تضاربت المعلومات امس عن تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني والمقاتلين الشماليين في الجيش الجنوبي في ولاية جنوب كردفان، فيما رفضت حكومة دولة الجنوب اتهام الخرطوم بدعم المتمردين الشماليين، وحمّلتها مسؤولية ما يجري هناك. في موازاة ذلك، حذَّر زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، من انحدار السودان إلى فوضى في حال اندلاع ثورة شعبية في البلاد، متوقِّعاً «ثورة جياع وتلاشي السودان». وقال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، إن الأوضاع الأمنية في ولاية جنوب كردفان هادئة ومستقرة، وإن القوات الحكومية ملتزمة التزاماً صارماً بقرار وقف النار من طرف واحد لمدة أسبوعين. ونفى سعد في تصريح أمس اتهام منظمات أجنبية الخرطومَ بقصف جنوب كردفان، متهماً المتمردين بالسعي إلى شن هجمات على مواقع الحكومة في الولاية، مستغلين قرار وقف النار، كما اتهم «الحركة الشعبية» في الشمال بمحاولة التسلل إلى مناطق شرق جبال النوبة، إلا أن القوات الحكومية تصدت لها ومنعتها من الانتشار في المنطقة. وحذَّرت «الحركة» في ولاية جنوب كردفان الحكومة السودانية من الهجوم على منطقة انقارتو مرة أخرى، وأكدت أن الجيش السوداني تدعمه مليشيات حكومية، هاجم المنطقة بعد يوم فقط من قرار وقف النار، مشيراً إلى أن سكان المنطقة تضرروا من تلك المعركة وفرَّ عدد كبير منهم. وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، قالت في مؤتمر صحافي إن واشنطن «قلقة بعمق من تقارير عن مواصلة القوات الجوية السودانية قصف مناطق مدنية في جنوب كردفان، رغم إعلان الرئيس السوداني وقف النار من جانب واحد مدة أسبوعين». ودعت نولاند الحكومة السودانية إلى «التزام تعهداتها وتشجيع الحركة الشعبية على إعلان وقف مماثل لإطلاق النار». كما دعت الجانبين إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود إلى السكان المتضررين في جنوب كردفان. وفي جوبا نفت حكومة جنوب السودان دعم المتمردين الشماليين في جنوب كردفان، او التآمر لإطاحة حكومة البشير بقوة السلاح. وكانت الخرطوم قدمت شكوى الى مجلس الامن، تتهم فيها جوبا بإثارة الاضطرابات ودعم الحركات المتمردة في منطقتي جنوب كردفان ودارفور وإطاحة نظام البشير. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا بنجامين: «لا توجد على الإطلاق ذرة واحدة من الحقيقة في اتهامات الحكومة السودانية الواردة في شكواها المرفوعة إلى الأممالمتحدة». وأكد أن حكومته ستردّ على الشكوى، مشدداً على ان «الحكومة السودانية تقصف المدنيين من مواطنيها، فما الذي يبرر الزج بنا في هذا الأمر؟». على صعيد آخر، حذَّر زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، من انحدار السودان إلى فوضى في حال اندلاع ثورة شعبية في البلاد، منادياً بتدابير سياسية عاجلة تحول دون ذلك. وقال الترابي أمام حشد من أنصاره في قرية ود الترابي في وسط البلاد، إن الثورة المتوقعة في البلاد ستكون «ثورة جياع، وانتشار للسلب والنهب»، معتبراً أن السودان «صار عرضة للتلاشي من الخريطة الجغرافية». وحمل في شدة على حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقيادته. في موازاة ذلك، طالب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني، عقب تقديمه التهاني إلى البشير لمناسبة عيد الفطر ب «وفاق وطني شامل»، وأعرب عن أمله في أن يدعو البشير القوى السياسية والاستماع إليها، لحل قضايا البلاد والتصدي للتدخلات الأجنبية. وقال إن حزبه لن يشارك في السلطة إلا بعد وفاق وطني شامل حتى تشارك القوى السياسية في إقرار برنامج لمعالجة قضايا البلاد.