في اليوم الأول للفراغ الرئاسي في لبنان، أطلق الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله مجموعة مواقف في «عيد المقاومة والتحرير»، فدعا الى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وعدم انتظار متغيرات دولية أو اقليمية، لافتاً الى «تفاوض جدي بين «تكتل التغيير والإصلاح» برئاسة العماد ميشال عون وتيار «المستقبل» برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وإلى «ترشيح تحدٍ (جعجع) لقطع الطريق على ترشيح جدي (عون)...». وقال ان مشروع الفريق الآخر كان التمديد للرئيس (ميشال سليمان)، وليس انتخاب رئيس جديد. (للمزيد) وجدد نصرالله التمسك بثلاثية شعب، جيش، مقاومة، مؤكداً ان قوة الردع مع العدو هي الاستراتيجية الوحيدة الكفيلة بحماية لبنان، كما أكد أن سورية ومحور المقاومة سينتصران في «الحرب الكونية على سورية». كما تجنب الحديث عن زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للأراضي المقدسة في فلسطينالمحتلة. كان نصرالله يتحدث عبر الشاشة في «مهرجان عيد المقاومة والتحرير، وطن هويته مقاومة» الذي أقيم عصر أمس في بنت جبيل في الجنوب لمناسبة ذكرى تحرير الشريط الحدودي المحتل في 25 أيار (مايو) عام 2000. وجدد نصرالله في مستهل خطابه تأكيد «تاريخية وعظمة الانتصار» وأهم دلالاته سقوط مشروع اسرائيل الكبرى والتأسيس لزمن الانتصارات، معتبراً أنه انجاز وطني عربي اسلامي. ولفت الى انه اليوم يتم ترسيخ فكرة الربط بين الإسلام وحركاته وبين القتل العشوائي والذبح والتدمير والمجازر وتدمير أماكن العبادة وتدنيس القبور وإصدار أحكام الإعدام على الآخرين لمجرد الاختلاف معهم في الموقف السياسي، وهذا الأمر هو جريمة بحق الإسلام وخيانة من قبل الذين يقومون به»، وذكّر بدخول المقاومين الشريط اللبناني المحتل يوم التحرير في 25 أيار 2000 «وكيف حفظوا كرامات الناس والمساجد والكنائس والحجر والبشر...». وقال ان هذه المقاومة صنعها الإسلام وأخلاق الإسلام. وأعلن ان قوة الردع مع العدو الإسرائيلي هي الاستراتيجية الوحيدة الكفيلة بحماية لبنان «أرضاً وشعباً ومؤسسات ودولة وخيرات ومقدرات وماء ونفطاً وغازاً ومستقبلاً وكرامة وسيادة، ولم تقدم أية استراتيجية جدية غيرها...»، مجدداً التمسك بمعادلة «شعب وجيش ومقاومة، كتبت في البيان الوزاري أم لم تكتب، وطبعاً مضمونها موجود في البيان الوزاري للحكومة الحالية، لكن بعضهم يقف عند الكلمات والعبارات». وإذ جدد التمسك بتحرير الأرض اللبنانية التي ما زالت محتلة، شدد على ان المقاومة تعمل لتطوير قوة ردعها. وفي الملف السوري قال ان الأحداث أتت لتؤكد «صحة موقفنا وتحليلاتنا»، وقال ان المشروع الذي تتصدى له سورية هو مشروع تجزئة سورية والمنطقة وتقسيمها على أساس دولة لكل جماعة مسلحة، وليس بعدد الأعراق والمذاهب والطوائف. وهاجم بشدة «الجماعات التكفيرية الإرهابية التي أتى بها الغرب وأميركا ومن معهما من كل أنحاء العالم من أجل تدمير سورية ومحور المقاومة»، واعتبر ان المشروع الأميركي الصهيوني التي استهدف سورية والمنطقة تراجع «بفعل صمود سورية قيادة وجيشاً وشعباً» وبفعل الميدان وانكشاف «الجماعات التكفيرية وأفكارها وسلوكها أمام العالم... بعد أن أصبح الذين جيء بهم الى سورية يهددون الدول التي أرسلتهم...»