تضاربت أراء مسؤولين عسكريين في العراق حول الطلب من التحالف الدولي المشاركة في استعادة تكريت. وفيما دعا قائد العمليات في صلاح الدين طيران التحالف الدولي إلى ضرورة شن غارات على مواقع «داعش»، قال قادة «الحشد الشعبي» إن مشاركته ستخلق حساسية نظراً إلى عدم الثقة بهذه الضربات. ونقلت وكالة «فراس برس» عن الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قوله: «لدى الأميركيين أجهزة متطورة وبإمكانهم تحديد الأهداف بالضبط، ومعالجتها بدقة». وأضاف إن «التقنية العالية للطائرات والأسلحة» لدى التحالف تجعل «أي معالجة من قبلهم ضرورية»، وأكد الساعدي أنه طلب منذ بداية العملية، عبر وزارة الدفاع، توفير إسناد جوي من التحالف «إلا أن ذلك لم يتم»، وعزا «عدم الاستجابة إلى موقف سياسي». وأوضح أن «الحسم يحتاج إلى أيام أكثر حفاظاً على البنية التحتية للمدينة، وعدم وقوع خسائر لا مبرر لها». وشدد على أن «التقدم محسوب وبطيء داخل المدينة، لأن الجماعات الإرهابية تستخدم العبوات الناسفة والمنازل المفخخة والسواتر الترابية المفخخة بكثرة». وأشار إلى أن قواته تعتمد على «الكادر البشري لمعالجة العبوات لعدم امتلاكها أجهزة ومعدات لتفكيكها. وقدرت مصادر عسكرية عددها بنحو عشرة آلاف». وعن مسك الأرض في المناطق المحررة قال إن «قوات الشرطة والحشد (الشعبي) من أبناء المنطقة في داخل المدينة وقطعات من الجيش على أطرافها ستتولى الأمن بعد استعادة السيطرة عليها». من جهته، أكد الناطق باسم «الحشد الشعبي» كريم النوري ل»الحياة» أن «لا حاجة إلى مشاركة طيران التحالف الدولي لأن الطيران العراقي يؤدي دوره في شكل جيد وهو قادر على تحقيق الانتصارات». وأضاف: «بالتأكيد لن يكون لنا أي موقف سلبي في حال شارك طيران التحالف في المعركة بناء على طلب من الحكومة لأننا نأتمر بأوامرها إلا أننا نفضل أن تكون ضربات التحالف في المناطق المفتوحة كاستهداف أرتال داعش في الموصل لأن تنفيذها ضربات في مناطق العمليات قد يخلق جواً من الحساسية لا سيما مع وجود أجواء التشكيك بجدية التحالف في القضاء على داعش». وزاد إن «التحالف لديه اتفاقات وتفاهمات مع الحكومة المركزية، ولا يحق لنا التدخل في هذه الاتفاقات». وعما نسب إلى «الحشد الشعبي» من تجاوزات في المناطق المحررة قال إن «الحديث عن تجاوزات يتصاعد مع كل انتصار». و «حتى نكون أكثر واقعية لا ننكر بعض التجاوزات ولكن الحشد غير معني بها لأنها ناتجة من صراعات عشائرية في المنطقة وعن تراكم الأحقاد بين العشائر بينما عناصر الحشد ملتزمون التوجيهات الصارمة المتعلقة بالحفاظ على أرواح المدنيين». ولفت إلى أن «ما لحق ببعض المنازل من أضرار سببه تفخيخ داعش هذه المنازل». في الأثناء، نفى وزير الداخلية محمد الغبان أن تكون هناك هدنة مع «داعش» في تكريت، وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع قائد الشرطة الاتحادية ومحافظ صلاح الدين في سامراء أن «العمليات العسكرية لتحرير صلاح الدين، ستستأنف في وقت قريب وتنظيم داعش انهزم في المحافظة وانهارت معنوياته أمام ضربات المقاتلين الأبطال من القوات الأمنية والحشد الشعبي»، مشيراً إلى أن «عناصر التنظيم الآن محاصرون في منطقة ضيقة بتكريت، ولا هدنة معهم على الإطلاق».