اختتمت أمس فعاليات تمرين «الشعاب الحمراء 16» الذي نفذته القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الأميركية لمدة عشرة أيام في المنطقة الشرقية، بحضور نائب قائد القوات البحرية الملكية السعودية اللواء بحري ركن إبراهيم بن ناصر المغلوث، ومساعد قائد قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالقطاع الشرقي اللواء طيار ركن محمد الشهراني، وقائد مجموعة الدفاع الجوي الخامسة بالمنطقة الشرقية اللواء ركن محمد الجديعي، وقائد القيادة المركزية لسلاح مشاة البحرية الأميركية اللواء كارل ماندي، الذي شدد خلال كلمته على أن الجندي السعودي أظهر قدرات قتالية عالية. واطلع الحضور على سير العمليات من خلال الإيجاز الذي قدمه مدير التمرين العقيد بحري ركن رمزي عبدالخالق الغامدي. وبعد أن أخذ الحضور موقعهم في منصة ميدان العرض، نفذت وحدات من القوات البحرية الملكية السعودية ممثلة في مشاة البحرية، ووحدات الأمن البحرية الخاصة، ومجموعة طيران القوات البحرية بالأسطول الشرقي، ومجموعة من الزوارق السريعة، والقوات البحرية الأميركية ممثلة في عدد من سفن الإنزال، وزوارق لخفر السواحل، ووحدة مشاة بحرية للمهام الخاصة، تمريناً حياً لسيناريو يقوم فيه فصيل الاستطلاع بتحديد واكتشاف مواقع العدو، بينما يقوم فصيل القوات الخاصة بتنفيذ عملية إغارة في عمق قوات العدو. ثم نفذ الطيران العمودي البحري السعودي والأميركي، عمليات قصف ضد قوات العدو «مواقع الإسناد الإداري، ومركز القيادة»، بعدها قامت مدفعية الهاون بقصف مجموعة من الأهداف في موقع احتياط العدو، وقامت مجموعة من المشاركين «الهجوم المساند» باجتياز خط البدء، وإنشاء قاعدة نيران لتدمير دفاعات العدو الأمامية، وإنزال فصيل مشاة على جزيرة المسلمية لتأمينها ومنع العدو من الاستفادة منها ضد قواتنا، بعدها قامت سفن الإنزال بعملية إنزال المدرعات البرمائية السعودية والأميركية التابعة للهجوم الرئيس. وتضمنت المرحلة الأخيرة للتمرين، إخلاء المصابين والجرحى والاستعداد للمهام اللاحقة عند الأمر. وفي ختام التمرين، أوضح نائب قائد القوات البحرية الملكية السعودية، أن هذا التمرين أسهم في ارتفاع الجاهزية والدقة والأداء المميز والتعليم على منظومات ومعدات قتالية حديثة، بجانب إسهامه في التدريب على آليات عسكرية حديثة وجديدة، مشيراً إلى أن كل تمرين يتقدم ويتميز عن التمرين الذي سبقه، مؤكداً أن الهدف من هذه التمارين هو رفع الجاهزية وتبادل الخبرات العسكرية، علاوة على معرفة إيجابيات الأسلحة وسلبياتها لتطوير الإيجابيات والقضاء على السلبيات. من جهته، أكد قائد الأسطول الشرقي اللواء بحري ركن فهد الغفيلي، أن التمرين حقق جميع الأهداف التي خطط لها في وقت سابق، مبيناً أن التمرين «الشعاب الحمراء 16» الذي استغرق إعداده شهوراً عدة، حاكى الواقع بالدرجة الأولى، وأتت ثماره لرفع جاهزية الأسطول الشرقي في جميع وحداته. كما عبر القنصل الأميركي بالمنطقة الشرقية مايك هانكي عن سعادته بحضور التمرين، مشيداً بالقدرة العالية التي نفذها الطرفان خلاله، مؤكداً أن هذا التعاون مستمر بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية والمجالات المختلفة. من جانبه، أوضح مدير التمرين العقيد بحري ركن رمزي الغامدي، أن مثل هذه التمارين مع القوات الصديقة تنعكس في زيادة الخبرات واكتساب المهارات القتالية بين الجانبين، إذ أظهر التمرين انسجاماً كبيراً بين القوات السعودية والأميركية، ما أسهم في نجاح التمرين وزيادة الإيجابيات وتلاشي الكثير من السلبيات وتطوير التدريب على الأسلحة الحديثة، واختبار فعاليتها. فيما أكد قائد القيادة المركزية لسلاح المشاة البحرية الأميركية اللواء كارل ماندي، أن الجندي السعودي أظهر قدرات قتالية عالية وجاهزية كبيرة في هذا التمرين، مشيراً إلى أن القوات الأميركية تستفيد من هذه التمارين للعمل في المناطق الصحراوية، واختبار العربات البرمائية والمدولبة، وكذلك لتجربة الطائرات في مثل هذه الأماكن، مبيناً أن الأميركيين والسعوديين يتعلمون من بعضهم البعض، متطلعاً إلى أن يستمر هذا التعاون للإسهام في استقرار المنطقة.