الحكومة السعودية بافتتاح قنصليتها العامة عام 2009 كما أن السفير السعودي في أستراليا معتمد أيضا لدى نيوزيلندا. كذلك يوجد ملحقية ثقافية سعودية في أوكلاند. والمملكة العربية السعودية لديها الآن أكبر عدد من الدبلوماسيين في نيوزيلندا يوازي تقريباً عدد الدبلوماسيين في السفارة الأميركية والسفارة الصينية. هذه المبادرة المؤثرة جداً التي قامت بها المملكة العربية السعودية ساهمت كثيراً في توثيق علاقات البلدين أكثر. وتحرص الحكومة النيوزيلندية على رؤية المملكة العربية السعودية تفتح سفارة كاملة لها في ولينغتون في المستقبل القريب.
حدثت في نيوزيلندا هزات وزلازل أرضية. فهل أثرت هذه العوامل على ابتعاث الطلبة السعوديين؟
- اسمح لي أن أقول إنني آمل أن لا يكون لهذا تأثير على المدى الطويل على وجود الطلاب السعوديين في نيوزيلندا. مات الكثير من الناس في مدينة واحدة، كرايستشرش، ودُمّرَت العديد من المنشآت والمباني. ونحن نرى أنها ليست كارثة لنيوزيلندا فقط بل هي كارثة للعالم بأسره بسبب وجود قتلى من الرعايا الأجانب. وقد حرصت أثناء هذه الكارثة على متابعة حالة الطلاب السعوديين للتأكد من أنهم بأفضل حال وحمداً للرب فلم يتأذى أحد من الطلبة السعوديين أو مرافقيهم. أثر هذه الكوارث لا يقتصر على الطلاب السعوديين فحسب بل على جميع الطلبة الدوليين. القنصلية السعودية في نيوزيلندا والجهات المختصة في نيوزيلندا عملت جنباً إلى جنب لمساعدة الطلبة السعوديين الموجودين في كرايستشرش وقدمت لهم خيارات عدة. العديد منهم آثر البقاء في نيوزيلندا والانتقال إلى مدن أخرى. هذه الزلازل لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها. فهي تأتي بمثابة صدمة رهيبة وهذا ما تمر به اليابان حالياً. ولكنني على يقين أن الأمور ستعود إلى طبيعتها كما أن المدينة يتم إعادة بنائها. وقد قامت مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الخيرية بتقديم تبرع سخي لمساعدة سكان كرايستشرش. وهذا لطف وكرم من سموه وغير مستغرب من الفرد السعودي المعروف بكرمه.
أشار سعادتكم إلى وجود آلاف الطلبة السعوديين في نيوزيلندا وتنامي هذا العدد سنوياً، فهل من مساعٍ لفتح مكتب للتأشيرات في الرياض عوضاً عن المكتب الحالي في مدينة دبي؟
- شكراً لذكركم لهذه المسألة. الحاصل حالياً هو أننا جعلنا مكتب الهجرة لدينا في دبي مركزاً للمنطقة بأكملها بما فيها باكستان. ويعمل في هذا المكتب مسؤولون وموظفون مؤهلون تأهيلاً عالياً في مجال معالجة مسائل وشؤون الإقامة والتأشيرات. ولكن حكومة نيوزيلندا تدرك مزايا وجود موظفين لشؤون الهجرة في الرياض، وربما يصبح ذلك ممكناً.
ما هي وجهة نظركم تجاه المرأة السعودية؟
- إن من الأمور التي رأيتها ولمستها خلال إقامتي في المملكة هو الجهود التي تبذل لصالح المرأة السعودية في مجالات مثل التعليم والكثير من هذه الجهود هو مبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن هو مثال جيد على ما تلقاه المرأة السعودية من اهتمام ورعاية. لهذه الجامعة مستقبل ناجح وهذا سيقدم مساهمة هائلة. الآن، تبحث نيوزيلندا عن سبل لمساعدة جامعة الأميرة نورة في تحقيق أهدافها الطموحة عبر التبادل العلمي والأكاديمي مع الجامعات النيوزيلندية مثلاً. هناك الآلاف من المبتعثات الناجحات حول العالم ومن بينهن المرأة السعودية. كذلك تعتبر المرأة السعودية ناجحة جداً في مجال الأعمال وتتبوأ مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية الرسمية. إنها ذكية وموهوبة. وإذا ما قارنّا بين عدد النساء من ذوات المؤهلات الأكاديمية عام 1970 وعددهنّ في هذا العام، نجد أنه كان قليلاً آنذاك فيما بلغ عددهن الآن بالآلاف.