، وكذلك بتغير المزاج في سورية والمراجعة الداخلية للكثير من القوى والجماعات الشعبية، والانتخابات الرئاسية. وأكد أن «الانتصار في سورية» يحققه الجيش السوري والقيادة السورية والشعب وأن «الأصدقاء يقفون الى جانبهم ويقدمون مساعدة تتفاوت بين مكان وآخر». ولفت الى ان «هناك صموداً في هذه الجبهة، وهذا المشروع بدأ يتساقط، وسورية ستنتصر ومحور المقاومة سينتصر وهذه الأمة لن تسمح للمشروع الأميركي بأن يفرض جدوله او افكاره علينا». وقال: «سيأتي اليوم الذي يقف فيه الجميع عندما تنكشف كل الحقائق، ستتوجه فيه دول المنطقة وشعوبها لشكر سورية وشعبها على صمودها وانتصارها، لأنهم سيكتشفون ماذا ابعدت سورية بصمودها من اخطار وتداعيات على المنطقة كلها وفي مقدمها فلسطين، حتى الحكومات التي تآمرت على سورية سيأتي وقت تشكر سورية على صمودها وانتصارها، وكل الذين انتقدونا في لبنان على التدخل في سورية سيأتي يوم يقولون لنا احسنتم». وتناول نصرالله الملف الداخلي، وقال: « الموضوع الأساس هو الملف الرئاسي، ونحن امام مرحلة مهمة جداً وحساسة بدأت من اليوم، اما موضوع الاتهامات بالتعطيل وغيرها فأمر طبيعي، لكن يجب ان نتعاطى مع هذه المرحلة بهدوء، بعضهم قال انه حدث جلل، صحيح، لكن لا يعني ان تفقد الناس اعصابها، فيسقط البلد، ويجب ان نحافظ على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، وأن نحافظ على التفاوض بين القوى الداخلية في الموضوع الرئاسي، المهم ان نبذل جميعاً الجهد لانتخاب رئيس في اقرب وقت ممكن، وأن لا تكون نية أحد تمرير الوقت وانتظار متغيرات دولية او اقليمية. اننا ندعو الى الجدية في هذا الموضوع». ورأى انه «ما زالت هناك فرصة حقيقية وداخلية ولبنانية لانتخاب رئيس قوي وقادر على حفظ الاستقرار ويتمتع بحيثية شعبية في بيئته وعلى المستوى الوطني وقادر على طمانة القوى السياسية والأطراف المختلفة والمساعدة الحقيقية ليتجاوز لبنان هذه المرحلة الصعبة». وقال: «هناك تفاوض جدي بين تكتل التغيير والإصلاح وزعيم تيار المستقبل (سعد الحريري)، وهناك نقاش جدي، لكن ما حصل حتى الآن، هو تقديم ترشيح تحد (يقصد جعجع) لقطع الطريق على ترشيح جدي (يقصد عون) تجري مناقشته في الأروقة الوطنية، وهدف هذا الترشيح ليس الوصول الى الرئاسة او انجاز انتخابات رئاسية، والكل يعرف ان لا امكان لهذا المرشح ليصل الى الرئاسة لا بالثلثين ولا بالنصف زائداً واحداً». وأكد ان «المشروع الحقيقي عند الفريق الآخر بناء على معطياتي ومعلوماتي والاتصالات التي حصلت معنا ومع العديد من اصدقائنا خلال الأيام والأسابيع وربما الأشهر الماضية لم يكن اطلاقاً انتخاب رئيس قبل 25 ايار بل التمديد لرئيس الجمهورية، ولا اريد ان اكشف اسراراً الآن، ومن اجل هذا التمديد قدمت اغراءات كثيرة، وهذا هو الذي فشل، مشروع التمديد، ولم تكن الفرصة مفتوحة امام المجلس النيابي لانتخاب رئيس ابداً، انما التمديد. المهم الآن استكمال الحوار للوصول الى مكان ما للخروج من الشغور». وقال: «نريد رئيس جمهورية في اسرع وقت ولكن طبعاً لم نكن نريد التمديد، نريد رئيساً يؤمن استقراراً وحتى عبارة نريد رئيساً يحمي المقاومة لا داعي لها، نحن لا نبحث عن رئيس جمهورية يحمي المقاومة في لبنان، المقاومة تحمي الدولة والشعب والوطن والكيان والسيادة والأمة. نحن متواضعون بالهدف، نريد رئيساً لا يتآمر على المقاومة ولا يطعنها في ظهرها، رئيساً يثبت على موقفه من المقاومة، لا نضع شرطاً صعباً». وتمنى نصرالله ان يبعد ملف سلسلة الرتب والرواتب، خارج النزاع والخلاف المقبل، وليكن استثناء، وكذلك موضوع العسكريين والجامعة اللبنانية. فلا تضحّوا بالناس من اجل الرئيس».