يثير برنامج Smart Dust الرامي الى تطوير لواقط الكترونية دقيقة للغاية لا يتعدى حجمها حجم ذرات الغبار والذي انطلق قبل عامين بتمويل من وزارة الدفاع الاميركية اهتمام كبريات شركات تصنيع المعدات الالكترونية المعلوماتية في العالم وفي مقدمها شركة انتل التي بدأت تشارك في تطوير هذه اللواقط بالتعاون مع جامعة بيركلي بهدف الخروج قبل حلول العام 2007 بلواقط لا تتعدى مساحة الواحد منها المليمتر المربع الواحد، ومع ذلك فإنها تشكل اجهزة كومبيوتر حقيقية تتمتع بالقدرة على الحساب وبنظام استخدام وبذاكرة وتسهل عملية الاتصالات. وتعول وزارة الدفاع الاميركية على استخدام هذا الغبار الذكي في ميدان المعارك الفعلية في العام 2007 على أبعد تقدير. ويؤكد الخبراء في الجيش الاميركي انه سيتم نشرها فوق خطوط المواجهة لمراقبة تحركات القوات العدو. وفي الواقع قامت احدى الطائرات الحربية في شهر آذار مارس من العام 2001 بنثر حوالى ثلاثين لاقطاً من هذا الطراز فوق صحراء كاليفورنيا، واستطاعت الاتصال فيما بينها وبنت شبكة معلوماتية افتراضية قادرة على ارسال المعلومات والمعطيات الى جهاز الكومبيوتر الموجود على متن الطائرة التي نثرتها، لكن مساحة كل لاقط في هذه التجربة كانت مساوية تقريباً لقطعة نقود صغيرة، أي اكبر بكثير من المليمتر المربع الذي حدده العلماء كهدف نهائي. وكان المقصود من هذه التجربة اختبار المبدأ، وشكل هذا النجاح اشارة الانطلاق لورشة تصغير هذه اللواقط، وتحقق منذ ذلك الحين تقدم ملحوظ، حين طورت شركة انتل نظام استخدام يسمى Tinyos، قادراً على تنفيذ عمليات تحتاج لذاكرة بقوة KO24، وعهدت بهذا البرنامج الى شركة Grossbow في سيليكون فالي لتسريع عملية تطوير هذه اللواقط الذكية. ان هذا الجيل الجديد من اللواقط الدقيقة قادر على استقبال المعلومات وتحليلها بفضل نظام التشغيل Tinyos وسيوفر قريباً وظيفة الاتصالات من دون اسلاك بحيث تصبح قادرة على استقبال وتحليل المعطيات وفرزها وتحويل المفيد منها الى الجهة المختصة وذلك بشكل آلي. ويستند برنامج Tinyos الحر اصلاً الى نظام الاستخدام Linna الذي قامت شركة Grossbow بتحسينه لتسريع أبحاث "الغبار الذكي"، وتلقت الشركة عدداً هائلاً من الطلبات قبل الانتهاء من تطوير هذه اللواقط لاستخدامها في ميادين لا علاقة لها إطلاقاً بالحقل العسكري. اذ يمكن دمج هذه اللواقط في الأدوات التي يستخدمها الإنسان يومياً كفرشاة الأسنان بحيث تصبح قادرة على رصد أي مشكلة صحية اثناء تنظيف الأسنان وتحويل المعلومات الى الشبكية المعلوماتية العائلية المتصلة بالانترنت التي تقوم بدورها بإخطار طبيب الاسنان المعالج مباشرة، على غرار السيناريوات المطبقة حالياً في السيارات غالية الثمن المزروعة بالالكترونيات. عندما أعلن مدير الأبحاث والتطوير في شركة "انتل" موافقته على العمل في برنامج Smart Dust قال ان آلاف اجهزة الكومبيوتر ستتولى قريباً تسيير حياتنا ولن يكون بإمكاننا التدخل مباشرة فيها، ولا غرابة ان تهتم شركة انتل المصنعة الأولى في العالم في هذا الميدان الذي تكرس وزارة الدفاع الاميركية أموالاً طائلة لتطويره، وبانتظار التوصل الى تطوير هذه اللواقط الذكية بالحجم المطلوب وادخالها حيز التشغيل ستقوم شركة Digital Sun في النصف الثاني من العام الحالي بتسويق مسبار دقيق مخصص للزراعة يتم دفنه داخل التربة ويقدم المعلومات عن جفاف التربة بشكل دائم، ويتولى ادارة الري تلقائياً. وتشمل تقنية اللواقط الذكية كل نشاطات المراقبة، وستلقى رواجاً واسعاً بسبب انخفاض كلفتها، حيث تؤكد الشركة المنتجة ان بضعة لواقط من الجيل الحالي لا تكلف اكثر من مئة دولار بما في ذلك البطاقة الالكترونية المخصصة لوصلها بجهاز الكومبيوتر PC، لأن كلفة تصنيع مليمتر مربع واحد لا تتجاوز خمسة سنتات، ما يجعل تغطية أي سطح بلواقط غير مرئية أمراً في متناول الكثيرين