أعلنت شركة «كامبريدج اناليتيكا» البريطانية، المتهمة بالاستحواذ على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع «فايسبوك» واستخدامها في طريقة غير قانونية لمصلحة الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تجميد عمل مديرها ألكسندر نيكس، بعدما بات موضع جدل ومطالبات من مشرّعين على جانبَي الأطلسي، بكشف بيانات منتهكة. والفضيحة التي أدت الى تراجع أسهم «فايسبوك»، كُشِفت بعد معلومات أفادت بأن الشركة جمعت بيانات 50 مليون مستخدم للموقع وأساءت استخدامها. وفي تسجيل سري حصلت عليه شبكة «تشانل فور نيوز» البريطانية، كشف نيكس استخدام شركته نظام بريد الكتروني سرياً للتدمير الذاتي، يمسح رسائل البريد الالكتروني بعد ساعتين على قراءتها. وبثّت مقابلة أُجريت في تشرين الأول (اكتوبر) 2017 مع هيلاري كلينتون، التي خسرت أمام ترامب في الانتخابات عام 2016، قالت فيها إنها واجهت «جهداً دعائياً ضخماً». وتحدثت عن «نوع جديد يُدار على الجانب الآخر»، معتبرة أن الأمر «أثّر في فكر الناخبين». ولدى إعلان تجميد عمل نيكس، ذكر مجلس إدارة «كامبريدج اناليتيكا» أن مدير الشركة سيتنحى عن منصبه فوراً، في انتظار انتهاء التحقيقات. واعتبرت الشركة أن تصريحات نيكس التي سجّلتها القناة الرابعة ومزاعم أخرى «لا تمثّل القيم أو عمليات الشركة، ووقفه عن العمل يعكس الجديّة التي نرى بها هذا الانتهاك». وزجّت الأزمة موقع «فايسبوك» في فضيحة كبرى، اذ سيخضع لتحقيق على جانبَي الأطلسي، نتيجة إساءة استخدامه البيانات الشخصية لمستخدميه. وقررت السلطات الاوروبية والبريطانية المكلّفة حماية المعطيات، التحقيق في شأن «كامبريدج أناليتيكا»، فيما دعا برلمانيون بريطانيون مؤسس «فايسبوك» مارك زوكربيرغ الى توضيح «فشل إجرائي كارثي». كذلك دعا ديموقراطيون بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي زوكربيرغ الى الشهادة. وفي المملكة المتحدة، طلب مكتب مفوض الإعلام، الهيئة المستقلة المكلفة تنظيم القطاع وحماية المعطيات الشخصية، إذناً للتحقيق داخل الشركة، كما طلب من «فايسبوك» وقف تحقيقه في شأن «كامبريدج اناليتيكا»، اذ قد يؤثر في تحقيق المكتب. وكان الموقع أعلن إغلاق حساب الشركة، وكلّف مكتب مراقبة رقمية كشف خيوط الملف. الى ذلك، اعتبر ألكسندر كوغان، الأكاديمي في جامعة كامبردج الذي جمع بيانات الملايين من مستخدمي «فايسبوك»، أن الموقع والشركة استخدماه «كبش فداء»، لافتاً الى «مبالغة» في شأن دقة البيانات. وسُئل هل حدث استهداف لقطاعات معينة من الناخبين، يمكن أن يؤثر في الانتخابات، فأجاب: «لا أعتقد ذلك». وفي السياق ذاته، أعلنت شركة «غوغل» أنها ستطلق «مبادرة غوغل نيوز» للقضاء على الأخبار الزائفة على الإنترنت، وأثناء مواقف الأخبار العاجلة. وأشارت الى انها تخطط لإنفاق 300 مليون دولار في غضون السنوات الثلاث المقبلة، لتحسين دقة الأخبار وجودتها.