تسارعت الاحداث في الاراضي الفلسطينية في الساعات ال 24 الماضية، وانتقلت من الهدوء الحذر الى التوتر الشديد، خصوصا بعدما فجر فلسطيني نفسه وسط مدينة نتانيا شمال تل ابيب التي طالما كانت هدفا "مفضلا" للاستشهاديين. جاء ذلك بعد ساعات قليلة على تفجير ناقلة جند اسرائيلية في قطاع غزة، وارتكاب المزيد من جرائم الاحتلال في الضفة وغزة. خلافا لتوقعات الاجهزة الامنية الاسرائيلية ولرغبة السلطة الفلسطينية، فجر استشهادي فلسطيني نفسه ظهر امس وسط مدينة نتانيا، موقعا اكثر من 35 جريحا، بينهم خمسة في حال الخطر. وضرب الاستشهادي، وربما للصدفة البحتة، ضربته وسط المدينة قرب مقهى "لندن"، في وقت تشارك قوات بريطانية كبيرة القوات الاميركية الحرب على العراق منذ 10 أيام. وجاءت العملية في وقت كان الفلسطينيون يحتفلون بالذكرى ال27 ل"يوم الارض" حيث استشهد ستة فلسطينيين في مثل هذا اليوم من عام 1976 في احتجاجات وصدامات مع الشرطة الاسرائيلية وقعت في عدد من مناطق الجليل والمثلث في المناطق التي احتلتها اسرائيل عام 1948. وتبنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين"، العملية في بيان لها أمس، وقالت ان العملية جاءت ردا على المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وتعهدت مواصلة الانتفاضة والمقاومة. من جانبها، دانت السلطة الفلسطينية مجددا العمليات التي تستهدف المدنيين سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين. وقالت مصادر اسرائيلية ان قوات كبيرة من الشرطة التي لم تتلق أي انذارات مسبقة عن احتمال وقوع العملية، توجهت الى ساحة الاستقلال، مكان وقوع العملية، في اعقاب سماع صوت الانفجار الذي هز ارجاء المدينة. ووصل الى المكان ايضا عدد من الوزراء والمسؤولين الامنيين الاسرائيليين، من بينهم المفتش العام للشرطة الذي اعتبر في تصريحات ان "الفصل بيننا وبين الفلسطينيين غير محكم"، في اشارة الى نجاح الاستشهادي في الوصول الى مدينة نتانيا على رغم كل الاجراءات والاحتياطات الامنية المتخذة. لكن المفتش العام للشرطة اعرب عن "سعادته" لان العملية لم تسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى الاسرائيليين. وفي اعقاب الهجوم، باشرت اجهزة الامن والشرطة الاسرائيلية عمليات بحث وتمشيط عن شركاء محتملين للفدائي الذي فجر نفسه، واغلقت الشرطة الشوارع المؤدية الى مكان الانفجار. تفجير ناقلة جند في غزة وقبل وقوع العملية بساعات عدة فجر مقاومون فلسطينيون عبوة ناسفة كبيرة اسفل ناقلة جند اسرائيلية وسط قطاع غزة مساء السبت، ما اسفر عن اصابة ثلاثة جنود بجروح. وتبنت الهجوم "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان لها حصلت "الحياة" على نسخة منه. وقالت الكتائب في بيانها ان العبوة تزن 80 كيلوغراما، مشيرة الى ان احدا من مقاتليها لم يصب بأذى في الهجوم الذي استهدف الناقلة قرب مستوطنة "كفار داروم" الجاثمة فوق اراضي الفلسطينيين شرق دير البلح. كما تبنت اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال في جنين صباح السبت، اعترفت سلطات الاحتلال باصابة احد جنودها فيه. الى ذلك، اعلن مصدر عسكري ان فلسطينيا قتل برصاص الجيش في قطاع غزة بعد ان "دخل منطقة عسكرية محظورة". كذلك اصيب طفلان في انفجار جسم مشبوه يعتقد انه من مخلفات الجيش في مخيم البريج. شهيد في نابلس من جهة اخرى، استشهد الفتى محمد احمد درويش 17 عاما استشهد في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد في مخيم عسكر القديم، في اعقاب اصابته بعيار ناري في رأسه. واضافت ان قوات الاحتلال اطلقت نيرانها عشوائيا في اتجاه منازل المخيم، ما ادى الى استشهاده واصابة آخريْن. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس شمال الضفة وفرضت عليها حصارا عسكريا مشددا. وقالت مصادر فلسطينية ان نحو 15 آلية عسكرية توغلت في المدينة من جهتين ومنعت المواطنين من الدخول اليها او الخروج منها، قبل ان تشرع في دهم منازل عدد من المواطنين، وتعتقل شابين. كذلك فرضت حظر التجوال على قرية العوجا قضاء اريحا شرق الضفة في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد، ومنعت المواطنين من التحرك والخروج من القرية او الدخول اليها. واعتقلت اربعة فلسطينيين من بلدتي طمون وطوباس ومدينة جنين القريبة منها ليل السبت - الاحد، في اطار ما اسمته البحث عن مطلوبين، مشيرة الى انها عثرت في منزل احد المعتقلين على زي عسكري للجيش الاسرائيلي وذخائر.