أعلنت شركة «كامبريدج اناليتيكا» البريطانية، المتهمة بالاستحواذ على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع «فايسبوك» واستخدامها بطريقة غير قانونية أمس (الثلثاء)، تعليق عمل مديرها الكسندر نيكس بعدما أصبح محط جدل كبير ومطالبات من مشرعين على جانبي الأطلسي بالكشف عن البيانات المنتهكة. وانفجرت الفضيحة إثر معلومات افادت بأن الشركة البريطانية التي عملت لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية جمعت بيانات ل50 مليون مستخدم ل «فايسبوك» واساءت استخدامها. وظهرت أمس تسجيلات يتفاخر فيها نيكس بالدور الموسّع لشركته في الحملة الانتخابية لترامب، زاعما أنها قامت بكل بحوث وتحليلات الحملة، وحملاتها التلفزيونية والرقمية. وفي التسجيل السري، الذي حصلت عليه محطة «تشانل فور نيوز» البريطانية، كشف نيكس عن استخدام شركته نظام بريد إلكتروني سرياً للتدمير الذاتي. وقال عن هذه الأداة التي تمسح رسائل البريد إلالكتروني بعد ساعتين من قراءتها «لا يوجد دليل لا يوجد أثر. لا يوجد أي شيء». ولدى الإعلان عن تعليق عمل نيكس، قال مجلس إدارة «كامبريدج اناليتيكا»، إن «مديرها سيتنحى عن منصبه فورا بانتظار انتهاء التحقيقات التي ستجرى في المزاعم المتعددة». وتضمّنت التسجيلات مع المراسل السري، تفاخُر نيكس أيضاً بالإيقاع بسياسيين والعمل في شكل سري في انتخابات في إرجاء العالم عبر شركات في الواجهة. وقالت الشركة في بيانها «بالنسبة إلى مجلس الإدارة، فإن تصريحات نيكس الأخيرة التي سجّلتها القناة الرابعة والمزاعم الأخرى لا تمثّل القيم أو عمليات الشركة، ووقفه عن العمل يعكس الجديّة التي نرى بها هذا الانتهاك». ونفت الشركة «في شكل قطعي» أن تكون جمعت بيانات 50 مليون مستخدم ل «فايسبوك»، من دون موافقتهم بهدف دعم الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب. وزجت الأزمة بشركة «فايسبوك» في فضيحة كبرى، إذ ستخضع للتحقيق على جانبي الأطلسي، بسبب إساءة استخدامها للبيانات الشخصية لمستخدميها، وأدى لهبوط سعر سهم أكبر مواقع التوصل الاجتماعي. وقررت السلطات الاوروبية والبريطانية المكلفة حماية المعطيات، التحقيق في شأن الشركة البريطانية، في حين دعا برلمانيون بريطانيون مؤسس «فايسبوك» إلى تقديم توضيحات. من جهتها، قالت المفوضية الاوروبية إن «السلطات المكلفة حماية المعطيات في دول الاتحاد الأوروبي، ستبحث هذا الموضوع في اجتماع الثلثاء المقبل في بروكسيل لمجموعة ال29»، وهي هيئة التعاون الأوروبية. وأعلن أن ممثلة للمفوضية في واشنطن ستطلب «توضيحات» من «فايسبوك». بدوره، أعلن رئيس البرلمان الأوروبي انتونيو تاجاني الإثنين الماضي، أن النواب الأوروبيين «سيحققون في شكل كامل في الانتهاك غير المقبول للحق في سرية المعطيات»، الذي كشفته صحيفة «نيويورك تايمز» و «ذي ابزورفر». وفي المملكة المتحدة، طلب مكتب مفوض الإعلام، الهيئة المستقلة المكلفة تنظيم القطاع وحماية المعطيات الشخصية، الإذن في التحقيق داخل الشركة المعنية حتى يمكنه «تفتيش الخوادم وإجراء عملية تدقيق في المعطيات». وأكد المكتب أنه طلب منذ السابع من الشهر الجاري من الشركة الوصول إلى ملفاتها ومعطياتها، من دون أن يحصل على جواب «في الآجال المحددة». وأوضحت رئيسة المكتب إليزابيث دينهام، أنها طلبت وحصلت من شبكة «فايسبوك» أن توقف تحقيقها في شأن «كامبريدج اناليتيكا»، لأنه يمكن أن يؤثر على تحقيق المكتب. وقررت لجنة برلمانية بريطانية أمس استدعاء مؤسس «فايسبوك» مارك زوكربرغ، لتقديم توضيحات أمامها. ومنحته حتى الإثنين المقبل للرد. وكتب رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والرياضية في مجلس العموم داميان كولينز رسالة إلى زوكربرغ، طالبه فيها بتوضيح «الفشل الإجرائي الكارثي». وإتهم مسؤولون في «كامبريدج اناليتيكا» بالسعي للايقاع بسياسيين من خلال محاولة رشوتهم أو عبر الإستعانة بمومسات. من جهتها، أكدت «فايسبوك» إغلاقها حساب الشركة البريطانية وكلّفت مكتب مراقبة رقمية بكشف خيوط القضية. وتراجع سهم «فايسبوك» عند الساعة 18:00 توقيت غرينيتش بنسبة 5.30 في المئة عند 164.36 دولاراً في بورصة نيويورك، بعدما تراجع بنسبة 6.8 في المئة الإثنين الماضي.