أقرّ الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي، بأن موجات الإلحاد وصلت إلى العالم الإسلامي، وبأن العمل الخيري تأثر بتداعيات ما يسمى بالربيع العربي، وبخاصة في سورية ومصر مطالباً باستحداث خطاب جديد يوجه إلى الشباب في ظل تعدد وسائل التلقي. وتوقع أن يسهم «اتفاق المقر» الموقّع بين «الندوة العالمية» ووزارة الخارجية السعودية في تأطير عملها، وبخاصة في جمع الأموال والتعاملات والتحويلات المالية وجوانب إدارية أخرى. وقال الوهيبي في تصريح صحافي إثر مشاركته مساء أول من أمس، في توزيع جائزة «الشاب عبدالله بدر السويدان (رحمه الله) للتميز» «إن العالم أصبح ساحة مفتوحة ولا نستطيع إيقاف المنصِّرين ولا غيرهم، ولكن الأفضل أن نأخذ المسألة مأخذاً إيجابياً بالنظر إلى العناصر المشتركة بيننا وبينهم عبر الأممالمتحدة»، مضيفاً «نقوم بعمل مشترك بالحوار معهم لمقاومة موجة الإلحاد والعلمنة التي تكاد تعم البلاد الغربية، وبدأت تسري إلينا بعض آثارها، أما غير ذلك فالميدان مفتوح فهم ينصرون ونحن ندعو إلى الإسلام، لافتا إلى أن الجمعيات التبشيرية تستغل فقر وضعف المسلمين، فلا بد أن نعمل و نعي أن هناك آخرين يعملون وفقاً لمعتقداتهم». وتطرق أمين «الندوة العالمية» إلى توجه الشبان السعوديين إلى «أماكن الفتن» في ظل الاتهامات ب «ضعف برامج «الندوة» التي تُعنى بالشباب»، و لم يؤكد الوهيبي أو ينفي وجود ضعف في البرامج المقدمة وقال: «أصبحنا اليوم في عالم متشعب، فالأثر الذي يجده الشاب لم يعد مقصوراً على ما يقدم له من المملكة، فهناك آراء وقراءات وقنوات وشبكات التواصل الاجتماعي تؤثر في سلوكه»، لافتاً إلى «صعوبة أن نحكم عليها من داخل المملكة». ودعا إلى «وضع هموم الشباب في إطار دولي يختلف عن مراحل سابقة، عندما كانت البيئة ضيقة. أما اليوم فالعالم متزامج، وما يحدث في دولة بعيدة يؤثر بشكل أو بآخر على الشاب السعودي». وعن تأثر العمل الخيري بالأحداث العربية أو ما يسمى بالربيع العربي، أقرّ بأن هناك «تأثيراً سواء من الحروب أم الأحداث الطبيعية، وبالتالي تزيد الأعباء على العمل الخيري»، مضيفاً «أننا اليوم أمام عشرة ملايين سوري ومثلهم أو أكثر من النازحين الذين يعيشون أكبر مأساة إنسانية في تاريخ اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية بحسب إحصاءات الأممالمتحدة، إلى جانب أحداث مصر،وكل ذلك يؤثر في عمل الجمعيات الخيرية». وأشار الوهيبي إلى «اتفاق المقر» الذي وقّع أخيراً بين وزارة الخارجية السعودية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، موضحاً أنه «سيؤطّر علاقة الندوة بحكومة المملكة من ناحية جمع الأموال والتحويلات والتعاملات المالية بشكل عام، وبعض الجوانب الإدارية التي يحكمها «اتفاق المقر»، مضيفاً أن «الهدف منه تنظيم العمل وبيان العلاقة بين حكومة المملكة و«الندوة العالمية» بوصفها هيئة إسلامية مستقلة». ورأى أنها «جاءت لتؤكد أن «الندوة» هيئة غير حكومية ولا تخضع لسياسات الدولة وهذا في صالح الطرفين». وشارك الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي مساء أول من أمس، في حفلة تكريم الفائزين بجائزة «الشاب عبدالله بدر السويدان للتميز» في القرآن والسنة واللغة العربية والموهبة والإبداع، والبالغ عددهم 66 فائزاً وفائزة. وأقيمت في الدمام برعاية أمير الشرقية سعود بن نايف.ولفت الوهيبي إلى أن «الاتفاق يحظر جمع التبرعات بالطرق التقليدية السائدة، وعوضاً عن ذلك سعى إلى تأطير آليات استقبال التبرعات وتوثيق ذلك بالمستندات اللازمة. ونص الاتفاق على حق «الندوة» في قبول الهبات والإعانات النقدية أو العينية على أن يكون تسلُّمها بإيصال رسمي إذا كان في مقر «الندوة» أو أحد مكاتبها أو فروعها أو إيداعها في الحساب المصرفي الخاص بها. كما خوّل الاتفاق مجلس الأمناء قبول الإعانات والهبات والتبرعات والأوقاف والوصايا».