قذيفة على الأقل كانت تسقط كل ثانية على قرى وبلدات في قضاءي صور وبنت جبيل وصولاً الى قضاءي صيدا والنبطية، كما أحصت الشرطة اللبنانية امس، فيما كانت تتوالى أنباء المجازر التي ترتكب كل نصف ساعة في بلدات عجز بعض اهاليها وبينهم عائلات بأكملها عن مغادرتها بعدما فاق القصف التدميري كل قدرة على الاحتمال، وتعجز سواعد من تبقى على قيد الحياة عن رفعهم من بين الأنقاض فيقضون مدفونين أحياء او جرحى ينزفون حتى الموت... مشاهد ربما تلخص هول ما ارتكبته إسرائيل في جنوبلبنان في اليوم السابع والعشرين من حربها المفتوحة على لبنان من دون أي محرمات. وإمعاناً في الإرهاب، طلب مصدر عسكري اسرائيلي مساء امس من سكان الجنوب عدم مغادرة منازلهم بعد الساعة العاشرة مساء بتوقيت بيروت. حولا، الغازية، الغسانية، كفرتبنيت، صور وحاروف... واليوم لم يكن انتهى بعد. مذابح بالجملة، وكل التوقعات تشير الى ان لا نهاية قريبة لها في الأيام المقبلة، ولا من يصرخ من"عض الأصابع"سوى الضحايا المدنيين. والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ليلاً ونهاراً، اتخذت منحى تصعيدياً منذ ليل اول من امس ولا سيما في"المنطقة المحروقة"التي تسعى إسرائيل الى تشكيلها في عمق سبعة كيلومترات وتسعى كما يبدو الى توسيعها شمالاً. وأمكن إحصاء 500 قذيفة على بلدة حولا بين العاشرة ليل اول من امس والسابعة صباح امس و6 غارات ما بين الثانية عشرة ظهراً والواحدة بعد الظهر، ما ادى الى تدمير عدد من الأبنية وحوصر في ملجأ احدها 60 فرداً بينهم أطفال ونساء ومسنون، ولم يتمكن عناصر من قوى الأمن الداخلي من الوصول الى البلدة إلا كما قال احد العسكريين لپ"الحياة"بپ"معجزة إلهية"، وعملوا بواسطة قبضاتهم على إزالة الردم من امام باب الملجأ لإخراج الأحياء فيما ادى القصف على ابنية اخرى في محيط النادي الحسيني الى استشهاد حسن الحاج يحيى الحاج وإصابة عزيزة عبود بجروح وشبت النيران في ثلاثة بيوت اخرى. ولا يزال في القرية نحو 300 شخص ولا امكانية لإخراجهم منها ولا حتى لمعالجة الجرحى من بينهم بسبب العزل الذي تمارسه اسرائيل عليها، وكان القصف والغارات تسببا بتدمير كامل لحي المدرسة. ويشار الى ان بلدة حولا من اوائل البلدات الجنوبية التي نفّذت فيها عصابات"الهاغانا"الاسرائيلية في العام 1948، مجزرة أدت الى استشهاد 148 شخصاً. الغازية وارتكبت اسرائيل مجزرة اخرى في بلدة الغازية في قضاء صيدا، وأفاد رئيس بلديتها محمد سميح غدار"الحياة"بأن القذائف بدأت تتساقط على البلدة في الثامنة والدقيقة العاشرة صباحاً وعلى دفعتين مستهدفة اربعة ابنية سكنية ثلاثة منها في ساحة العين لأصحابها من آل كاعين وغدار وبدران والرابعة لآل سليمان في منطقة ذمبيل. وقال غدار ان البلدة"كانت تعتبر ملاذاً للنازحين من البلدات الجنوبية الحدودية ولا سيما من بلدة شيحين، الذين قصدوها وبعضهم سكن في بناية سليمان". وأدى القصف على البلدة الى استشهاد افراد عائلتين او ثلاث بحسب غدار