قبل بداية بطولة أمم آسيا قرر عدد من أصحاب النظرة السوداوية في كل جانب يتعلق بالرياضة السعودية اختيار يوم ال19 من شهر كانون الثاني (يناير) موعداً لمشاهدة صور لبعثة المنتخب السعودي في مطار ملبورن الأسترالية. واليوم وبعد أن تحولت صور الخيال السوداوي إلى واقع، تحول أصحاب تلك الآراء إلى منطقيين وتحول غيرهم إلى حالمين بعد أن كسر الحضور الباهت للأخضر الأحلام على شواطئ الواقع الباهت، وفيما تبدو تلك التنبؤات جزءاً من حاسة سادسة يملكها السعوديون بالنسبة لمن يراقب المشهد من بعيد ومن دون معرفة تأتي تلك التوقعات كجزء من رحلة فشل طويلة عرفتها المنتخبات السعودية كافة على مدى السنوات الماضية. الفوز الأخضر برباعية على متذيل المجموعة المنتخب الكوري الشمالي، غير بشكل ملحوظ من نظرة الجماهير السعودية لمنتخب بلادها، لكن السقوط بثلاثية في آخر مباريات المجموعة أعاد الأمور إلى نصابها على الأقل بالنسبة للمتشائمين. رحلة استعادة الثقة الجماهيرية بالمنتخبات الوطنية ستأتي عبر مخاض عسر إن جاءت، لكنها في المقابل ستتطلب الكثير من التغييرات ربما يصب بعضها في عمق المنظومة الرياضية، لاسيما أن مستوى التعاطي مع المنتخب إعلامياً، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي جاءت أكثر حدة وسخرية، ما قد يفتح الباب على حروب إعلامية منتظرة بين المسؤولين ووسائل إعلام مختلفة أو حتى مغردين.