هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط بشدة اليوم (الإثنين) مسجلة أكبر تراجع يومي لها في ثلاثة أشهر، بعدما رفضت اليونان شروط حزمة الإنقاذ، واتخذت الصين إجراءات طارئة لمنع حدوث انهيار كامل لسوق الأسهم، ما أجج المخاوف في شأن ضعف نمو الطلب، في وقت يشهد وفرة في المعروض العالمي. وأثارت نتيجة الاستفتاء اليوناني شكوكاً في استمرار عضوية أثينا في «منطقة اليورو»، ما أدى الى تراجع العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار. ويضغط صعود الدولار على السلع الأولية، إذ يجعل الوقود أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى. وتضررت السلع الأولية أيضاً من اضطرابات السوق، التي تسببت في هبوط الأسهم الصينية نحو 30 في المئة منذ حزيران (يونيو) الماضي لأسباب عدة، من بينها نمو الاقتصاد الصيني بأبطأ وتيرة له في عقود عدة. وهبط سعر النفط الأميركي إلى 53.50 دولار للبرميل، منخفضاً 3.43 دولار عن إغلاقه الخميس الماضي. وإذا استمر هذا الهبوط، الذي بلغت نسبته ستة في المئة عند الإغلاق، فسوف يكون أكبر تراجع يومي للخام منذ الثامن من نيسان (أبريل) الماضي. وهبط سعر نفط خام «برنت» 2.67 دولار (4.4 في المئة) إلى 57.65 دولار للبرميل. وتبدو العوامل الرئيسة سلبية إذ زاد تراجع الحفر في الولاياتالمتحدة للمرة الأولى بعد 29 أسبوع، في دلالة على أن ارتفاع الأسعار يغري المنتجين بزيادة عدد منصات الحفر. وتنتج روسيا و«منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) الخام بمستويات قياسية مرتفعة. ويشكل الاتفاق النووي المحتمل بين إيران وقوى عالمية أيضاً مزيدا من الضغوط على أسواق النفط، لأنه قد يضيف مزيداً من الخام إلى الأسواق المتخمة في حال تخفيف العقوبات.