حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب من التوسع في المباحات والاشتغال بالملهيات وصرف الطاقات والأوقات فيها وجعلها مقصد لهو وإلهاء وتغفيل ولغو مذموم فكيف إذا خالطها المحرمات وعلت رايتها بالمنكرات وصار الاثم علماً على الإسعاد والترفيه. كما حذر من اللغو في الأفعال والأقوال. وقال في خطبة الجمعة أمس إن مبدأ الترويح عن النفس هو مشروع ولا مزايدة فيه لكن إشغال عموم الأمة بما لا ينفع وبما يضرها ويبعدها عن الله ويعرضها للعقاب، فهذا يعد جريمة في حق الأمة وإقعاداً لها. وأكد أن الغيبة والنميمة من أقبح اللغو وتتبع أحوال الناس وحديث الإنسان في ما لا يعنيه لغو يفسد القلب وسهر الليالي في ما لا ينفع لغو مضر والسمع والبصر إن أطلقا في تتبع العورات وسماع المحرمات ورؤية المنكرات ومتابعة الأفلام والمسلسلات كانت عاقبة هذا اللغو فساد القلب وبعده عن الطاعة وتنكره للمعروف، محذراً من العبث، وأن يحفظ المؤمن نفسه من اللغو والخسران في الدنيا والآخرة. وقال إنه ليس في قاموس الأمة الرائدة عبث ولا هزال حتى في مواطن الترويح لأن في ضياع الأوقات في ما لا فائدة فيه ضياعاً للأعمار وإهداراً للحياة، والنفس إن لم تشغل في الحق شغلت بالباطل، مبيناً أن النفس الفارغة لا تعرف الجد فتلهو في أخطر المواقف وتهزل في مواطن الجد حتى تنتهي إلى حال من التفاهة والانحلال فلا تصلح للنهوض بالقيام بواجب ولا تبني دنيا ولا دين. وأضاف:"إن صفة المؤمنين البعد عن اللغو وهو الباطل، وهو كل ما لا نفع فيه ولا فائدة من الأقوال والأفعال"، مشيراً إلى أن الإعراض عن اللغو هو صفة أساسية من صفات المؤمنين. من جهته، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي إنه لا ينال ما عند الله من الخير إلا بطاعته ولا شر نازل إلا بمعصيته. كما أن الإنسان ليس بمعصوم من الذنوب، ولكن الواجب على كل واحد التوبة إلى الله تعالى وألا يُصر على معصية. وأوضح في خطبة الجمعة أمس أن كل مؤمن بالله يحذر الناس من سوء أعمالهم فقد انعقدت أسباب العقوبات ونزلت بالبشرية الكربات وأنتم معشر المسلمين إذا أوقفتم زحف الفساد في الأرض دفع الله عنكم العقوبات وعن البشرية. وإيقاف الفساد في الأرض بالاستقامة على دين الإسلام وترك مجاراة الكفار في تقاليدهم وأعمالهم. وأشار إلى أن الذنوب والمعاصي عار وشر ودمار وخزي ونار، إنها تُبدل صاحبها بالعز ذلاً وبالنعم حرماناً وبالأمن خوفاً وبرغد العيش جوعاً وباللباس عرياً وبالبركات محقاً وذهاباً وبالغنى للشعوب فقراً وبالعفاف فجوراً وبالحياء استهتاراً وبالعقل والحلم خفة وطيشاً وبالاجتماع فرقة واختلافاً وبالاستقامة زيغاً وفساداً وبالتواد والتراحم كراهية ونفراً وبغضاً وبالخصب شدة وجدباً وبالجنة في الآخرة ناراً وبالفرح بالطاعة هماً وغماً وبالحياة الطيبة معيشة ضنكاً.