حصل مشروع السوق الشعبية النسائية التي أنشأتها أمانة المنطقة الشرقية وسط مدينة الدمام، على جائزة «أفضل تصميم معماري على المستوى المحلي والإقليمي»، بحسب تقويم لجنة تحكيم دولية فرزت الأعمال المقدمة إلى معرض «سيتي سكيب جدة 2014»، الذي أقيم في جدة أخيراً. وتُعد الجائزة الأولى من نوعها التي تحصل عليها المنطقة الشرقية عن فئة «المشاريع الثقافية والاجتماعية». وكانت أمانة الشرقية هدمت السوق التاريخية، وأعادت تأهيلها وتطويرها، لتكون «مقصداً ومعلماً على الخريطة المحلية والإقليمية السياحية». وفازت الأمانة بالجائزة بعد «منافسة كبيرة» مع مشاريع أخرى مقدمة من مناطق عدة بالمملكة. وكان من أبرز منافسي مشروع السوق مركز الأمير سلطان الحضاري في جدة. وتقوم فكرة السوق على «رؤى وأهداف» وضعتها أمانة الشرقية، وتمت ترجمتها إلى تصاميم من خلال استشاري المشروع وفريق العمل في الأمانة، لتحقيق أهداف عدة، منها «إعادة إحياء السوق التاريخية النسائية الشعبية، التي تجاوز عمرها 40 عاماً، ووضعها مرة أخرى على الخريطة العمرانية والسياحية لحاضرة الدمام. وروعي في التصميم تحقيق مبدأ الاستدامة، الذي تَمثل في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية. كما روعي ربط المشروع عمرانياً بأنشطة المشاريع المجاورة له والمحيطة به، وجعلها منظومة استثمارية تكاملية واحدة. وكانت جودة المخرجات الحضرية والمعمارية تعكس هوية الشرقية، مستخدمة اللغة والمفردات التي ميزت مفرداتها ولغتها المعمارية، حتى تصبح السوق مقصداً سياحياً ضمن بيئة تحقق حاجات المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة آمنة، ما يسهل ويشجع الحركة داخل السوق». وركزت الأمانة في المشروع على استقطاب النساء صاحبات المشاريع الصغيرة والمنتجة، وذوي الدخل المحدود، من خلال 165 مبسطاً يتم تأجيرها لهن برسوم رمزية. كما حرصت الأمانة على عمل مركز تدريب حرفي لهذه الفئة من المجتمع، في مكونات المشروع لمساعدتهن على تطوير مهارتهن، ودعم استثمار منتجاتهن، من خلال عرضها وبيعها في الأكشاك والمباسط المخصصة لذلك. ويحوي المشروع 57 محلاً تجارياً بأنشطة منوعة، منها مقاهي شعبية درست مواقعها بعناية، لتحقيق تكامل الأنشطة الخدمية والتجارية للمشروع. فيما تتوسط المشروع ساحة أعدت لاحتضان المناسبات والاحتفالات التي تدعم فكرة وأهداف المشروع، التي تقام على مدار السنة مثل الحفلات الشعبية، والمعارض والمناسبات الوطنية. ويتكامل مشروع السوق النسائي مع مشروع تطوير منطقة وسط الدمام المركزية، ضمن نسيج عمراني يعكس هوية المنطقة التراثية والعمرانية، الذي فازت به أيضاً أمانة الشرقية في جائزة منظمة المدن العربية، الذي أقيم في الدوحة أخيراً. وأنجز نحو 80 في المئة من أعمال مشروع السوق الشعبية، ويتوقع أن يبدأ تشغيله بعد نحو خمسة أشهر. ويتكون المشروع من مجمع تجاري وشعبي، يقع على شارع الملك خالد في حي القزاز، على مساحة إجمالية تقدر ب 17 ألف متر مربع ويتكون من طابقين، ويتضمن أنشطة تجارية متنوعة مثل: محال تجارية، وورش للذهب، وصالة عرض مجوهرات، ومعهد تعليم صياغة الذهب، ومباسط نسائية ورجالية، ومواقف سيارات، إضافة إلى الخدمات اللازمة والمساندة للسوق. ويحوي الطابق الأرضي للسوق محلين كبيرين، وسبعة متوسطة، و48 صغيراً، و165 بسطة شعبية، إضافة إلى دورات المياه ومصلى ومقهى، وآخر شعبي. فيما يحوي الطابق الأول مكاتب إدارية ومكاتب المدربين، وفصل تدريب وقاعة تدريب، وصالة متعددة الأغراض، وروعي في السوق أهمية توفير جلسات داخلية وخارجية مظللة، وتوفير الخدمات المساندة للنشاط من مقاعد الجلوس والاستراحة والتخزين والتخلص من النفايات. وتم تطوير وتنسيق الموقع العام بما يتلاءم مع وظيفة السوق، ومراعاة أهمية المشروع من الناحية الجمالية والسياحية، وتم الأخذ في الاعتبار عند التصميم مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم الأخذ بوسائل السلامة واحتياجات الأمن بحسب اشتراطات الدفاع المدني وتوفير مخارج للطوارئ، وتمت مراعاة تميز شكل المبنى معمارياً، نظراً لأهمية الموقع والمحافظة على إبراز الهوية المعمارية التقليدية ودرسها بطريقة علمية. وحرصت الأمانة على إعادة تطوير السوق، والمحافظة على الأنشطة التراثية والشعبية التي تقدم من خلال ذوي الدخل المحدود. كما تشجع السوق الأسر المنتجة على تسويق منتجاتها، والتي اكتسبت خلال عقود قاعدة شعبية عريضة في الدمام، وأصبحت مقصداً سياحياً لمرتادي المنطقة، لشراء الحاجات التقليدية والشعبية.