في اليوم الأول من تموز (يوليو) من كل عام، تنتهي في كندا مفاعيل الإيجارات القانونية التي تلزم المستأجرين إخلاء منازلهم والانتقال إلى غيرها. ويجري اختيار هذه الأخيرة عادة لقربها من مراكز أعمالهم أو من محطات المترو وباصات النقل العام أو من المراكز الغذائية والتجارية أو لغير ذلك. تاريخياً، تعود ظاهرة النقل في كيبيك إلى 150 سنة خلت وفقاً لسجلات القانون المدني في «كندا السفلى» (Bas Canada) حينذاك. وظلت على تواترها إلى أن أطلق عليها الكنديون «عيد النقل» الذي يتزامن أيضاً مع عيدهم الوطني. وفي غمرة هذه المناسبة، يوضّب بعض الكنديين كل ما لديهم بأنفسهم من أثاث وملابس وأوانٍ وأدوات على اختلافها، ويستأجرون سيارات نقل صغيرة وقاطرات، ويستعينون بأصحابهم وأقاربهم وجيرانهم على نقل الأثاث المنزلي وترتيبه داخل الشاحنة. أما بعضهم الآخر فيوكل هذه المهمة إلى فنيين مهرة يعملون في شركات نقل متخصصة تتقاضى أسعاراً خيالية، إذ تصل كلفة التوضيب وعملية النقل الواحدة إلى ألف دولار، علما أن إنجازها لا يستغرق أكثر من ساعتي عمل. هذا الارتفاع في الأسعار يبرره مارك تندير مدير جمعية أصحاب شاحنات النقل في كيبيك «بكثرة الطلب وقلة الشاحنات والاستعانة بعمال إضافيين»، مشيراً إلى أن «يوماً واحداً للنقل ليس شيئاً إيجابياً لا بمردوده المالي للشركات ولا في راحته للمستهلكين، فضلاً عما نتكبده من دفع تعويضات مالية لشركات التأمين عن الأضرار التي تلحق أحياناً بموجودات الزبائن لا سيما تحطم الأواني الزجاجية». من جهة اخرى، تعمد عائلات كثيرة إلى الاستغناء عما لديها من أسرّة وخزائن ومكاتب وطاولات وصالونات وبرادات وغسالات وثلاجات وتلفزيونات ومسجلات وأجهزة كومبيوتر وغيرها من القطع الكهربائية والإلكترونية التي ترمى إلى جانب الأرصفة والتي لا يزال الكثير منها في حالة جيدة. علما أن التخلص من تلك القطع يوفر على أصحابها كلفة باهظة. كما تجد الطبقات الفقيرة في تلك المعروضات فرصة ثمينة للحصول على ما تحتاجه مجاناً. وتلخص صحيفة «لا برس» الصادرة في مونتريال وقائع الأول من تموز بعبارة مقتضبة «كان يوم عطلة وفرح وتعب وتطوع وجشع في آن واحد» .