تشكل الأسعار المضطربة للنفط أحد مصادر القلق الرئيسية بالنسبة إلى صناعة الطيران، في حين ستلعب التكنولوجيا دوراً هاماً في زيادة تجربة المسافرين التي تعد الأهم بالنسبة إلى المطارات. كان هذا أحد أبرز المحاور التي تطرق إليها المتخصصون بصناعة المطارات خلال منتدى قادة المطارات العالمية الذي عقد على هامش معرض المطارات 2017، في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. وقد استضافت شركة ريد الشرق الأوسط للمعارض أعمال هذا المنتدى الذي امتد ليومين ونظمه مركز المحيط الهادئ للطيران، تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة. وسلط خبراء صناعة الطيران الضوء على حقيقة أن صناعة الطيران تواجه تحديات على المديين القصير والبعيد الأمد، وأن هنالك فرصاً لزيادة الطلب على السفر نتيجة لسعر النفط التنافسي المنخفض. وقال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي في خطابه الرئيسي الذي تحدث فيه حول أسعار النفط، والاقتصاد العالمي، وحالة عدم الاستقرار السياسي، وثقة العملاء بوصفها جميعاً عوامل على المدى القصير: «في حال ارتفعت أسعار النفط، فإن ذلك سيمثل مشكلة أخرى لصناعة الطيران». وأضاف إن التكنولوجيا والتوازن الاقتصادي للطاقة وندرة الموارد تمثل عوامل طويلة الأجل، وأعرب عن تقديره لدور التكنولوجيا في زيادة تجربة العملاء في المطارات. وقال إن تكلفة تعزيز البنية التحتية مرتفعة بشكل كبير في أي مطار، مضيفاً أن التكنولوجيا الذكية يمكن أن تلعب دوراً هاماً على صعيد تحسين القدرة الاستيعابية والخدمة. وكانت دبي قد استثمرت زهاء 7.8 بليون دولار في العامين الماضيين بهدف تعزيز البنية التحتية. وقال غريفيث: «إننا نخطط لرفع القدرة الاستيعابية لمطار دبي الدولي إلى 118 مليون مسافر بحلول عام 2023». ومن المتوقع أن يرتفع عدد المسافرين عبر مطار دبي الدولي ومطار دبي ورلد سنترال إلى 90 مليون مسافر في العام الحالي. وقد تم تصنيف مطار دبي الدولي كأكثر مطارات العالم ازدحاماً لجهة حركة المسافرين الدوليين. ويسهم قطاع الطيران في شكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وهو يخلق أيضاً الكم الكبير من فرص العمل. وقد ذكر غريفيث أن الطيران سيسهم بنحو 88.1 بليون دولار، أو ما يعادل 45 في المئة، في الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2030. وفي كلمة رئيسية أخرى، تحدث عمر بن غالب، نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، حول النظرة المستقبلية لقطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة 2025، وأعرب عن أمله في أن تتمكن الإمارات بحلول ذلك العام من مواجهة الكثير من التحديات التي تواجه قطاع الطيران، وذلك من خلال اعتماد الإجراءات التصحيحية. وقال بيتر هاربيسون، الرئيس التنفيذي لمركز المحيط الهادئ للطيران، إن صناعة الطيران تمر بعدد كبير من التغييرات في أعقاب بعض الشكوك، إلا أنها تمثل مكاناً مثيراً جداً للاهتمام. وذكر في مجال عرضه التقديمي على هامش أعمال المنتدى إن البيئة حميدة نسبياً، مع انخفاض أسعار الفائدة، وانخفاض أسعار النفط، ومع الأداء المناسب للاقتصادات. وأضاف أن المحرك الرئيسي لنمو الأرباح منذ عام 2014 تمثل في انخفاض تكاليف الوقود، لكنه ذكر أيضاً أن انخفاض التكاليف بسبب أسعار الوقود سيولد في هذه السوق التنافسية، ميلاً قوياً لخفض الأسعار، ولذلك فإن انخفاض الأسعار يؤدي إلى ضغط هوامش الربح عوضاً عن زيادة الأرباح.