«عندما لا تعرف أين تذهب! اتجه إلى.. بكة»، بهذه العبارة انطلق الفيلم القصير «بكة»، وهو فيلم سعودي يرصد أروع لحظات الحج هذا العام، ألوان الناس وأعراقهم المختلفة التي اجتمعت بمساواة على صعيد واحد، أمنياتهم وهمومهم وهي تنطلق إلى السماء مبللة بالدموع، فرحهم بتمام العبادة وختام موسم الطاعة، استبشارهم بالعيد، واستئناسهم ببعضهم، جهود رجال الأمن وبقية القطاعات الحكومية والتطوعية، وهم يرعون أمن الحجيج وراحتهم. كل ذلك يمكن أن تراه عبر الفيلم، قليل من الكلام، كثير من الصور المعبرة، واللقطات المؤثرة، استطاع هذا الفيلم القصير الموجز أن ينقلها بدقة ويرويها بمتعة. الفيلم أنتج بتقنيات بصرية ورؤى إخراجية جديدة ومختلفة عما اعتاد الجمهور مشاهدته عن الحج، شباب متقن مجيد لمهمته في نقل الواقع عبر نوافذ الصورة وأطرها المبدعة. أنجزت المهمة على أتم وجه وأفضل مثال، وحصل الفيلم الذي أنتجته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك الخير» لضيوف الرحمن، بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة، على تفاعل كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره على موقع «تويتر» بلحظات. دقيقتان ونصف الدقيقة من التأثير هي مدة الفيلم، ولكنه يبقى لأبعد من ذلك في ذهن المشاهد وحسه، لأنه يخاطب وجدانه مباشرة وهو يروي قصة الحج من دون تعليق أو كلمات، لقطات مبدعة عمل عليها فريق سعودي شاب انتشر في زوايا المشاعر المقدسة ورافق الحجيج وهم يتنفلون ويتنقلون في رياض الطاعة.