أكد الأمين العام للجالية البرماوية في السعودية عبدالله معروف أن الأجهزة الأمنية تمكنت من التوصل إلى المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من أبناء جاليتها، وأحالتهم إلى مستشفيات العاصمة المقدسة، لتلقي العلاج، مؤكداً تعاون مكتب الجالية في استكمال إحضار المطلوبين، وفقاً لما وضحت إمارة منطقة مكةالمكرمة في بيانها. وقال معروف ل«الحياة»: «بذلت الأجهزة الأمنية والحكومية جهوداً كبيرةأ مع فريقنا المساند، لاستكمال المعلومات عن المصابين، ونعمل الآن على ملف الفايروس الكبدي مع الشؤون الصحية، بتوجيه من الإمارة»، لافتاً إلى تشكيل لجنة ثلاثية من هذه الأطراف للعمل على هذا الملف. وأشار إلى أن مكتب الجالية البرماوية يعمل بإشراف شرطة العاصمة المقدسة في جميع القضايا الصحية والاجتماعية والتعليمية والأمنية، ويتعاون مع الجهات الحكومية كافة، بتوجيه من الإمارة «على قدم وساق»، مبيناً أن الجهود أثمرت تصحيح أوضاع 43 ألف طالب وطالبة في ملف التعليم، أما على صعيد وزارة العدل فتم تصحيح ظروف الوثائق الاجتماعية وإصدار 34 ألف وثيقة من المحكمة، ووظف مكتب العمل 46 ألف شاب، «ونعمل على جميع المستويات، ومع كل الجهات، ضمن توجيه الإمارة»، بحسب قوله. وكانت قضية هرب 94 شخصاً من حاملي جنسية بورما، من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، فتحت الباب واسعاً لواحد من الملفات المسكوت عنها، وذكّرت بالمخبوء من سيرة هذا المرض، بعدما بقيت القضية محل رد وجذب، قبل أن يحسمها بيان صدر أمس عن إمارة منطقة مكةالمكرمة، على لسان متحدثها الرسمي سلطان الدوسري، قال فيه إن «الجهات الأمنية، بالتعاون مع الشؤون الصحية، تمكنت من التوصل إلى المصابين بنقص المناعة المكتسبة (الإيدز) كافة، من أبناء الجالية البرماوية، وإحالتهم للعلاج في مستشفيات العاصمة المقدسة». وأوضح الدوسري أن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل وجه بتشكيل فريق عمل من الإمارة والشرطة والشؤون الصحية، للتواصل مع المصابين الذين لم يستجيبوا للاستدعاءات المتكررة من الجهات الصحية، بهدف تقديم العلاج لهم، وتمكنت اللجنة من التواصل معهم وإخضاعهم للعناية الطبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالعاصمة المقدسة، وإعطائهم العلاج اللازم، فيما أحضروا المخالطين لهم لإجراء الفحوص الطبية عليهم. وكانت وسائل إعلام تداولت أنباء، خلال الفترة الماضية، عن امتناع عدد من أبناء الجالية البرماوية المصابين ب«الإيدز» من الحضور للعلاج، وكذلك عدم إحضار المخالطين لهم، الأمر الذي استدعى تدخل الإمارة وتشكيل فريق عمل لهذا الغرض. وقالت العضو المؤسس في الجمعية السعودية لمرضى الإيدز الاختصاصية الاجتماعية وفاء الشمري إن السبب الذي يغلب لهرب المصاب بالمرض ودوافعه هو «الوصمة الاجتماعية والآثار المترتبة عليها»، مضيفة أن «متعايش الإيدز مريض، والنظرة الاجتماعية الخاطئة حولته من ضحية إلى مجرم، وهذا ما يتسبب في حالات من هذا النوع». وتواجه منطقة مكةالمكرمة حقيقة مرة، باعتلائها المرتبة الأولى في عدد مصابي المرض، بنسبة 45 في المئة من إجمالي المصابين في السعودية، في العام 2013، لعوامل عدة، بينها مواسم الحج والعمرة. وقالت وزارة الصحة إنه من بداية العام 1984 حتى نهاية 2015 بلغ العدد التراكمي لجميع الحالات المكتشف إصابتها بالإيدز 22.952 مريضاً، منها 6770 سعودياً، و16.182 من غير السعوديين. وأفادت «الصحة» بأن المملكة حققت نجاحات موفقة في سبيل توفير الخدمات الوقائية والعلاجية بجودة عالية، وخصوصاً في مجال المسوح الطبية واكتشاف الحالات مبكراً، وبدء العلاج، وتوفير الرعاية النفسية والتأهيلية للمصابين وأسرهم.
