اعترف رئيس نادي الفتح المهندس عبدالعزيز العفالق بتأخر وجود فريقه الكروي الأول بين أندية «الممتاز» لسنوات عدة، مشدداً على أن التأهل كان من الممكن أن يكون قبل عدة سنوات مضت، مقدماً اعتذاره لأنصار ناديه على هبوط فريقي الناشئين والشباب إلى دوري الأولى، واعداً إياهم برؤية فرق النادي المختلفة تنافس على الألعاب كافة، وتطرق العفالق إلى عدد من المواضيع التي تتصدر أولويات عمل إدارته للموسم المقبل، خصوصاً عقب الصعود التاريخي الأول للدوري «الممتاز»، وإليكم نص الحوار: ألا ترى أن صعود الفتح تأخر كثيراً؟ -بالفعل صعودنا تأخر، إذ كان بإمكاننا أن نصعد منذ سنوات مضت، لكن الفريق لم يوفق على رغم أن المجالس السابقة بذلت جهداً كبيراً من أجل تحقيق الحلم، وكان عملها دؤوباً لكن الصعود جاء على يد إداراتنا. وماذا عملت الإدارات السابقة من أجل الصعود؟ - يكفيها أنها صنعت اسم «النموذجي» بتميز على مستوى الألعاب كافة، وسعت دوماً للتألق وتحقيق الإنجازات، كما عملت على إنشاء مشروع المنشآت التي وفقنا في توفيرها، إذ كان لهذه المنشآت أثرها الإيجابي الكبير في جميع الألعاب المختلفة، كما كان لها الفضل في الإسهام بصناعة إنجازات الفتح. وماذا عن تركيزكم على الألعاب الأخرى في الوقت الذي كرستم كل الجهد لتحقيق الصعود بفريق القدم لدوري المحترفين؟ - نحن عملنا على النهوض بجميع الألعاب التي تهمنا كثيراً، وبالفعل حققت الألعاب المختلفة إنجازات مميزة على الساحة المحلية والخارجية، فمثلاً فريق السلة صعد لدوري النخبة للمرة الثانية على التوالي، وفريق الدراجات حقق بطولة الخليج على مستوى الشباب، وبقية الألعاب قالت كلمتها في المسابقات كافة، وصراحة نحن في الفتح نعمل يداً واحدة لهدف واحد، ولدينا في كل لعبة مسؤول إداري وفني ذوي كفاءة عالية، كما أن لدينا لاعبون متميزون، ولذا لا خوف على ألعابنا المختلفة، في ظل التعاون والتضافر الكبير الذي ساعد في تحقيق الإنجازات المتوالية، مع التأكيد كذلك على الدور الكبير لأعضاء شرف النادي في جميع الألعاب. هبوط فريقي الشباب والناشئين من الدوري الممتاز، ألم يفقدكم فرحة صعود الفريق الأول؟ - في بداية الأمر أحب أن أعتذر للجماهير على هبوط فريقي الشباب والناشئين هذا الموسم، على رغم تألقهما في السنوات الماضية، لكن للعلم فقط نحن صرفنا الكثير على الفريقين، وكان اهتمامنا بهما يوازي اهتمامنا بالفريق الأول، لكن الفريقين هبطا لأسباب خارجة عن الإرادة والظروف وحدها جعلت الفريقين يهبطان، لكن أطمئن الجماهير بعودة سريعة لهما كوننا وضعنا الترتيبات لذلك، وحقيقة اهتمامنا بالفئات السنية منذ فترة طويلة، فالإدارات السابقة عملت على ذلك ووفقت في مهامها، فالسابقين كانت لهم بصماتهم في هذا الشأن، والآن جاء عضو مجلس الإدارة عبدالعزيز العمران، الذي له الفضل في إبراز مواهب النادي التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب، وعودتنا كما قلت ستكون سريعة جداً. هل من الممكن أن تفصح لنا عن الظروف التي أسهمت في هبوطهما؟ -حقيقة كنا ننفذ مشروع تشييد 3 ملاعب للفئات السنية، لكن الشركة المنفذة تأخرت كثيراً في تنفيذ المشروع، وبالتالي لم يؤدي الفريقان تمارينهما اليومية كما ينبغي، مما أثر سلباً عليهما، وأنا أحمل تلك الشركة مسؤولية ما حدث للفريقين. لنتحول إلى دوري الأولى، ما هي المصاعب التي واجهتكم في طريق الصعود؟ - دوري أندية الدرجة الأولى صعب جداً كما هو معروف عنه، فجميع فرقه لديها طموحات كبيرة، والمستويات متقاربة جداً، ونحن منذ العام الماضي نتطلع لتحقيق الصعود لكننا لم نوفق، وهذا العام ضاعفنا جهودنا، وكانت بدايتنا جيدة في الدوري إذ نافسنا منذ البداية حتى النهاية. ومتى بدأت تتضح لكم ملامح الصعود رسمياً؟ - كانت المنافسة قوية وعلى أشدها في الدوري، لكننا توقفنا في منتصفه وشاركنا في مسابقة كأس ولي العهد بعد تأهلنا لدور ال16، وبعد التفوق على الأهلي وتقديم مستوى عالٍ أمام الشباب، والخروج خاسرين بهدف بشق الأنفس زادت الثقة لدينا، لكن سرعان ما اهتز الفريق في مباراة الخليج التي كادت تفقدنا الفرصة، لكن اللاعبين كانت لهم كلمة وعادوا سريعاً للمنافسة، وكانت نتيجة تلك الهزة 8 انتصارات متتالية صعدت بالفريق لدوري المحترفين. هل سيبقى الفتح بين الكبار أم سيعود سريعاً للأولى؟ - لدينا الرغبة الأكيدة في البقاء ضمن الكبار، ليس هذا فحسب بل سنقول كلمتنا أمام الكبار، وكلي ثقة في تحقيق هذه التطلعات في ظل تعاون وتكاتف الجميع بوجود مجلس شرفي قوي، يقف مع النادي ويقدم دعماً لا محدوداً، وهناك رئيس للمجلس الشرفي بقيادة عبدالمحسن الجبر، الذي سعى جاهداً لتشكيل مجلس فعال ونجح في ذلك، ولدينا داعمون كبار ونسعى دوماً للتفوق ولن نعود للأولى فقد ودعناه للأبد. على ذكر الدعم ألا ترى أن وجود شركة راعية أفضل بكثير من الوضع الحالي؟ - بالفعل نحن في حاجة إلى شركة راعية لأنه ليس من المعقول الاعتماد فقط على أعضاء الشرف لتقديم الدعم، ونتمنى تدخل سريع من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل لإنهاء تلك الفجوة التي أثرت سلباً في الفرق التي لا تملك شركات راعية، إذ إنها تعاني كثيراً، وليس من المعقول أن يكون اعتمادها عليهم لأن دوري المحترفين يحتاج إلى عشرات الملايين والتنافس القوي يفرض عليك ذلك، لذا وجود الشركات أمر ضروري لكل ناد يلعب في دوري المحترفين. الفريق ضم بين صفوفه هذا العام لاعبين من أندية الممتاز مثل فيصل سيف واحمد العجمي، هل ترى ذلك عاملاً مساعداً في تحقيق الطموح، وهل لديكم نية لتكرار التجربة؟ -بالفعل استفدنا كثيراً من لاعبي الخبرة القادمين من الدوري الممتاز، وبالتأكيد سنعمل على تدعيم الفريق بلاعبين من أصحاب الخبرة. ماذا عن أجانب الفريق في الموسم القادم؟ - أولاً: المحترفون بحاجة إلى موارد مالية كبيرة، ونحتاج إلى دعم كبير، وسنجلس مع أعضاء الشرف، خصوصاً الداعمين الكبار لنقرر أولاً المبلغ الذي سيتم توفيره، ومن ثم نقرر اللاعبين الذين سيتم جلبهم، كما أننا سنستعين بخبرات الأندية التي تربطنا بهم علاقات قوية لمعرفة طرق وسبل التعاقدات مع اللاعبين الأجانب والأمور المتعلقة بذلك، وسيتم فيما بعد دراسة ملفات اللاعبين الأجانب بحسب حاجة الجهاز الفني. ماذا عن مكافآت الصعود؟ -ستكون مجزية لكل نجوم الفريق وجميع من أسهم في هذا الإنجاز. سمعنا أنها 50 ألف ريال لكل لاعب؟ - لا أخفيك سراً من الممكن أن يكون كما ذكرت أو أكثر منه، وليس ببعيد أن يكون أقل، فنحن لدينا اجتماع في هذا الإطار، وسنحدد المبلغ على ضوء ما سنجمعه من تبرعات من أعضاء الشرف، والمبلغ متروك لحجم التبرعات التي ستصلنا، ونحن كلنا ثقة في أعضاء الشرف الذين وقفوا معنا وساندونا بقوة حتى تحقق الإنجاز الكبير. وماذا عن موازنة الموسم المقبل، هل صحيح أنها تصل إلى 30 مليون ريال؟ - هذا الكلام سابق لأوانه، فقد ذكرت أن هناك اجتماعاً مع أعضاء الشرف، وعلى ضوء هذا الاجتماع سيتحدد الكثير من الملامح ومنها الموازنة، فبقدر التبرعات سيتحدد كل شيء، لكنني واثق أن الأعضاء سيكون دعمهم مجزياً، وسيكون مؤثراً. لنذهب صوب الجهاز الفني بالفريق ماذا عنه؟ -من أسرار نجاح الفريق الاستقرار الإداري والفني، فنحن نملك جهازاً إدارياً كبيراً يملك الخبرة، ويعمل بصمت ووفق في مهامه، كما أن لدينا جهازاً فنياً جيداً بقيادة المدرب التونسي فتحي الجبالي، والكل يعمل جاهداً لتحقيق حلم طال انتظاره 52 عاماً، ولا أنسى الجهاز الإداري المكون من محمد السليم، ومعه نائب المشرف العام على كرة القدم إبراهيم الشهيل، ومدير الاحتراف خالد السعود، والإداري سعد النيناء فهم صنعوا الإنجاز وكانت لهم بصمة واضحة والاستقرار سر نجاحنا. من خلال حديثك يتضح أن المدرب مستمر مع الفريق؟ - نعم مستمر مع الفريق في دوري المحترفين، وتم تجديد الثقة فيه ليكون مدربنا في دوري الأضواء. الفوز على الأهلي في مسابقة كأس ولي العهد أعطى انطباعاً جيداً عن الفريق، فهل هذا يؤكد أن الفريق لن يكون سهلاً في دوري الكبار؟ - بكل تأكيد من خلال هذه المواجهة أعطينا انطباعاً جيداً عن الفريق بخاصة أن هناك بعض الفوارق بين الفريقين، فالأهلي يملك بين صفوفه لاعبين دوليين وأجانب، بينما نحن عكس ذلك إضافة إلى أننا لعبنا ونحن نفتقد لعناصر مهمة بسبب الإيقافات والإصابات إلا أن نجومنا تفوقوا على أنفسهم وكسبوا المواجهة، وكان هذا الفوز رسالة إنذار مبكرة للجميع، أما الشباب فيما بعد فأخذ حذره من فريقنا الذي أثبت أنه ليس من السهولة تخطيه، وفاز الشباب بهدف بشق الأنفس، وقدمنا يومها مباراة كبيرة بشهادة الجميع، وأثبت فريقنا أنه ليس سهلاً أبداً، وبالتأكيد نحن بحاجة إلى تدعيم صفوفنا لكن هذا لا يعني أن نجومنا غير قادرين على إثبات وجودهم. أطلق عليكم لقب «النموذجي» كون جميع ألعاب النادي في الدوري الممتاز عدا الفريق الأول حدثنا عن المقبل بعد هذا التأهل؟ - نادي الفتح مميز في جميع ألعابه وفي جميع درجاته وعلى هذا الأساس أطلق عليه هذا اللقب، وبالفعل «النموذجي» اسم على مسمى. سؤال بعيد عن الصعود في العام الماضي استقال العضو حمد العبدالقادر ثم عاد مرة أخرى ماذا عن تلك العودة؟ - العبدالقادر مر بظروف صعبة في الوقت الذي كان فيه العم إبراهيم العفالق رئيساً للنادي وقدم استقالته، وبعد وفاة رئيس النادي رأى العودة للمجلس في ظل الحاجة إلى خدماته، خصوصاً أن عودته ستكون مفيدة للمجلس، ونحن نقدر جهده ورغبته والنادي مفتوح للجميع. الفتح ظهر بمستوى لافت في مسابقة كأس ولي العهد... وفي الإطار عبدالعزيز العفالق.(الحياة)
