عمّت الفوضى القسم الخاص بالحجوزات في مؤسسة الخطوط الحديدية في الرياض أول من أمس، وذلك بسبب تأخير إصدار تذاكر السفر وتقديم أفراد على آخرين، وعدم سير موظفي الحجز وفق أرقام الانتظار الأمر الذي أدى إلى حدوث مشادات لفظية بين المنتظرين وموظفي الحجز، ما دعا إلى الاستعانة بأحد أفراد الشرطة المناوبين في المحطة. وبدأت المشكلة عند الرابعة عصراً، إذ كان عدد من الأشخاص على مقاعدهم بانتظار دورهم لعمل الحجز والحصول على التذاكر، حيث لم يكن على نوافذ الحجز التسع سوى ثلاثة موظفين، وصلوا بعد وقت قصير إلى موظف واحد لا يستقبل سوى المسافرين على الدرجة الممتازة «الرحاب»، مع تجاهل الدرجة الأولى والثانية «الطليعة والقافلة». وبعد مرور فترة تجاوزت 30 دقيقة، عاد بعض الموظفين ليصل إجمالي عددهم إلى سبعة موظفين، إلا أن نظام أرقام الانتظار عاد إلى الرقم 160 على رغم وصوله قبل ذلك إلى الرقم 545 وينتظر الكثيرون أدوارهم التي تتخطى هذا الرقم. وأبدى الكثير من المنتظرين تذمّرهم للموظفين، مطالبين بحضور المدير المسؤول لوضع حل لما يحدث من فوضى في الأرقام، خصوصاً أن انتظار البعض زاد على الساعتين، إلا أن أحد الموظفين أوضح أن المدير يحضر في الدوام الصباحي، مطالباً الأفراد بالانتظار في مقاعدهم، من دون الالتفات إلى أصحاب الأرقام التي وصلت إلى 600. وأوضح أبو فيصل أنه تواجد في المحطة منذ الثالثة والنصف وبقي بانتظار دوره بحسب الأرقام، مشيراً إلى أنه تفاجأ بعودة الأرقام بشكل كبير، لدرجة أن البعض استطاعوا الحجز على رغم حضورهم بعده بأكثر من ساعة. وقال: «لا أدري إلى متى سيتواصل هذا التخبّط، فالمؤسسة تعاني من نواقص عدة في الكثير من الجوانب، فعدا عن سوء القطار وبطئه وسوء الخدمة وعدم الترتيب الرقمي داخله، نجد سوء في عملية إصدار تذاكر الحجز التي تشكّل واحدة من بديهيات عمل أية محطة». وتساءل أحمد الحسن عن أسباب السكوت على ما تعانيه الخطوط الحديدية وعدم وضع الحلول لها، مطالباً المسؤولين بمتابعتها وتصحيح أوضاعها، خصوصاً أن الكثير من الأشخاص يسافرون على متنها وتحديداً خلال الإجازات. وأضاف: «طالما أن المحطة غير قادرة على استقبال المسافرين وتقديم الخدمات لهم على مستوى الحجوزات، فلماذا لا تضع لها نقاط بيع خارجية تتيح للمسافر الحصول على تذكرته بسهولة، بدلاً من إجبار المسافرين على الحضور إلى المحطة». وقالت أم رنا: «مساوئ الخطوط الحديدية لم تقف على مسألة الحجوزات، فمن يسافر بالقطار يدرك ما يحدث، لكنني أستغرب مع عدم الإدارة الجيدة التي حدثت اليوم تجاهنا، فما فائدة الانتظار والالتزام بالنظام إذا كان هذا ما سيحدث، كذلك استغرب من مطالبة احد الموظفين لنا بالبقاء على المقاعد، من دون النظر في ما حدث، حتى وصل الأمر إلى تواجد أحد أفراد الشرطة، وكأننا مخطئون». بدوره، أكد عضو لجنة النقل في مجلس الشورى سعدون السعدون، أن الخطوط الحديدية في الفترة الحالية تعاني من بعض المشكلات، يأتي أهمّها عدم حداثة القطارات، وطول مسافة السفر عليها. وأضاف: «الخطوط الحديدية يسافر عليها الكثير من الناس وفي جميع أيام السنة، فهي أصبحت لا ترتبط بموسم معين، فهناك الكثير من الطلاب والموظفين وغيرهم ممن يتنقلون بواسطة القطار، وبالتالي فإن ذلك يحتاج إلى إضافة بعض الجوانب التطويرية، حتى يكون القطار مناسباً للجميع، فلا أجد أن من الصحيح أن تصل الرحلة من الرياض إلى الأحساء لثلاث ساعات، وإلى الدمام تزيد عن أربع ساعات، فهذا الزمن الطويل يفترض العمل على تقليصه، وذلك من خلال إيجاد قطارات حديثة ومناسبة وذات خدمات جيدة، إضافة إلى تعزيز عملية التنظيم الداخلي والمقاعد، من خلال زيادة أعداد القاطرات في كل رحلة». وأشار إلى أن مؤسسة الخطوط الحديدية وعدت بتطوير كبير مع نهاية هذه العام، سواء على مستوى السكة، أو القطارات، أو الخدمات «التي نأمل أن تكون خلال الفترة المقبلة أرقى، فدول العالم تتطوّر، والقطار لديها يشكّل أهمية كبيرة، ونتمنى أن نراها تشمل جميع مدن المملكة»، منوّهاً بأن مجلس الشورى يلتقي مع المسؤولين في مؤسسة الخطوط الحديدية، للنقاش حول العديد من الجوانب المتعلّقة بها، للإسهام في حل المشكلات وتذليل العقبات، مشيراً إلى أن المجلس داعم لكل ما ينفع المواطن. وكانت «الحياة» تواصلت مع مدير العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة الخطوط الحديدية محمد أبو زيد، للحصول على تعليق بشأن الحادثة إلا أنه لم يرد على استفسارات «الحياة» بعد استقبالها ووعده بالرد عليها.