دافع البرتغالي غوميز، والذي أنهى مشواره مع نادي النصر في الإشراف على الفريق الكروي الأول في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، عن كل الاتهامات التي طالت المدير العام لكرة القدم في النصر سلمان القريني حول تدخله في عمل المدربين والشؤون الفنية وأنه يتجاوز مهام عمله كمدير للفريق وأكد غوميز أن النصر بحاجة ماسة وعاجلة إلى تحقيق البطولات لإرضاء أنصاره الذين باتوا يتلهفون لمشاهدة الذهب يلمع في خزائن النادي، غوميز عرج بالحديث عن فريقه السابق، مؤكداً أنه يتحمل وحده قرار إبعاد المغربي صلاح عقال من قائمة الفريق وعدم التجديد معه، وشدد البرتغالي على أن وجود فريقي الرائد والتعاون سيرفع من مستوى الكرة في منطقة القصيم، غوميز كشف الكثير من خلال الحوار الآتي: كيف تقوّم تجربتك مع الفريق النصراوي؟ - أعتقد أنها تجربة جيدة أضافت لي الشيء الكثير في سجلي كمدرب، وسأظل أتذكرها كثيراً على رغم أنها قصيرة، بيد أنني راضٍ عمّا قدمته مع النصر، والذي أتمنى له التوفيق في المواسم المقبلة، لكي يعود أكثر قوة وتألقاً في المنافسة على تحقيق الألقاب لأنه باختصار فريق كبير وخلفه جمهور عاشق وينتظر عودته. ولكنك لم تستطع تحقيق نتائج إيجابية في كأس الأبطال؟ - هذا الكلام غير صحيح، وأي مدرب لا يستطيع فعل أي شيء في ظل هذه الفترة القصيرة والتي جاءت بعد مرحلة إخفاق في البطولة الآسيوية، ومن هذا المنطلق ركزت في العمل على العوامل النفسية ورفع الروح المعنوية لدى اللاعبين، وكنت قريباً من نفسيات الفريق، ولا سيما أنه بعيد منذ فترة ليست بالقليلة عن المنافسة على تحقيق البطولات، وحاولت قدر الإمكان عمل نتائج تجعل الفريق يعود سريعاً وبشكل مميز ولكن الظروف كانت أقوى من رغبتي. وهل للجمهور أن يتعرف مثل هذه الظروف التي واجهتها في مباراتي الاتحاد وكيف تعاملت معها؟ - حقيقة كان الحظ سيئاً بالنسبة لي مع النصر، بعد أن فقدت في لقاء الذهاب أكثر من ثلاثة لاعبين وهم حسين عبدالغني وخالد الزيلعي وفيغارو بداعي إيقافهم في البطولة الآسيوية، ولو شارك هذا الثلاثي في تلك المباراة، لكانت الظروف أفضل مما كنا عليها، وفي اللقاء الثاني كنا الأحق بنتيجة الفوز على رغم أن الاتحاد يلعب على أرضه وبين جمهوره، بيد أن الفرصة كانت مهيأة لنا للانتصار، لولا إضاعة بعض الفرص السهلة، وهذه الظروف واجهتني في الرائد بنفس السيناريو في هذا الموسم وهي مؤثرة جداً وتحبط من عزيمة اللاعبين والجهاز الفني. ولكن الفريق في هاتين المباراتين هو من يسجل ومن ثم يستقبل الأهداف في شباكه؟ - لم يكن لدي المهاجم التقليدي الصريح، بمعنى أنه يستطيع معالجة الفرص الضائعة التي حدثت لنا في المباراتين، بينما لدى الاتحاد ثلاثة لاعبين وهم نايف هزازي وعبدالملك زيايه ومحمد الراشد، والذين كان حضورهم فعالاً ومميزاً وتمكنوا من التسجيل، وهو ما عمل الفارق داخل الملعب. لماذا رفضت بعد نهاية لقاء الإياب الإفصاح عن الأمور السلبية التي يعانيها الفريق؟ - هذه مشكلة داخلية ويجب أن تكون سرية، ويتم الحديث فيها مع إدارة النصر دون التطرق لها في وسائل الإعلام. وهل قدمت تقريراً فنياً للفترة التي قضيتها مع النصر؟ - الإدارة طلبت مني كتابة تقرير بعد نهاية مباراة الاتحاد الثانية، لكنني اعتذرت لهم، كوني أشرفت على الفريق لفترة بسيطة جداً، وأعتقد أنه ليس من حقي أن أكتب تقريراً لفترة لم تتجاوز الأسبوعين، لكنني سأتحدث معهم بشكل ودي فقط من دون أن تكون هناك تقارير فنية رسمية. ولكن نُشر في بعض وسائل الإعلام أنك طالبت بإبعاد عدد من اللاعبين والإبقاء على عدد معين؟ - هذا غير صحيح تماماً ولم يحدث إطلاقاً، ولكن من دون شك لي وجهة نظر فنية سوف أنقلها بكل أمانة عن كل ملاحظاتي على الفريق. يتهم البعض مدير الفريق سلمان القريني بالتدخل في شؤون المدربين وفي فرض بعض الأسماء، وإبعاد البعض الآخر عن التشكيلة، هل حدث هذا معك؟ - سأقول رأيي بكل أمانة، سلمان القريني منذ يومي الأول في النادي أعطاني كل الصلاحيات التي تقع تحت مهمتي دون أن يفرض الوصاية، ولم يسبق له أن تدخل في عملي كمدرب طوال الفترة التي قضيتها مع الفريق، بل إنني وجدته الرجل المساند لي وبقوة في تنفيذ كل متطلبات الفريق وهو أحد الإداريين الذين أعتز بصداقتهم، وهو رجل مميز ويعمل بكل احترافية، وهو ما ينطبق تماماً على مدير الكرة في فريق الرائد فارس العمري، والذي أمضيت في العمل معه سبعة أشهر ولم يسبق له أن تدخل في غير شؤونه، لكنني أرحب بكل وجهات النظر ولا أصادرها إطلاقاً والقرار في النهاية يرجع لي كمدرب مسؤول عن الفريق الذي أدربه. راهنت على حارس النصر خالد راضي الذي قدم نفسه بشكل لافت في مباراتي الاتحاد، كيف ترى هذا الأمر؟ - هذا أحد قراراتي الفنية التي اتخذتها من دون أن يكون لأي شخص رأي في هذا الأمر، لأنني كنت أحد المعجبين بهذا الحارس منذ أن كنت مدرباً للوحدة في الموسم ما قبل الماضي، وأعتقد أن راضي كان أحد نجوم المباراتين، وأظهر إمكانات فنية مميزة، ولم أكن أعلم بأنه أجرى جراحة في الموسم الماضي، إلا بعد المباراة الأولى أمام الاتحاد وكان بعيداً عن أجواء المباريات الرسمية. لماذا لم تتدخل في حل مشكلة قائد الفريق حسين عبدالغني وعمر هوساوي التي حدثت قبل مواجهة الإياب أمام الاتحاد؟ - ما حدث بينهما كان بعد نهاية التدريب، ولم أكن قريباً من الحادثة، ولكن لو حدث الخلاف أثناء التدريب لكان هناك رأي آخر، وذلك لأن التدريب يعتبر جزءاً من وقتي وصلاحياتي الفنية. هل وجدت صعوبة في تدريب النصر؟ - لم أجد صعوبة في قبول المهمة لثقتي بنفسي وبالفريق الذي سوف أدربه، ولا سيما أنه فريق كبير ويمتلك الإمكانات الفنية واللاعبين المميزين. أثير عبر وسائل الإعلام أنك تلقيت عرضاً جاداً لاستمرارك مدرباً للنصر في الموسم المقبل؟ - عرفت عن هذا الأمر من خلال بعض وسائل الإعلام، ولكن لم يكن هناك أي عرض، ولا أعتقد أن مسيّري نادي النصر يرغبون في هذا الأمر، خصوصاً أنني مرتبط بعقد للموسم المقبل مع الرائد، ولأنني حضرت للنصر لفترة معينة فقط وانتهت. ننتقل إلى فريقك السابق الرائد، ما مدى رضاك عمّا قدمته مع الفريق هذا الموسم؟ - أعتقد أن الرائد قدم هذا الموسم مستوى فنياً جيداً، مقارنة بأنني حضرت لتدريب الفريق في منتصف الدوري، لكنني راضٍ تماماً عمّا قدمته مع الفريق، ولا سيما أنني وجدت الأجواء الصحية في النادي، والتي كانت مساعدة لي في العمل وتحقيق النتائج الجيدة. وماذا يميز الرائد في رأيك؟ - ما يميز الرائد أنه فريق جماهيري وكبير كما لو كان النصر، والبيئة الموجودة في الرائد تساعد أي مدرب في النجاح وأنا حقيقة سعادتي كبيرة بعد تجديد العقد للموسم المقبل، وسأكون مع الفريق منذ بداية الموسم وليس كما حدث في هذا الموسم لأنني أريد أن أصل بالفريق لأن أحقق طموحات محبيه وجماهيره ورئيسه فهد المطوع الذي مهما تحدثت عنه فلا يمكن لي أن أصف رقيه في التعامل، ولا أبالغ إذا ما ذكرت أنه أفضل رجل إداري تعاملت معه في تاريخ حياتي الرياضية لصدقه ووضوحه وشفافيته، ولذلك أتمنى أن يعكس اللاعبون هذا الاستقرار الإداري بأن يكون العطاء داخل أرض الميدان في استحقاقات الموسم المقبل. الإدارة الرائدية أكدت أن عدم التجديد مع المغربي صلاح الدين عقال كان بقرار فني من غوميز ما صحة ذلك؟ - من دون شك قرار أنا أتحمله شخصياً، لأن رئيس النادي منحني الصلاحيات كافة في الفريق سواء في اللاعبين المحلين أو الأجانب، وأنا من يتخذ كل قرار فني لأنني لا أسمح لأي شخص أن يتدخل في عملي مهما كان، ومن هذا المنطلق أعطيت رأيي في المحترف المغربي صلاح الدين عقال، وطرحت فكرتي ويبقى تنفيذها أمراً إدارياً سواء في بقائه أو رحيله. ولكن الجمهور طالب ببقاء اللاعب وعدم رحيله للتعاون بعد المستويات الجيدة التي قدمها مع الفريق؟ - أحترم رأي الجماهير وأقدره كثيراً، ولكن أنا أعطي فكرتي وتصوراتي الفنية لإدارة النادي، وأتمنى أن يعرف الجميع أن اللاعب عقال يملك إمكانات فنية جيدة وليس بالضروري وجوده في الرائد لأنني أرغب في لاعب يخدم طريقتي الفنية طوال الموسم، وليس في مباريات معينة، ومقارنة بالمبالغ التي يحصل عليها مع بقية اللاعبين الأجانب في بعض الأندية الأخرى يجب أن يتفوق على الجميع. هناك من جماهير الرائد من طالب بإبعاد مدير الكرة فارس العمري، بِمَ تقوّم ذلك؟ - لا يمكن لي أن أطلب من مدير الكرة فارس العمري أكثر ممّا يقدمه لي كمدرب طيلة الفترة الماضية، وينفذ كل متطلباتي، وأفضل مدير فريق هو من يتمكن من إيجاد الحلول ولا يكون كثير الكلام، وهو ما يتميز به فارس العمري، والذي يجيد التعامل بشكل مميز مع اللاعبين، ولست أعرف لماذا هؤلاء ضد هذا الرجل والذي باعتقادي الشخصي أنه لو كل المدراء يقومون في نفس العمل الذي يقوم فيه لتحققت النتائج، ولما حدثت المشكلات الإدارية مع بعض الفرق، والتي يتدخل البعض منهم في عمل شؤون المدرب. كيف ترى التنافس بين الرائد والتعاون بعد الموسم الأول لك مع الرائد؟ - كرة القدم في منطقة القصيم على وجه العموم متطورة، وبدأت تأخذ وضعها الفني الجيد، ووجود الرائد والتعاون في دوري زين السعودي للمحترفين أمر من دون شك محفز للجمهور، وأتمنى في الموسم المقبل أن يظهر العمل الإداري في الناديين على أرض الواقع. اللاعب السعودي ماذا يميزه فنياً؟ - ما يميز اللاعب السعودي أنه يتمتع بتكتيك عالٍ ومهاري جيد، وبإمكانه الاحتراف في أي دولة بشرط توافر كثير من العوامل المساعدة في الاستقرار الفني والإداري.
