افتتح الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبدالعزيز الجاسر، مساء أمس (الأحد)، المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي، والمعرض المصاحب له، بمشاركة ممثلي وزارات البيئة والغرف التجارية والصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي، والقطاعين الحكومي والخاص، والمنظمات البيئية والإقليمية والدولية، وصنّاع القرار في العمل البيئي خليجياً وإقليمياً. وألقى الدكتور الجاسر كلمة أكد فيها أن المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي، أصبح علامة بيئية مهمة على المستوى الوطني والخليجي والإقليمي، وحقّق عبر مسيرته في السنوات الماضية صدى واضحاً في التعريف بالبيئة، ومفهوم التنمية المستدامة من خلال ما يعرضه من مفاهيم وخطط واستراتيجيات وابتكارات وخيارات كان لها الأثر في إثراء صون البيئة وحماية مواردها في أوطاننا. وأوضح أن الاهتمام الرسمي شكّل حدثاً مميزاً للمنتدى الذي تحتضنه المملكة في كل عام، وأن سياسة المملكة ومنهجها في المجال البيئي والتنموي تنطلق من تعاليم الدين الإسلامي، إذ تنتهج في إعداد خططها التنموية على التخطيط الشامل بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما تحرص في سياساتها البيئية على الأخذ بمفهوم التنمية المستدامة ركيزة أساسية على كافة المستويات والأنشطة التنموية في البلاد، حيث وضعت الاستراتيجيات والخطط الوطنية لتحقيقها، وسخّرت لها كل الإمكانات المادية والبشرية المدعومة بالتجهيزات التقنية والفنية. وأشار إلى أن المملكة تسعى في إطار التكامل مع المجتمع الدولي ببذل الجهود من أجل الحفاظ على مقدرات البيئة على جميع الأصعدة، حيث صادقت على معظم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، وكانت من أوائل الدول التي تعمل بموجبها. وأضاف الدكتور الجاسر أن المملكة حرصت في سياساتها البيئية على الأخذ بمفهوم التنمية المستدامة، وتعميق هذا المفهوم على جميع المستويات لضمان المشاركة الفعالة لجميع شرائح المجتمع في الجهود المبذولة لحماية البيئة والمحافظة على مواردها، كما وضعت التشريعات والاستراتيجيات والخطط الوطنية لتحقيق ذلك، ومقاومة التعدي على مقومات البيئة البيولوجية وتوازناتها الحساسة. وذكر أن المملكة أقرت النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية، الذي يهدف لتحقيق التنمية من خلال العمل البيئي المتوازن، والحفاظ على مواردها ورفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع، وصولاً إلى جعل التخطيط الشامل للتنمية في جميع قطاعاتها بما يحقق مفهوم التنمية المستدامة. وبين في ذلك الصدد أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة سعت من أجل ذلك إلى الالتزام بتحقيق الأهداف الموكلة إليها في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة والعمل في كل ما من شأنه حماية بيئة الوطن كمطلب تشريعي واجتماعي واقتصادي وأخلاقي كونه جزءاً لا يتجزأ من التخطيط الشامل للتنمية. ولفت النظر إلى أن المنتدى يسعى من خلال محاوره إلى معطيات مفيدة وحلول واقعية وطموحة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، ومناقشة موضوعات الإدارة المتكاملة لموارد المياه ومعالجة الصرف الصحي، وإعادة استخدام المياه المعالجة بأنواعها، فضلا عن مناقشة موضوع الإدارة الرشيدة للنفايات الخطرة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال البيئة الخضراء، وحسن استخدام الموارد الطبيعية. بعد ذلك ألقى محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم، كلمة أوضح فيها أن أقل من 1 في المئة من المياه على سطح الأرض هي مياه نقية، يمكن للبشر استخدامها، بينما الماء المتبقي شديد الملوحة، مما دعا إلى استخدام تقنية تحلية المياه حالياً بشكل مكثف من أي وقت مضى، مبيناً أن التحدي اليوم يتمثل في الآثار البيئية لعمليات تحلية المياه المالحة وكيفية الحد من الآثار البيئية السلبية الناتجة عنها. وأشار إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، التزمت بمواصفات الرئاسة العامة للأرصاد منذ إطلاق تلك المواصفات، وتعمل حالياً على تحويل محطات تحلية المياه المالحة بالمملكة لتلائم البيئة والتنمية المستدامة. عقب ذلك دعا المدير التنفيذي للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور عبدالرحمن العوضي، في كلمته إلى حماية الثروة والموارد السمكية والبحرية، والمحافظة على البيئة البحرية من الملوثات الساحلية والبرية، ومن الملوثات الخطرة وكذلك التوعية البيئة وتفعيل الجانب التنفيذي في حماية البيئة. بعدها ألقى رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة في أمانة دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عادل الزياني، كلمة بيّن فيها أنه مع نهاية هذا العام تكون دول الخليج قد اقتربت من نهاية خطة أهداف الألفية الثانية للتنمية وصياغة استراتيجية التنمية المستدامة 2016-2030، التي من المتوقع أن تكون أكثر طموحاً من سابقاتها، موضحاً أن جانب البيئة وحمايتها من التلوث والتدهور يأتي عنصراً أساسيا وهدفاً مستمراً ودائما في جميع الاستراتيجيات العالمية السابقة والمستقبلية. ويشارك في المنتدى نخبة من الشركات العالمية المعنية بالعمل البيئي في العالم، إلى جانب مشاركة أكثر من 200 خبير محلي وعالمي في مجال الاستخدام الأمثل للمواد بما يتماشى مع مبادئ التنمية المستدامة وإدارة النفايات البيئية والطبية وإدارة المياه وكفاءة الطاقة وتكنولوجيا البيئة الصديقة. ومن المقرر أن يتناول المنتدى في جلساته اليوم (الاثنين)، وغداً (الثلثاء)، موضوعات مهمة، مستعرضاً تجارب عالمية في مجالات كفاءة استخدام الموارد ومعالجة قضايا المياه وإدارة مياه الصرف الصحي وكذلك إدارة النفايات الطبية والبيئة، كما يتناول تكنولوجيا البيئة الصديقة ووضع استراتيجية عمل مستدامة وفعاله لرصد الانبعاث.