اختارت الهيئة العامة للسياحة والآثار، عيناً كبريتية في محافظة حفر الباطن، لإطلاق أول مشروع للسياحة الجيولوجية في المملكة، عبر تطوير العين، التي يسميها الأهالي «خسارة»، كمرحلة أولى من عملية تطوير شامل، يستهدف منطقة المشروع، الواقع على طريق حفر الباطن – الكويت، على بعد 50 كيلو متراً من المدينة. ويهدف المشروع، الذي سيتم تنفيذه بالشراكة مع محافظة حفر الباطن، وبلديتها، وفرع المديرية العامة للمياه، إلى «توفير نواة للتنمية السياحية في المحافظة، بموقع سياحي مُهيأ ومُجهز، يُلبي حاجات الزوار، ويزيد من تدفقهم على المحافظة، وضمان استدامة الموقع والمحافظة عليه، وتحقيق مستوى عال من الجودة للخدمات المقدمة، وتحقيق المتطلبات الأساسية التي تلبي رضا المستخدم، إضافة إلى دعم منظمي الرحلات السياحية من خلال توفير منتجات سياحية يمكن وضعها في حزمهم التسويقية، ودعم منظمي الفعاليات والمهرجانات، من خلال إيجاد مساحات مناسبة في المنطقة لإقامة الفعاليات والمهرجانات، وزيادة الأثر الاقتصادي الإيجابي للمجتمع المحلي في المنطقة». ويحوي المشروع، الذي تشرف عليه حالياً، المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية، حوضَين للمياه الكبريتية الحارة، يستخدمان للسباحة والاستشفاء. ويقدر عمق البئر الارتوازية فيه، التي تم حفرها منذ نحو ثلاثة عقود، بنحو 2700 متر، فيما تبلغ كمية ضخ المياه بنحو 70 متراً مكعباً، وتتراوح درجة حرارة المياه بين 60 و70 درجة مئوية. وأعدت الهيئة العامة للسياحة والآثار، رؤية لتطوير الموقع، على مساحة تبلغ نحو 3500 متر مربع، بما يتناسب مع حاجات العائلة السعودية، وباستشارة احد الخبراء العالميين. وهو يحوي عدداً من وحدات المغاطس الخاصة المرتبطة في ممرات مشاة، إضافة إلى مواقف للسيارات، ونقاط بيع، ومنطقة ألعاب للأطفال ومصلى. وعلى رغم ان الموقع لم يشهد تطويراً بعد، إلا ان البئر الارتوازية الحارة تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار الباحثين عن علاج أمراض العظام والجلد، بفضل المياه الكبريتية التي لها «أثر كبير في تخفيف الآلام»، بحسب ما يؤكده مرتادوها. وتقع هذه البئر الحارة في التكوين الجيولوجي المعروف ب «الوسيع». ويسود اعتقاد بين الأهالي في إمكان الاستفادة من المياه الحارة في البئر في الاستطباب والتداوي، ما جعل مياهها الكبريتية الحارة جداً مقصداً للكثير من كبار السن السعوديين والكويتيين، للتداوي من أمراض المفاصل وأمراض حساسية الجلد. فيما يستخدمها البعض لسقيا المواشي، بعد تبريدها بأحواض أقامتها وزارة الزراعة لهذا الغرض. وتلفت العين، أنظار المسافرين من حفر الباطن إلى الكويت، وتقع على بعد كيلو متر واحد خلف محطة بنزين عتيقة، في منتصف الطريق بين حفر الباطن ومنفذ الرقعي الحدودي. ويخرج الماء منها عبر مضختين كبيرتين، لينسكب في حوضين. وعلى رغم شهرتها الاستشفائية، إلا ان العين عانت لسنوات من «ضعف الاهتمام»، وإدارتها بطريقة «بدائية»، قبل ان تقرر الهيئة العامة للسياحة والآثار، تطويرها، وتحويلها إلى نواة «السياحة الجيولوجية» في المملكة.