منذ أن استلم خادم الحرمين الشريفين زمام الحكم، حصل عديد من التغييرات والإصلاحات في المملكة التي قدمت الكثير من المبادرات للمجتمع الدولي وأهمها مؤتمر حوار الأديان الذي أقيم في إسبانيا. ما وجهة نظرك حيال هذه المبادرة التي تسعى إلى نشر السلام؟
- برأيي، يتمتع الملك عبدالله برؤية تتسم بالحكمة. فهو مَن أطلق في المملكة العربية السعودية فكرة حوار الأديان التي خلفت انطباعاً إيجابياً جداً لدى المجتمع الدولي لصالح المملكة العربية السعودية. نحن، كحكومة نيوزيلندية، ندعم هذه المبادرة ونؤيدها. في نوفمبر، كان لي شرف لقاء الملك عبدالله بحضور سفراء عدة خلال تقديم أوراق اعتمادي. وقد تحدث عن حوار الأديان الذي أراد أن يخبر كل معتنقي الأديان عنه. إن حوار الأديان موضوع كبير. وتربطنا في نيوزيلندا علاقات وثيقة بدول عدة من مختلف الأديان بما في ذلك البلدان الإسلامية في محيطنا مثل بروناي وماليزيا وإندونيسيا التي تجمع بيننا مصالح كثيرة مشتركة. كذلك يتمتع هذا الحوار بمنافع في مجال الأمن من حيث العواقب والمشاكل الناتجة عن الإرهاب الدولي وكما هو معروف فقد أدت المملكة العربية السعودية دوراً بارزاً وفعالاً على الصعيدين الداخلي والدولي في مكافحة مفهوم الإرهاب الذي لا يمت للإسلام بصلة.
هناك عدد كبير من المهاجرين إلى نيوزيلندا وخصوصاً من المسلمين. إلى أي حدّ يتعايش المجتمع الإسلامي في نيوزيلندا؟
- يوجد حوالي 50 ألف مسلم في نيوزيلندا أي ما يعادل نسبة 1 بالمائة من عدد السكان. لقد نجح المجتمع الإسلامي في التكيف والاندماج في المجتمع النيوزيلندي مع احتفاظه بمميزاته الفريدة وقد توافد المسلمون من مختلف أصقاع العالم. في الماضي كان معظم المسلمين يأتون من بلدان كالهند وباكستان. أما الآن، فيأتون من العالم الإسلامي كله بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا وبروناي والعراق والصومال وأفغانستان ولبنان ومصر. منذ تأسيس نيوزيلندا، أدركنا أهمية السماح بتنوع الأديان والمعتقدات. لقد تعلمت نيوزيلندا الكثير من التاريخ الأوروبي وترحب دائماً بالأديان الأخرى كافة من بينها الدين الإسلامي ونحن نفتخر بذلك.
تعيش منطقة الشرق الأوسط في هذه الأيام موجة من التغييرات الجديدة والمراحل الانتقالية. ما موقف الحكومة النيوزيلندية من هذه الثورات؟ وما موقفكم إزاء ما يحدث في ليبيا بشكل خاص؟
- إننا نتابع هذه التطورات عن كثب وبقلق خاصة عملية قمع المدنيين العزل. تمثّل نيوزيلندا جوهر القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتؤمن بحل الصراعات بشكل سلمي. وفي الوقت عينه، ندرك أن كلا من هذه الصراعات في المنطقة تختلف من حيث قضيتها وبالتالي من حيث الطريق المؤدي إلى السلام والاستقرار. وهكذا، يتصف عدم الاستقرار والاضطراب في كل من ليبيا واليمن والبحرين وسوريا ومصر وتونس وفلسطين وإسرائيل بمزايا مختلفة ومشتركة على حدّ سواء. أما فيما يتعلق بليبيا، فقد كانت نيوزيلندا من بين الدول التي رحبت بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بفرض حظر الطيران على الأجواء الليبية.
يزور نيوزيلندا مليوني سائح كل سنة أي ما يعادل سائحاً واحداً لكل مواطنين نيوزيلنديين. ما رأيك بهذا العدد الكبير من السيّاح خاصة وأنكم سمحتم للسعوديين بالسفر لمدة ثلاثة شهور بدون تأشيرة؟
- بالفعل، إنه عدد ضخم والسعوديون مرحب بهم دائماً. حالياً، إنه فصل الشتاء في نيوزيلندا حيث يتساقط الثلج فيزور الكثيرون نيوزيلندا للاستمتاع بممارسة الرياضات الشتوية مثل التزلج من على قمم جبالنا الجميلة. وفي الصيف، يأتون لممارسة رياضة المشي في المناطق الجبلية، والسباحة والإبحار وصيد السمك والاستمتاع بالتعرف على مدننا. في غضون بضعة أسابيع، ستبدأ بطولة العالم بالركبي التي ستستضيفها نيوزيلندا هذه السنة. وهو ما يعدّ ثالث أكبر حدث رياضي في العالم وبرأيي يتمتع فريق الرغبي النيوزيلندي، أي فريق «All Blacks»، بفرصة فوز كبيرة هذه السنة. لذا نتوقع عشرات آلاف الزوار. كما أنني أعتقد أن للسياحة في المملكة العربية السعودية فرصة كبيرة وسيرغب الكثير من النيوزيلنديين في زيارتها.
هل من كلمة أخيرة، سعادة السفير؟
- أود أن أقول إن السعوديين مرحب بهم دائماً في نيوزيلندا مثلما يتم استضافتنا واستقبالنا بحفاوة في المملكة. وعلى الرغم من البُعد الجغرافي بين المملكة ونيوزيلندا، إلا أنهما تتمتعان بمزايا مشتركة كثيرة ويمكننا تحقيق الكثير معاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.