وبينهم اطفال ونساء، فيما استشهد في بناية غدار احمد مصطفى غدار 40 عاماً. وعلى رغم ان المسعفين حضروا الى البلدة من التاسعة والنصف صباحاً، لم يتمكنوا حتى العصر من سحب المدفونين تحت الأنقاض وكانوا يسابقون الزمن لرفع الركام عن بناية سمعوا صوت استغاثة امرأة من تحتها. ونجح المسعفون في سحب ثلاثة شهداء وبقي نحو ثمانية آخرين تحت الردم. الغسانية وكانت الطائرات الاسرائيلية أغارت فجراً، على الأحياء السكنية في بلدة الغسانية في قضاء صيدا ما أدى الى استشهاد سبعة مواطنين وجرح ثامن. والشهداء هم: عبد الله خليل طعمة وزوجته فاطمة مخدر وولدهما محمد 8 سنوات الذين قضوا تحت أنقاض منزلهم، وسليمان حمود، محمد حمود، حسين عامر ونور صالح، والجريح علي حمود. كفرتبنيت وأدت غارة صباحاً على بلدة كفر تبنيت في قضاء النبطية، الى استشهاد 4 مواطنين عرف منهم: حسين تامر ياسين وزينب حمامص. وأصيب 15 آخرون بجروح عرف منهم: فاطمة توبة، آية ياسين، غفران ياسين، عبد الكريم ياسين، زينب ياسين، كاتيا ياسين، بتول ياسين، ضحى ياسين، محمد جابر، فاطمة تامر ياسين ورقية ياسين. حاروف كما أدت غارة على منزل صالح حرب في حي القلع في حاروف - قضاء النبطية أيضاً الى استشهاد الطفلتين الشقيقتين سارة وفاطمة محمد كركي البالغتين من العمر 6 و8 سنوات، وجرح احمد السيد وخليل السيد. واستشهدت امرأة وطفلاها في غارة على حي هونين بين الدوير وحاروف. صور واستشهد خمسة مدنيين على الاقل عندما انهار مجمع من ثلاثة مبان عند المدخل الشمالي لمدينة صور جراء الغارات الاسرائيلية المتتالية، كما اكد لوكالة"فرانس برس"مسعفون كانوا في موقع الانهيار. رأس البياضة ونقلت"وكالة الأنباء الألمانية"عن الشرطة اللبنانية أن مروحية إسرائيلية أنزلت نحو 30 جندياً من قوات المظلات على تل يشرف على رأس البياضة جنوب مدينة صور، وأن الجنود الإسرائيليين اشتبكوا في قتال عنيف مع مقاتلي"حزب الله"في المنطقة. واستهدفت الغارات من جديد مفرق بلدة المنصوري بالقرب من مركز للجيش اللبناني، وتواصل القصف على المنطقة بحراً وبراً وجواً. الضاحية الجنوبية وكانت ضاحية بيروتالجنوبية فجر امس هدفاً آخر للقصف والغارات الجوية العنيفة ما ادى الى تدمير المزيد من الأبنية وأيضاً خارج المربع الامني منذ ان قررت الآلة العسكرية الاسرائيلية تخطي ما تعتبره مراكز لپ"حزب الله"الى الأبنية السكنية كائن من كان ساكنوها. واستهدفت الاعتداءات على التوالي مناطق: حارة حريك، المشرفية، حي ماضي، حي معوض، ومحيط كنيسة مار مخايل. وشب حريق في مستودع للأدوية خلف وزارة العمل. وتم تدمير مبنى من ست طبقات قرب وزارة الموارد سابقاً. وتضررت المباني المحيطة والسيارت الموجودة في المنطقة، وأغلقت الطريق بين كنيسة مار مخايل والمشرفية من كثرة الركام. وعرف من الشهداء الذين سقطوا في الغارة التي استهدفت شارع عبد النور مساء اول من امس، الشهيد عماد ضيا. قصف طريق في الشوف وأغارت الطائرات فجراً على هوائي في جبل