استعدادات هائلة وتصاعد في وتيرة العمل داخل أروقة مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، الذي سيحتضن برنامج إثراء المعرفة ثاني أيام عيد الفطر المبارك. جاء الخبير يانس باباس قادماً من اليونان ومحملاً برصيد أولمبي بدءاً من أولمبياد أثينا 2004 وانتهاءً بأولمبياد لندن 2014، وسرعان ما تمكن من بناء فريق سعودي على أعلى المستويات الاحترافية في ادارة الحشود والتي كانت موضع اختبار حقيقي في نسخ البرنامج التي انفرط عقدها في كل من الظهرانوجدةوالأحساء خلال الأشهر القليلة الماضية، والآن ينتقل البرنامج إلى الرياض ليستقبل زواره في الرياض. وأعلنت إدارة الحشود عن برنامجها بأسلوب جديد ومبتكر في تدريب المتطوعين الذين وصل عددهم إلى ألف شخص وتم ترشيح 450 شخصاً منهم تدربوا على أفضل الأساليب التي تزامنت مع تدريبات ميدانية تتماهى مع البيئة المحلية في معالجة وتنظيم الحشود. يانس باباس ذو ال44 عاماً الذي انضم إلى فريق إثراء المعرفة مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 لا يزال يحفظ عن ظهر قلب تجربته الأولى في السعودية، إذ كانت أولى مهام عمله في محافظة الأحساء. يقول باباس عن التجربة الأحسائية: «كانت تجربة ثرية في التعرف على صفات الناس والمشكلات التي قد يواجهها القائمون على إدارة الحشود». ويضيف: «تجاوز حجم الزوار في ذلك المهرجان 600 ألف شخص بمعدل 40 ألف زائر في اليوم الواحد»، مشيراً إلى أن البرنامج نجح بكل المقاييس، وكانت فرصة لي أن أطبق بعض الأساليب في إدارة الحشود بما يتناسب مع طبيعة وخصوصية المجتمع السعودي. وخلال الأشهر الماضية عكف الخبير اليوناني على تدريب عدد من موظفي أرامكو السعودية، الأمر الذي أثمر أخيراً عن ولادة كوادر سعودية لإدارة الحشود في مهرجان إثراء المعرفة الذي زاره حتى الآن قرابة 1.6 مليون في الظهرانوجدةوالأحساء. من جهته، يوضح مسؤول إدارة الحشود عبداللطيف الرقيب، أنه استفاد من زميله باباس كثيراً، «في هذه النسخة اعتمدنا ثلاث خطط أو مراحل لتجنب أي تكدس جماهيري أو حتى مشكلات لوجستية داخل منطقة المعارض، إضافة إلى أن هناك خطة مرورية مشتركة مع مرور الرياض ستكون جاهزة منذ اليوم الأول للبرنامج». ويضيف أن هناك تعاوناً كبيراً بين شركة أرامكو وإدارة الدفاع المدني للتأكد من إجراءات السلامة، لافتاً إلى أن المتطوعين تعرضوا لتدريب مكثف على جميع الخطط المعتمدة في البرنامج، إضافة إلى السيناريوات المحتملة. ويؤكد أن هذا المهرجان يختلف عن سابقيه، لأنه يقام في مبنى داخلي يحتوي على خدمات متطورة وتسهيلات لوجستية هائلة، ما يسهم في تنظيم الفعاليات في شكل دقيق، مشيراً إلى أن هناك خاصية مهمة لإدارة الحشود تكمن في معرفة عدد الزوار الذين يأتون في وقت واحد، ما يسمح لنا بتحمل ضغوط الزوار والتعامل مع كل الطوارئ من ناحية الاستيعاب والإخلاء. ويلفت إلى أن إدارة الحشود لديها أيضاً أقسام خاصة لحفظ الأمانات وإدارة خاصة بالتبليغ عن فقدان الأطفال وفقدان الأشياء التي تخص الزوار.