لا تكاد إجازة فصلية للطلاب والمعلمين تقترب من الانتهاء، إلا وتتردد عبارة «تمديد الإجازة»، القابعة خلفها الكثير من النكات الساخرة على قصر أيامها، خصوصاً أن طلاب المدارس والمعلمين اعتادوا على أرقام أيام إجازات فلكية تعدّ بالأشهر أو الأسابيع، بعيداً عن حسابها بالأيام. ومنذ منتصف إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني الحالية، بدأ العد التنازلي لبدء العودة لمقاعد الدراسة، إلا أن وسائل التواصل والمراسلات لم تتوان عن الكم الهائل من الكلمات والمواساة الساخرة والصور المركبة والتسجيلات المفبركة على تذكير الشعب بنهاية إجازتهم، التي لطالما كان يعزى إليها العديد من المشكلات الاجتماعية والأحداث التي قد تمر خلالها. ويبدأ الشعب غالباً إجازاته بالترحيب، وينهيها بالسخرية المعتادة، لكن سرعان ما بدأت بعض المطالبات الخجولة بتمديد الإجازة من دون سبب يذكر، وهذا غير مستغرب لأن المطالبات أصبحت عادة معروفة لدى السعوديين بعد انقضاء كل إجازة، سواءً أكانت طويلة أم قصيرة، وفي المقابل هناك من نحا منحى مخالفاً للسخرية، مذكراً الطلاب والمعلمين بأن لديهم رصيداً قادماً يساوي أكثر من ثلاثة أشهر ممتدة. وينتظر الطلاب هذا العام الإجازة «الوصيفة» بعد التعديل الأخير الذي أمر به مجلس الوزراء، ليصبح مجموع أيام الإجازة النهائية 119 يوماً، تبدأ في 20 رمضان، وتنتهي في 26 ذي الحجة 1438ه بعد الإجازة الأطول في العام الماضي التي بلغت 120 يوماً متصلة. ويضاف إلى إجازة نهاية العام هذا العام الدراسي ثلاث إجازات، وهي إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول بتسعة أيام، وإجازة نهاية الفصل الأول بتسعة أيام، والإجازة الحالية وهي إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني بتسعة أيام أيضاً، ليصبح معدل أيام إجازات الطلاب 152 يوماً، من دون احتساب إجازات نهاية الأسبوع الجمعة والسبت، التي تصبح بعد احتسابها 222 يوماً، ليكون معدل أيام الدوام هو 143 يوماً، بواقع 28 أسبوعاً فقط، مع مراعاة أن الأيام تصبح أقل إذا ما طرح منها إجازة نهاية الأسبوع. ومع هذا لا بد أن تتوج كل إجازة بعبارة «تمديد الإجازة»، التي غالباً تقابل بالنفي والتأكيد على بدء يوم الدراسة المحدد، إذ يمنح طلبة المدارس أنفسهم قبل أو بعد الإجازات الرسمية إجازة استثنائية، تنخفض فيها نسبة الحضور في عدد كبير من المدارس الحكومية والخاصة إلى «صفر» أحياناً، لتصبح مدارس «شبه خالية» من الطلبة الذين يصرون على تكرار «عادتهم» في التعامل مع الأيام الواقعة قبل أو بعد الإجازة واعتبارها إجازة كما هو الحال غالباً.