الباروك. وبعد الظهر أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً على طريق ترابية بين غابة أرز عين زحلتا ورأس الجبل، محدثة حفرة ادت الى قطع الطريق الذي يربط غابة عين زحلتا داخل محمية ارز الباروك برأس الجبل المؤدي ايضاً الى البحيرة الجبلية. البقاع - راشيا وفي منطقة راشيا، استهدفت الغارات في الثالثة فجراً طريق عام بئرزاي للمرة الرابعة منذ بدء العدوان، وأحدثت فجوة بعمق 10 امتار. كذلك استهدفت طريق بيادر العدس، طريق عيتا الفخار - ينطا، وطريقاً ترابية تربط عيتا الفخار بطريق عام راشيا، طريق بكا - ينطا - دير العشائر - جبل الكنيسة، وطريق راشيا - كفرمشكي، ما ادى الى قطع هذه الطرقات وفصل القرى عن بعضها البعض، فضلاً عن تضرر عدد من المنازل. وفي البقاع الغربي، أغارت الطائرات على منطقة الدلافة، وعلى طريق عام السلطانية - قليا. وأغارت على قليا وزلايا. وامتدت الاعتداءات الى قرى جديدة في منطقة بعلبك، وطاولت فجراً وادي النحاسة، وادي اللجوج في بلدة نحلة، والطريق الجردية التي تصل بلدة نحلة بالأراضي السورية، وطريقاً جردية بين النبي سباط والطيبة جنوب شرقي مدينة بعلبك. وقصفت الطائرات مستودعات مؤسسة الموسوي لمواد البناء على طريق عام رياق - بعلبك، ما أدى الى تدميرها واصابة المنازل والمحال التجارية المجاورة بأضرار جسيمة. مواجهات وتواصلت في الوقت نفسه المواجهات العنيفة بين مقاتلي"حزب الله"والقوات الاسرائيلية في عدد من النقاط الحدودية، وتصدى المقاومون لمجموعات إسرائيلية مؤللة عند المدخل الجنوبي لبلدة حولا وعلى محيط مدينة بنت جبيل وعلى تلة الراهب في عيتا الشعب وعلى المدخل الغربي لبلدة دبل وعلى محيط بلدة عيترون، حيث اشتبكوا معها بمختلف انواع الأسلحة الصاروخية والمدفعية والرشاشة وكبدوها خسائر في المعدات والأرواح. وذكر ان المعارك عند تخوم بلدتي حولا والعديسة استمرت بعد الظهر، واستخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية. واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجنديين في المواجهات في حولا. وأعلنت"المقاومة الإسلامية"في سلسلة بيانات، عن استهداف"آلية مدرعة صهيونية على طريق دبل، ما أدى الى تدميرها وقتل وجرح من في داخلها"، وپ"الاشتباك مع قوات مشاة صهيونية حاولت التقدم في اتجاه بلدة عيتا الشعب، حيث تمكن المجاهدون من ايقاع عدد كبير من الاصابات في صفوف قوات العدو"، وپ"عن تدمير دبابة صهيونية على أطراف بلدة دبل"، وپ"التصدي لقوة مشاة صهيونية حاولت التسلل في اتجاه بلدة عيناتا"، وپ"بعد محاولة أولى فاشلة، حاولت قوة جديدة للعدو التسلل في اتجاه بلدة حولا، فتصدى لها المجاهدون من جديد، ودارت مواجهات معها"، وپ"مهاجمة مجموعة من نخبة قوات العدو تسللت الى أحد المنازل الواقعة عند أطراف بلدة حولا، فهاجموا المنزل وتمكنوا من قتل أربعة جنود صهاينة أحدهم برتبة ضابط"، وپ"استهداف قوة صهيونية في منطقة عين ابل بالأسلحة المناسبة"، وپ"إيقاع قوة صهيونية