الجزائر ثاني أكبر مستورد للحليب في العالم . الحكومة الكندية تطلق مشروعاً استشارياً لدعم صناعة اللحوم والألبان في الجزائر

وقعت وزارة الزراعة الكندية اتفاقاً مع أحد أكبر اتحادات الصناعات الغذائية المتخصصة في كندا بهدف تقديم دعم استشاري طويل المدى لصناعة انتاج الحليب في الجزائر بتمويل من المؤسسة الكندية لتنمية الصادرات. وقال مارك تارديف مسؤول خدمات التسويق والانتاج في الوزارة المذكورة ل"الحياة" مساء اول من امس ان الاتفاق جاء ضمن برنامج التزمت الحكومة الكندية تمويله لدعم صناعة انتاج اللحوم والألبان في الجزائر بمبلغ أربعة ملايين دولار كندي ما يعادل بأسعار الصرف الراهنة نحو 2.8 مليون دولار اميركي.
ووقع الاتفاق كل من ماريا مينا وزيرة التعاون الدولي ولايل فانكليف وزير الزراعة والصناعات الغذائية الذي أعرب عن سعادته في ان يتضمن مشروع الدعم الاستشاري نقل الخبرات الكندية الى صناعة انتاج الحليب في الجزائر، لا سيما في مجال تنظيم عمليات الانتاج وضمان الجودة.
ولفت تارديف الى ان عملية نقل التكنولوجيا ستتم من خلال تطبيق استراتيجية مدتها سنتين بالتعاون مع شريك محلي في الجزائر، مشيراً الى ان اتحاد الصناعات الغذائية المكلف بتطبيق هذه الاستراتيجية سيعمل على ارسال خبراء متخصصين الى الجزائر لهذا الغرض على ان تقوم الحكومة الكندية بتمويل نفقات البعثات من الجانب الكندي.
وأبرزت وزيرة التعاون الدولي الكندية أهمية الاتفاق، اذ أكدت ان المشروع الاستشاري سيقدم دعماً مهماً للاقتصاد الريفي في الجزائر ويساهم في زيادة الفرص أمام الجزائريين للعمل في عمليات انتاج الألبان فضلاً عن تحسين أداء صناعة انتاج الحليب الجزائرية في المدى البعيد.
وتعتبر الجزائر ثاني اكبر مستوردي منتجات الألبان في العالم وتقدر قيمة وارداتها السنوية بنحو 350 مليون دولار اميركي على رغم امتلاكها قدرات انتاجية كبيرة تغطي زهاء 40 في المئة من الاستهلاك المحلي المقدر بنحو ثلاثة بلايين ليتر من الحليب سنوياً، الا ان جزءاً قليلاً من الانتاج المحلي يجد طريقه الى مصانع الألبان.
وأوضح اتحاد الصناعات الغذائية الكندي ان مهمة الخبراء الكنديين ستركز على دعم عمليات جمع الحليب السائل من المزارع المنتجة بمشاركة مباشرة من قبل المنتجين المحليين، ما يضمن تزويد المصانع بحاجاتها بشكل مستمر، علاوة على تحسين أداء مجمل القطاع الانتاجي لصناعة الألبان.
وأشار الى ان الاستراتيجية الاستشارية ستطبق في منطقتي سوق أهراس وبجاية شرقي الجزائر في المرحلة الأولى ثم يصار الى تعميمها لاحقاً وستتضمن نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات في مجالات عدة أهمها تطوير عمليات جمع الحليب وايصاله الى المصانع وتحسين الانتاج واقامة آليات للاستشارة والتنسيق وتبادل المعلومات عبر المجالس الزراعية وتنظيم مهمات تدريبية في كندا والجزائر.
ولفت تارديف الى ان برنامج وزارة الزراعة الكندية شمل ايضاً مشاريع دعم في مجال الزراعة وتربية الأبقار والتلقيح الاصطناعي، مشيراً الى ان الجزائر تعتبر أحد أهم الشركاء التجاريين لكندا في المنطقة العربية وبلغت قيمة وارداتها من كندا في العام الفائت نحو 450 مليون دولار وغالبيتها من المنتجات الغذائية والزراعية، بما فيها الحليب المجفف الذي تبلغ قيمة وارداته في المتوسط نحو 35 مليون دولار سنوياً.