أكدت عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتورة أميرة كشغري أن نشاط النادي يتجسد في نشاط المجتمع الثقافي بأسره، «ولا يتجسد في نشاط أعضاء إدارته»، مشيرة إلى أن أعضاء الإدارة «هم جهاز منتخب لمدة زمنية محددة يوفر الإطار التنظيمي واللوجيستي الذي يضم نشاط المجتمع ولا يشكل حدود ذلك النشاط أو قيوده. كما أن مجلس الإدارة يحرص على ألا يقوم بممارسة «الأستاذية» على المجتمع الثقافي أياً كانت توجهاته، بل يسعى لحلحلة البيروقراطية وخدمة الثقافة بكل أطيافها وتنوعاتها. ومن ناحية ثانية هناك عشرة أعضاء في مجلس الإدارة من أبناء وبنات جدة الذين تحتل هذه المدينة حيزاً كبيراً من تكوينهم الفكري والثقافي بحكم نشأتهم ومعايشتهم لمناخها الثقافي اليومي، عبر سنوات من العمل والانغماس في الهم الثقافي بمفهومه الواسع من خلال نشاطهم الأكاديمي والثقافي ذي الصلة المباشرة أو غير المباشرة بالأدب والثقافة. وهم ذاتهم يمثلون بشكل أو بآخر ذلك التنوع الفكري والعمري والديموغرافي الذي لا يمكن تجاهله»، مشددة على أن الحكم على إنجازات النادي «لا يتم بالانتقاص من مجلس إدارته ولا بالدخول في نواياهم، بل عن طريق التعاون مع النادي والمشاركة الفعلية في برامجه المتنوعة، والتي ستكون بحجم الطموحات والتوقعات». وقالت كشغري ل«الحياة» رداً على ما أدلى به الناقد حسين بافقيه في استطلاع حول نادي جدة الأدبي ونشر يوم السبت الماضي، بخصوص ما يظهر له أن مشكلة إدارة النادي الجديدة جهلها بالتنوع الثقافي للمدينة التي ينتمي لها، إن أعضاء المجلس «لا يجهلون ثراء جدة، فهم تلامذة لأجيال جدة الثقافية المتنوعة نشأوا على إرث الأجيال الكبار، ابتداء من حمزة شحاتة وعزيز ضياء وعبدالله عبدالجبار وحتى عبدالفتاح أبو مدين وجيل الرواد في النادي الأدبي، وطموحهم المعلن هو البناء على ما أسسه الرواد، ورفد ذلك البناء بثمار ثقافية متجددة تعكس متغيرات العصر الذي تعيشه الثقافة في مدينة منفتحة، مثل جدة بكل فسيفسائها الجميل. وفي المحصلة، فإن التنوع المنشود إنما ينبع حقيقة من تنوع مناخ جدة الثقافي ذاته، لا من نتاج أفراد مجلس إدارة هذا النادي أو ذاك». وفي ما يتعلق بأنشطة النادي، التي قال عنها بافقيه إنها تأخذ طريقة المحاضرات التي ملها الناس، أوضحت كشغري أن الفعاليات الجديدة التي وضعها النادي في خطته لهذا العام، «تقوم على رؤية تتلخص في سعي النادي للانفتاح على المجتمع بكل شرائحه، وإشراك كل فئات المثقفين والأدباء وبخاصة شريحة الشباب الذين لا يهمهم حضور محاضرة تقليدية في النقد أو الشعر أو السرد بقدر ما يسعون لتحقيق ذواتهم من خلال برامج النادي وفعالياته، المواكبة لإيقاع العصر السريع وأدواته العصرية مثل التواصل مع النادي من خلال موقعه على الانترنت وعن طريق الملتقيات وحلقات النقاش وورش العمل»، مضيفة أن النادي قام «بالتواصل مع الرموز الثقافية الفاعلة في مدينة جدة للاستفادة من عطاءاتها وأفكارها، ووجدنا كل ترحيب وتعاون منهم من أجل إعادة وهج النادي وروحه الإبداعية». وتوقفت عند لجنة الشباب والإبداع التي تشرف عليها، قائلة: دعيني أتحدث عن اللجنة الخاصة بالشباب والإبداع في النادي، بحكم إشرافي عليها وإيماني بأهميتها. لجنة للشباب والإبداع تضم أعضاء من مجلس الإدارة والجمعية العمومية، وتسعى لإقامة فعاليات وأنشطة حيوية خاصة بالشباب بالتعاون مع المدارس والجامعات في جدة. وتستهدف اللجنة استعادة ثقة الشباب في فعاليات النادي والتعاون معهم، وذلك بعرض إنتاجهم الإبداعي في كل المجالات الثقافية، مثل نشر كتبهم وإقامة ورش عمل وحلقات نقاش يقودها الشباب الرواد في العمل الثقافي والأدبي. لدينا مجموعات رائعة من شباب وشابات جدة ممن استطاعوا تأسيس كيانات ثقافية شبابية تمارس العمل الإبداعي على أرض الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك أو المقاهي الثقافية أو الجمعيات الخاصة، مثل مجموعة «انتيليكت»، وهي مجموعة قامت على يد شابات سعوديات مخصصة برامج ثقافية وفكرية للشابات في الفئة العمرية من 17-29 سنة. ومجموعة غراس جدة وهي أيضاً مجموعة من الفتيات تقدم للأطفال والناشئة برامج وأنشطة ثرية. ومجموعة سدرة ونادي عزتي إسلامي وغيرها، سنعمل على مد جسور التواصل معهم واللجنة ترحب بكل المقترحات والأفكار الفاعلة في هذا الاتجاه». وأوضحت كشغري أن نادي جدة الأدبي الثقافي، «يمثل إرثاً ثقافياً تنويرياً ينظر إليه الجميع بتطلعات وآمال كبيرة استناداً إلى تاريخه الكبير. ومن حق الجميع أن يغار على هذه المكتسبات ويسعى للمحافظة عليها. وأرى أن ما نسب للأخ العزيز الأستاذ حسين بافقيه، وهو قامة ثقافية مؤثرة وفاعلة في المجتمع، يأتي من منطلق إصرار المثقفين على حماية هذا الإرث واستمراريته، بل والنهوض به إلى مستويات أعلى. من المؤكد أن لا أحد يمكنه الولوج في نيات الآخرين قبل أن يرى أعمالهم ومنجزاتهم، لكن من المؤكد أيضاً أن تغليب مبدأ إحسان الظن هو المنطلق الذي يمكنّنا جميعاً من الفعل البنائي، وهذه قراءتي للمقولة المنسوبة إلى الأستاذ حسين بافقيه».