طالب الناقد حسين بافقيه نادي جدة الأدبي بالانفتاح على مجتمع جدة، وقال: «الظاهر أن المجلس لا يعرف التنوعات الثقافية والاجتماعية في جدة، وهذه مشكلة كبيرة ينبغي للمجلس الجديد أن يعرف المدينة التي ينتمي إليها، وأن يتعرف كذلك على الأدباء والمثقفين بمستوياتهم المختلفة». وتمنى بافقيه، في حديث ل«الحياة» حول مستقبل نادي جدة الأدبي، أن يعطي مجلس الإدارة الجديد مدينة جدة «ما تستحقه من العناية بعد انقطاع دام سنوات عن أداء الفعل الثقافي، وأن يرجع إلى النادي، وهذه مسألة مهمة، السطوع والظهور الذي كان عليه في عهد رئيسه الأسبق الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين». ونصح مجلس إدارة نادي جدة الجديد، أن يأخذ في الاعتبار النقد الذي وجه إليه، «لأنه يضم في جنباته أكاديميين وأناساً ليسوا بذوي صلة متينة بالأدب والثقافة، الذي أتمناه عليه أن يعكس هذا التصور، أو هذه النظرة السلبية التي قوبل بها المجلس الجديد، بإبرام عقد النشاطات الأدبية والثقافية المختلفة وبروح جديدة». وعبر عن الملل من النشاطات التي كان يعقدها المجلس السابق وكانت تقليدية، وتمارس كالمحاضرات وما يشبهها، «مل الناس من طريقة المحاضرات، التي تعطى وكأنهم في قاعة جامعية أو كأنهم في مسجد أو في مدرسة، ينبغي أن يعاد التصور وهنا التحدي الكبير بالنسبة إلى المجلس الجديد». وطالب بافقيه نادي جدة «ألا يقابل الأسماء التي كان لها دور في بعض نشاطاته بنوع من المجافاة، لأنني قرأت في الصحف أن المجلس سيعيد النظر في أمانة الجائزة وهي كما نعرف جائزة جديدة، أنا أعتقد أن هذا الأمر يعطي انطباعاً أن المجلس الجديد جاء لكي يقطع صلته بالماضي، وكأن إدارة النادي هي غنيمة للأعضاء وليست خدمة للأدب والثقافة، هذه مقترحاتي التي أتمنى أن ينظر إليها الزملاء في مجلس إدارة نادي جدة الأدبي بعين الاهتمام». فيما قال الروائي عبدالله التعزي، إن مجلس الإدارة يضم «كفاءات ممتازة باستطاعتها أن تقدم مقترحات لو نفذت لتألق النادي بصورة كبيرة. وهذا يحتاج إلى وقت لا بد أن يتوافر للمجلس الجديد، خصوصاً أنه يمتلك الآن مبنى جديداً ولا أشك في قدرتهم على الاستفادة منه إلى أقصى حد». وأوضح أن النادي «سيشوبه تغير أتمنى أن يكون إلى الأحسن ومناسب للمرحلة التي نحن فيها، ولا يكون اجتراراً لما سبق»، معتبراً أن غلبة الأكاديميين في النادي «ميزة في العمل الثقافي لما يمتلكون من تنظيم ومنهجية، لا بد وأن تنعكس على تنفيذ الفعاليات بصورة أكثر احترافية». وتمنى التعزي أن يتم التواصل مع المبدعين «للاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم الجديدة، إذ إن المبدعين بصفة عامة فوضويون ولا يجدون أنفسهم كثيراً في الإدارة، فقدراتهم الإبداعية تلتهم الكثير من القدرات التنظيمية الأخرى وقد أُثبت هذا علمياً أخيراً». وقال ل«الحياة» حول نشاطات نادي جدة وضرورة تخطي الأنشطة التقليدية إلى أخرى أكثر حيوية: «إلى اليوم لم يقدم النادي بمجلس إدارته الجديد أي نشاط، ومن الصعب أن نحكم ونقرر حول شيء لم يقدم بعد ووصفه بعدم الكفاءة، وهذا فيه ظلم وإجحاف للإدارة الجديدة. ولكن إذا كان المقصود به هو نشاط النادي في الفترة الأخيرة التي سبقت الانتخابات فهو فعلاً، كما ذكرت، دور النادي كان ينحصر في إقامة الأنشطة المنبرية التقليدية، وهنا يأتي دور الإدارة الجديدة في مناقشة هذا الوضع، وربما عمل لقاءً مع الأدباء والمثقفين والمبدعين في مدينة جدة، ومن الممكن على مستوى المملكة، لتقديم المقترحات ومناقشتها والخروج بصيغة جديدة للفعاليات الثقافية، مناسبة للمرحلة التي نحن فيها، من إنترنت وفضائيات... من الممكن أن تتبناها الإدارة الجديدة خلال سنة ومن ثم مراجعتها سنوياً إن أمكن»، مضيفاً أنه «لا توجد عصا سحرية في الواقع، ولا بد من مشاركة الجميع في الفعل الثقافي وأعتقد أن الإدارة الجديدة قادرة أكاديمياً على أن تقدم فعاليات ونشاطات تفرح جميع المثقفين في مدينة جدة والمملكة». وطالبت الشاعرة هاجر شرواني بالاستئناس بآراء المثقفين في ما يقدم عليه النادي من أنشطة، «حتى لا يعاني النادي كما في السابق من أمراض الشللية والمحسوبية».