بكمين محكم جنوب شرقي بلدة عديسة، وسقط للعدو ثماني إصابات بين قتيل وجريح، ولم يتم سحبهم". وتحدثت المقاومة عن"تصاعد الاشتباكات في محور العديسة، وتخللها قصف مدفعي إذ حاول العدو سحب القتلى والجرحى من ارض المعركة". وفي القدسالمحتلة، نقلت وكالة"فرانس برس"عن ناطقة عسكرية ان خمسة عسكريين إسرائيليين اصيبوا بجروح فجر الاثنين في اشتباك مع مقاتلين من"حزب الله"قرب بلدة حولا. وأوضحت الناطقة ان"اربعة عسكريين اصيبوا بجروح طفيفة والخامس اصابته أخطر". ونفت مقتل أربعة عسكريين إسرائيليين كما اعلن"حزب الله". وأضافت"ان اربعة مقاتلين من الحزب قتلوا او جرحوا خلال تبادل اطلاق النار هذا". وأفادت مصادر عسكرية اسرائيلية للوكالة نفسها"ان جندياً اسرائيلياً قتل خلال معارك مع"حزب الله"في بلدة بنت جبيل، وان ثلاثة جنود آخرين اصيبوا في هذه الاشتباكات. شمال اسرائيل وقصفت المقاومة الإسلامية عدداً من الأهداف في شمال إسرائيل. فاستهدفت في 11.40 قبل الظهر"مقر قيادة المنطقة الشمالية لجيش العدو الإسرائيلي في صفد، بالصواريخ، وتزامن هذا مع استهداف قاعدة عيلبون بالقصف الصاروخي. وفي 12.50 ظهراً استهدفت المقاومة"بصلية من الصواريخ، مركز قيادة اللواء الشرقي لجيش العدو في كريات شمونة، وكذلك مركز كتيبة مرج هونين وثكنة خربة المنارة". وأكدت خدمات الإسعاف في القدسالمحتلة ان صواريخ"حزب الله"سقطت على شمال إسرائيل ما أدى الى إصابة شخص واحد على الأقل، وانطلقت صفارات الإنذار في منطقة تمتد من البحر المتوسط حتى بحيرة طبرية محذرة من سقوط صواريخ. وقالت خدمات الإسعاف ان شخصاً أصيب بجروح طفيفة جراء الشظايا المتطايرة في منطقة الجليل الغربي. استدعاء الاحتياط اللبناني واعلنت امس، قيادة الجيش - مديرية التوجيه عن استدعاء العسكريين الموضوعين في الاحتياط الاول ضباط، رتباء، وافراد اي الذين لم يمض على تاريخ تسريحهم خمس سنوات، الى الخدمة في الجيش، وحددت مكان الالتحاق للضباط في مقر عام الجيش. وللرتباء والأفراد في القطع والوحدات المحددة لكل منهم على بطاقة الاحتياط. نعي شهداء ونعت"المقاومة الاسلامية"الشهيدين أحمد عنيسي حبيب مواليد شحور عام 1952، وابنه علي أحمد عنيسي كرار من مواليد شحور عام 1988. وشيع الجيش اللبناني وأهالي مدينة بعلبك الشهيد الجندي مصطفى محمد مأمون الرفاعي الذي قضى شهيداً جراء تعرض احد مراكز الجيش اللبنانيجنوب مدينة صور لقصف بوارج العدو الإسرائيلي. ونعت حركة"امل"الشهداء:"احمد عبد الحسين عباس مواليد حانين عام 1953 خلال الغارات على حوش عين بعال في منطقة صور، وعماد احمد ضيا مواليد زقاق البلاط عام 1962 اثناء القيام بواجبه جراء القصف على الضاحية الجنوبية، وسليمان قاسم حمود مواليد قبريخا عام 1973 جراء ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة في بلدة الغسانية، ومحمد قاسم حمود مواليد قبريخا عام 1974 جراء ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة في بلدة الغسانية".
