يشتد الصراع في دوري زين السعودي، ويبلغ ذروته مساء اليوم، بإقامة مواجهتين هامتين جداً في تحديد وجهة الصدارة، إذ يحل المتصدر الهلال ضيفاً على الاتحاد في مواجهة مؤجلة من الجولة العاشرة، فيما يحل الوصيف بفارق الأهداف الفتح على النصر. الاتحاد - الهلال مواجهة ينتظرها الشارع الرياضي عامة، وأنصار الفريقين خاصة، مع صدور جدول الدوري مطلع كل موسم، لما تحمل من إثارة وندية تتجاوز محيط المستطيل الأخضر، فهي مباراة مختلفة تماماً، وذات رونق خاص، لا تعترف بأية عوامل تسبق الصافرة الأولى، ولا مجال للحديث عن النقص العددي وموقف الطرفين في سلم الترتيب، ولا الأوضاع الفنية لأي فريق، كون الاعتبارات كافة غير مؤثرة في كلاسيكو الاتحاد والهلال، الذي يطغى عليه الحماسة والتفوق على الظروف والغيابات، بل إن الفريق المنقوص في غالب الأحيان تكون له الغلبة في نهاية المطاف. الاتحاد يدخل المواجهة ب20 نقطة في المركز السادس، ولم يظهر في الجولتين الأخيرتين بالمستوى المرضي لعشاقه، كما أن مدربه الإسباني كانيدا بدأ يفقد ثقة الجماهير التي أخذت في الآونة الأخيرة تتحدث عن ضرورة إحداث غربلة فنية تشمل الجهازين الإداري والفني، وعلى رغم الظروف التي تلازم الفريق، إلا أن وجود أسماء تملك خبرة عريضة أمثال محمد نور ونايف هزازي وأسامة المولد ومبروك زايد من شأنها أن تنتشل فريقها من مغبة النتائج السيئة، والعودة إلى ساحة الانتصارات. كانيدا حاول تجهيز فريقه منذ المباراة السابقة أمام الرائد، عندما أعاد مبروك زايد إلى القائمة الأساسية بعد غيبة طويلة، إذ يرى الاتحاديون كافة ضرورة وجود مبروك في مواجهات الهلال، كما أن كانيدا يعول على الأسماء الشابة لإنجاح مخططاته الفنية، ففهد المولد وهتان باهبري ومحمد أبوسبعان باتوا خيارات أساسية للمدرب، إضافة إلى اعتماده الكبير على المحترفين الكاميروني أمبامبي والكرواتي أنس الشربيني، وكلاهما قدم مستويات رائعة طوال الجولات السابقة. وعلى الضفة الأخرى، يدرك مدرب الهلال كومبواريه أهمية المباراة في حسابات فريقه الذي يحتل مركز الصدارة ب32 نقطة بفارق الأهداف عن الفتح، لذا سيعمل جاهداً على انتقاء التشكيل المناسب ووضع التكتيك الصحيح، خصوصاً أن المباراة غير قابلة لأنصاف الحلول، إذ ما أراد الفريق مواصلة التمسك بالصدارة. البرازيلي ويسلي وياسر القحطاني هما الأهم في الكتيبة الزرقاء، وتحركاتهما تحدد قوة الفريق من عدمه، ومن المنتظر أن يقعان تحت رقابة لصيقة طوال ال90 دقيقة للحد من خطورتهما، كما أن سلمان الفرج له حضور جيد بفضل حماسته العالية، إلا أن تواضع أداء عبدالعزيز الدوسري وإصرار المدرب على الزج به منذ البداية أثر سلباً على رتم أداء الفريق، فالدوسري يميل للاستعراض من دون النظر لمصلحة فريقه، كما أن عادل هرماش أدواره غير واضحة على المستطيل الأخضر، ما تسبب في زيادة ضعف خط المؤخرة، الذي يشتكي الضعف جراء تواضع مستوى السنغالي مانغان، فهو مدافع ضعيف جداً، ولا يجيد سوى الكرات الرأسية، خلاف ذلك فهو ممر سهل للمهاجمين، ولا يختلف حال الزوري ونامي والمرشدي كثيراً عن مانغان. النصر - الفتح يسعى النصر إلى تحقيق ما عجز عنه بقية الفرق، وإلحاق الخسارة الأولى بالفتح، بعد أن فاز الأخير بالمواجهات كافة، عدا التعادل أمام النصر والفيصلي. النصر يملك 23 نقطة في المركز الرابع، وما زالت حظوظه قائمة في انتزاع صدارة الترتيب، ما يجعل مدربه الأوروغوياني كارينيو يرمي بأوراقه كافة بحثاً عن فوز يدفع بفريقه إلى دائرة المنافسة على الصدارة، والخطوط الصفراء تبدو مكتملة وقادرة على تحقيق المراد، خصوصاً أن الفريق يعيش مرحلة انسجام عالية واستقرار فني لم يشهده منذ فترة طويلة، ولديه عناصر الكسب في المراكز كافة، إذ يمثل إبراهيم غالب قوة هائلة في منتصف الميدان، إضافة إلى المصري حسني عبدربه، كما أن الإكوادوري ايوفي يشكل قوة هجومية ضاربة، وبدأ يقدم نفسه في المباريات الأخيرة كمهاجم خطير وقادر على التسجيل من أنصاف الفرص. وفي المقابل، يبحث الفتح عن المعادلة الصعبة، وتجاوز عقبة النصر في عقر داره، للعودة إلى الصدارة في حال تعثر منافسه الهلال في موقعة الاتحاد، ومهمة المدرب التونسي فتحي الجبال لن تكون سهلة على الإطلاق وهو يقابل فريق بقامة النصر على ملعبه وتحت أنظار عشاقه. الفتح يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة البرازيلي الرائع دائماً التون جوزيه، وكذلك الشاب ربيع سفياني وحسين المقهوي والكونغولي دوريس سالمو، والمدرب التونسي في غالب المواجهات الكبيرة يحرص على إغلاق المناطق الخلفية، قبل التفكير بكيفية الوصول إلى المرمى المقابل.
